سيرة حياة السيدة فيروز
نشر بواسطة: Adminstrator
الخميس 09-06-2011
 
   
نوا:
نبذة
لبيروت .. من قلبي سلامٌ لبيروت .. و قُبلٌ للبحر و البيوت .. لصخرةٍ كأنها وجه بحارٍ قديمِ .. هي من روحِ الشعب خمرٌ هي من عرقِهِ خبزٌ و ياسمين .. فكيف صار طعمها طعم نارٍ و دخانِ .. لبيروت مجدٌ من رمادٍ لبيروت .. من دمٍ لولدٍ حُملَ فوق يدها.. أطفأت مدينتي قنديلها .. أغلقت بابها .. أصبحت في السماء وحدها .. وحدها و ليلُ ..
موهبة نادرة وصوت عذب ، وهبها الله صوتاً رقيقا وقوة تعبير هائلة تستطيع أن تنقلك إلى جو الكلمة واللحن فى لحظات ... وشخصية اكتسبت احتراما كبيرا وحبا خاصا فى العالم العربى لإخلاصها لفنها ولوطنها ولقوميتها العربية ، وأيضا لتقديمها نموذجا للفن الجاد والفنان المحترم والمعبر فى الوقت ذاته عن مشاعر البسطاء والأبرياء ولفيروز جمهور كبير فى العالم العربى ويستمع إليها بانتظام آلاف من المهاجرين العرب فى أوربا وأمريكا ، ومن يتذوق صوتها وأداءها لا يستطيع البعد عنها كثيرا ، ومن جمهورها عشاق لصوت فيروز يقدمونه على كل الأصوات العربية ، وارتبط صوتها بكلمات وألحان الأخوين رحبانى ، عاصى ومنصور ، اللذين اجتمعت لهما موهبتا التأليف والتلحين ، بالإضافة إلى طموح كبير لتطوير الفن الموسيقى العربى.

فيروز .. خصائص الصوت والأداء.

اتسم صوت وأداء فيروز ببعض الخصائص التى ميزتها عن غيرها من المطربين أهمها:
- نقاء الصوت.
- اتساع المساحة الصوتية.
- الطبيعية فى الأداء.
- القدرة على أداء أدق التفاصيل دون تكلف.
- تطويع النبرات الصوتية للتعبير اللغوى.
- المزج بين الصوت الطبيعى والصوت المستعار فى تجانس تام.



حياته
ولدت نهاد حداد ، وهو اسم فيروز الأصلى ، لأسرة متواضعة فى إحدى القرى اللبنانية وانتقلت وهى طفلة مع أسرتها إلى بيروت وهناك التحقت بالمدرسة حيث مارست أداء التراتيل والغناء فى المناسبات المدرسية مغنية الأغانى المصرية التى ذاعت فى ذلك الوقت خاصة لليلى مراد وأسمهان.

- فى أواخر الأربعينات - اكتشفها فنان موسيقى يدعى محمد فليفل ، وهو أحد مؤسسى معهد الكونسرفاتوار اللبنانى، كان يجوب المدارس بحثا عن مواهب يقدمها لكورس الإذاعة اللبنانية فى الأربعينات ، والذى تعدها بالعناية والتدريب ودعاها للغناء عبر الإذاعة مع مجموعة من الصغار ثم عمل على إلحاقها بمعهد الموسيقى الكونسرفاتوار ، وكان محمد فليفل يؤمن بقوة المدرسة التدريبية المصرية التى أفرزت مواهب مثل عبد الوهاب وأم كلثوم وهى تلاوة وتجويد القرآن الكريم فعلمها كيفيات النطق والتجويد والمقامات ، فاكتسبت فيروز مهارات ساعدتها بعد ذلك على تذوق اللغة العربية وأداء القصائد والموشحات وتمكنت من المقامات الشرقية ، وربما كان ذلك من أهم ما مهد لصعود فيروز إلى قمة الغناء فى العالم العربى.

- فيروز .. فى الإذاعة اللبنانية - سرعان ما تلقت فيروز عرضا للعمل كمغنية فى كورس الإذاعة عندما استمع إليها الفنان حليم الرومى ، والد المطربة ماجدة الرومى ومدير الإذاعة اللبنانية وقتها ، الذى لحن لها بعض الأغنيات
ثم اقترح إطلاق اسم فيروز على المطربة الصاعدة.

- لقاء .. فيروز ورحبانى -قدم حليم الرومى الصوت الجديد فيروز إلى عاصى الرحبانى وأخيه منصور اللذين كانا يقدمان أعمالهما الأولى للإذاعة فى ذلك الوقت ، وكانا قد التحقا بمعهد الموسيقى بينما كانا يعملان كجنديين فى شرطة العاصمة قبل تفرغهما للفن ، فقدماها فى أغنية "عتاب" التى لاقت نجاحا كبيرا فى لبنان.

