يأتي تحرك وزير الخارجية الأميركي في اللحظات الأخيرة قبل تسليم السلطة إلى الرئيس المنتخب جو بايدن
يعتزم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو استخدام معلومات استخبارية نُزعت عنها السرية في الآونة الأخيرة تتهم إيران علناً بأن لها صلات بتنظيم القاعدة، وفق مصدرين مطلعين.
ويتوقّع المصدران أن يقدم بومبيو، خلال الأيام الثمانية المتبقية للرئيس دونالد ترمب في منصبه، تفاصيل في شأن مزاعم بأن إيران قدمت ملاذاً آمناً لقادة القاعدة ودعمتهم، على الرغم من بعض الشكوك داخل مجتمع الاستخبارات والكونغرس.
ويأتي ذلك في إطار تحركه في اللحظات الأخيرة ضد إيران قبل تسليم السلطة إلى الرئيس المنتخب جو بايدن.
ولم يتضح بعد ما الذي ينوي بومبيو الكشف عنه في خطابه أمام نادي الصحافة الوطني في واشنطن، الثلاثاء. وقال المصدران اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما إنه قد يستشهد بمعلومات رفعت عنها السرية في شأن مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في طهران في أغسطس (آب) 2020.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، أن أبو محمد المصري، المتهم بالمساعدة في تدبير تفجيرات 1998 لسفارتين أميركيتين في أفريقيا، قُتل على يد عملاء إسرائيليين في إيران. ونفت طهران التقرير قائلة إنه لا يوجد "إرهابيون" من القاعدة على أراضيها.
وكانت إيران هدفاً خلال فترة حكم إدارة ترمب، وسعى بومبيو إلى زيادة الضغط على الجمهورية الإسلامية في الأسابيع الماضية بمزيد من العقوبات والخطابات الساخنة.
ويعتقد مستشارو الرئيس المنتخب بايدن أن إدارة ترمب تحاول أن تصعِّب عليه إعادة التعامل مع إيران والانضمام إلى اتفاق دولي في شأن البرنامج النووي.
وقال بومبيو الذي كان مدير وكالة الاستخبارات المركزية في أكتوبر (تشرين الأول) 2017 "كانت هناك أوقات عمل فيها الإيرانيون إلى جانب القاعدة".
وتم دحض اتهامات سابقة من إدارة الرئيس جورج دبليو بوش في شأن صلات إيران بهجمات القاعدة في 11 سبتمبر (أيلول) 2001 على الولايات المتحدة. لكن ظهرت تقارير على مدار سنوات عن اختباء مسؤولين في القاعدة في طهران.
وقال مسؤول استخباراتي أميركي كبير سابق لديه معرفة مباشرة بالقضية، إن الإيرانيين لم يكونوا أبداً ودودين مع القاعدة قبل هجمات 11 سبتمبر أو بعدها، وينبغي التعامل بحذر مع أي مزاعم في شأن التعاون الحالي.
ومنذ بداية إدارته، فرض ترمب عقوبات على المسؤولين والسياسيين والشركات الإيرانية في محاولة لإجبار إيران على التفاوض في شأن اتفاق أوسع يزيد من تقييد أنشطتها النووية.
ويرجّح مسؤولون أميركيون فرض مزيد من العقوبات قبل رحيل ترمب عن منصبه.
وعلى الرغم من أن العقوبات أدت إلى انخفاض حاد في صادرات النفط الإيرانية وزادت من المصاعب الاقتصادية للمواطنين الإيرانيين، فشلت في إعادة طهران إلى طاولة المفاوضات. وقال بايدن إن الولايات المتحدة ستعاود الانضمام إلى الاتفاق النووي "إذا استأنفت إيران الامتثال الصارم".