يعكف العلماء منذ عقود على دراسة المادة المضادة من أجل المساعدة في فهم أفضل للكون، وللتأكد من النظريات حول وجود كون مواز، ومعرفة كيف تختلف المادة المضادة عن المادة كما نألفها.
لكن من الصعب دراسة المادة المضادة لأنها تتلاشى بسرعة فائقة، وتفني المادة ومضاد المادة أحدهما الآخر عند التقائهما، لكن دراسة علمية حديثة نشرت، الأربعاء، قالت إن علماء فيزياء نجحوا بالفعل في دراسة المادة المضادة بواسطة الليزر.
والمادة هي ما يتكون منه الكون ويمكن رؤيته سواء بالعين المجردة أو باستخدام المناظير المقربة، لأن الضوء ينبعث منه أو ينعكس عليه.
ويقول علماء إن "الانفجار العظيم" الذي تكون منه الكون قبل 13.7 مليار سنة لا بد أنه نتجت عنه كميات متساوية من المادة وضدها أي مضاد المادة. وما حدث لمضاد المادة هو أحد أكثر أسرار علم الفيزياء غموضا.
ويعتقد العلماء أن ذرات المادة المضادة لها نفس الخصائص والسلوكيات مثل ذرات المادة ولكن مع شحنة معاكسة.
أما "الكون المضاد" فقد افترض بعض الباحثين وكتاب الخيال العلمي أن المادة المضادة أنشأ كونا منفصلا وموازيا لكنه مضاد وأنه صورة طبق الأصل منه ومن كل ما فيه بما في ذلك الحياة.
وأعلن باحثون في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية بالتعاون مع منظمات علمية أخرى، الأربعاء، ضمن ما يعرف باسم "مشروع ألفا" أنهم تمكنوا من إبطاء مضاد الهيدروجين (الموازي للهيدروجين في المادة) بواسطة جهاز ليزر مطور حديثا. وحدثت هذه العملية من خلال تبريد ذرات الهيدروجين المضاد إلى الصفر تقريبا.
واعتبر العلماء أن هذا الاختراق "سيغير بشكل كبير مجال أبحاث المادة المضادة ويدفع الجيل القادم من التجارب".
ماكوتو فوجيوارا، عالم الأبحاث في مركز تسريع الجسيمات الكندي في فانكوفر، الذي شارك في التجارب، قال: "يمكن حقا البدء في القيام بأشياء لم يكن من الممكن تصورها من قبل".
وستسمح التقنية الجديدة بدراسة خصائص المادة المضادة بمزيد من التفصيل، ومقارنتها بالمادة، والمساعدة في الإجابة على بعض الأسئلة الأساسية في الفيزياء حول أصل الكون.