- في عام 1952 - سجلت لإذاعة دمشق بعض الأغنيات من كلمات وألحان الأخوين.

- و في عام 1953 - تزوجت فيروز من الموسيقار عاصى رحبانى فلم يفترقا بعد ذلك إلا قبيل وفاته عام 1986.



- فى أوائل الخمسينات - قدمت مجموعة من الفنانين اللبنانيين عروضها فى مهرجان فنى عرض بمدينة بعلبك التاريخية وسط الآثار الرومانية القديمة ، أصبحت هذه المجموعة فيما بعد أسماء شهيرة فى عالم الموسيقى والغناء العربى ، كما أصبح مهرجان بعلبك تقليدا سنويا تقدم فيه عروض مسرحية غنائية ساهمت فى خلق أرضية فنية جديدة اعتمدت كثيرا على فنون الفولكلور أو الفن الشعبى لكنه توقف طيلة الحرب اللبنانية الأهلية التى بدأت عام 1975 واستمرت 17 عاما ، ضمت تلك المجموعة مطربين مثل وديع الصافى ، نصرى شمس الدين ، فيروز ، والمؤلفان والملحنان عاصى ومنصور رحبانى ، وفى تلك الفترة قدم الرحبانية الأغنية الراقصة ونجحا فى كسب الجمهور بتقديم نماذج مزجت بين الغناء الشرقى والإيقاعات الغربية.

- في عام 1955 - كان عاما سعيدا لفيروز وعاصى رحبانى ، فقد تلقيا دعوة رسمية من إذاعة القاهرة لبث أغانيهما ، وقد ساهمت تلك الدعوة فى تقديم الفنانين إلى جمهور العالم العربى.

- و في عام 1957 - قرر الرحبانية تقديم أول عمل لفيروز منفردة على المسرح فى مهرجان بعلبك ، واستمر ذلك التقليد كل عام بعد ذلك ، ولفت صوتها انتباه الجمهور لتغنيها بالأغانى التى تتحدث عن جمال لبنان وسحره.

- مرحلة التوجه العربى - ألف الرحبانية عدة قصائد تغنت بالعواصم العربية غنتها فيروز فى تلك العواصم مثل بغداد ودمشق فساعد ذلك على تبنى البلاد العربية لصوتها وإذاعة أغانيها ، وجاء وقت كانت بعض الإذاعات العربية تبدأ بثها فى الصباح بنصف ساعة من أغانى فيروز والبعض الآخر يخصص لها وقتا أسبوعيا منتظما.

- أعمال فيروز - قدمت فيروز معظم أعمالها فى عروض مسرحية خاصة فى مهرجان بعلبك السنوى ، لكنها سجلت أعمالا عديدة خارج إطار المسرح.
من الألوان التى غنتها فيروز الأغنية الشعبية باللهجة اللبنانية ، الأغنية الرومانسية ، القصائد ، الموشحات ، الأغانى المقتبسة ألحانها من الموسيقى الغربية ، ونجحت فى تقديم اللهجة اللبنانية كأداة توصيل صالحة جماهيريا إلى جانب اللهجة المصرية التى سادت الفن إلى تلك الحقبة ، وكان أهم ما قدمته على الإطلاق هو نشاطها فى المسرح الغنائى الذى عنى به الأخوين رحبانى ، ورغم أن تعاظم أعمالها على المسرح إلا أنها كانت بالدرجة الأولى أعمالا فردية كرست الغناء الفردى واعتمدت أساسا على صوت فيروز الأخاذ.

قدمت فيروز عدة مئات من الأغنيات فى خلال مشوارها الفنى من بين أشهرها:

شتى يا دني ، شط اسكندرية ،أجراس العودة ، أيام الصيفية ، أعطنى الناى وغنى ، حبيتك بالصيف ، حنا السكران ، ليالى الشمال الحزينة ، يامرسال المراسيل ، زهرة المدائن ، يا أنا يا أنا ، طير الوروار ،
باكتب اسمك يا حبيبى ، نسم علينا الهوى ، يا دارة دورى ، البوستة.

- أوبريتــات فيــروز - جسر القمر ، الشخص ، ناطورة المفاتيح ، الليل والقنديل ،جبال الصوان ، المحطة ، بياع الخواتم ، يعيش يعيش ، ميس الريم ، أيام فخر الدين ، صح النوم ، لولو ، هالة والملك ،ناس من ورق ، بترا.

- أفلام فيروز - بياع الخواتم ، سفر برلك ، بنت الحارس.

- فيروز فى الستينات - قيست درجة نجاح أعمال فيروز بمدى قبولها وانتشارها فى العالم العربى خاصة مصر ، ونجحت فيروز فى اكتساب جماهيرية كبيرة بأعمال اتسمت بحداثة الأسلوب وشرقية السمات من جانب الملحنين والأداء المتمكن من قبل فيروز ، ومن أهم ما قدمه الرحبانية لفيروز تجربة الأغنية الراقصة التى اعتمدت على الدبكة اللبنانية فى الإيقاع وأداء الكورال ، وربما كانت أغنية شتى يا دنيا ، مقام حجاز ، هى أفضل نموذج لهذه الألحان وقد قدمت مع مجموعة جيدة من أغانى فيروز فى مسرحية بياع الخواتم التى قدمت سينمائيا فى فيلم بياع الخواتم الذى عرض فى معظم البلدان العربية.

- تجارب ومفارقات



ومن المفارقات الفنية فى سجل فيروز أن صوتها كان هو الذى قدمها للجمهور وللوسط الفنى إلى مرحلة معينة وليس الألحان ، وربما التفت الجمهور إلى ألحان أغانيها فى مرحلة متأخرة نسبيا من مشوارها الفنى ، ورغم الجهد الذى بذله الأخوان رحبانى لسنوات طوال وارتباط فيروز بهما فنيا إلا أن أغنية حققت لها نقلة نوعية كبرى لم تكن من ألحان الأخوين بل لملحن غير مشهور هو نجيب حنكش الذى وفق فى صياغة لحن قصيدة أعطنى الناى وغنى لخليل جبران ، مقام نهاوند ، بطريقة حديثة حلقت بصوت فيروز فى عاليا فى سماء الفن العربى بين يوم وليلة ، انتبه الجمهور إلى لحن أعطنى الناى وتوقع المزيد من الألحان الناجحة التى تجمع كما جمعت أعطنى الناى بين الشرقية السهلة والحداثة المبرمجة والأداء الممتاز للأوركسترا.

- في عام 1966 - قدم الرحبانية مفاجأة للعالم العربى عبر صوت فيروز فى أغنية حبيتك بالصيف فى تجربة نجحت نجاحا كبيرا وبها صعد صوت فيروز وأداؤها إلى قمة جديدة ، تمثلت المفاجأة فى تقديم لحن فرنسى الأصل بكلمات عربية ، وجاء أداء فيروز رغم النطق العربى مشابها للأداء أغانى البوب الغربية ، كما جاء أداء الأوركسترا متقدما للغاية آخذا بالأساليب الغربية الحديثة ، ونظرا لاقتراب الميلودية الفرنسية عموما من ألحان المنطقة المتوسطية الغنية بالميلودى ولشيوع أغانى البوب فى المنطقة العربية فى ذلك الوقت لاقى اللحن قبولا فائقا لدى الجمهور خاصة الشباب الذى كان مفتونا أيامها بألحان فرق البيتلز البريطانية وإلفيس بريسلى الأمريكية وكبار مطربى البوب الغربى مثل توم جونز ، إنجلبرت همبردينج ، شارل أزنافور وغيرهم ، و خلال الستينات حدث تقارب بين الرحبانية والموسيقار محمد عبد الوهاب نتج عنه تلحين محمد عبد الوهاب لفيروز ، واجهة الرحبانية ، قصيدة سكن الليل ، وتلحين الأخوين لنجاة الصغيرة ، واجهة عبد الوهاب ، أغنية " دوارين" ، كما غنت فيروز بعض الأغانى القديمة لعبد الوهاب منها قصيدة "يا جارة الوادى" وأغنية "خايف اقول اللى ف قلبى" ، وفى نفس الفترة أعادت فيروز غناء لحنين لسيد درويش هما " زورونى" و "طلعت يا محلا نورها" وقد أدخل الأخوين رحبانى على هذين العملين بعض التعديلات أهمها تغيير الكلمات (!) وإضافة بعض اللزم الموسيقية والتوزيع الموسيقى البسيط.

- زهرة المدائن - إثر الهزيمة العربية فى حرب يونيو/ حزيران 1967 وبعد احتلال القدس الشرقية غنت فيروز قصيدتها للعاصمة العربية التى لم تغن لها من قبل ، القدس ، وجاءت زهرة المدائن نموذجا رائعا للقصيدة القومية المغناة ، تغنت فيها بمعانى القومية والتصالح الدينى بين المسلمين والمسيحيين العرب تحت راية القضية القومية الواحدة والهموم المشتركة واستخدم الرحبانية دقات أجراس الكنائس وتيمة أذان الصلاة فى تجانس عبر عن الوحدة بين جناحى الأمة فى مواجهة عدو واحد ، وقبل أن تتوغل فى اللحن كثيرا تجد جملة "يا قدس يا مدينة الصلاة أصلى" غاية فى التعبير عن موقف الصلاة من أجل المدينة المقدسة ، وقبيل نهاية القصيدة تشترك مجموعة الكورال فى لحن تبادلى مع صوت فيروز يتصاعد فى قوة إلى نهاية اللحن التى يسيطر عليها أداء الكورال حتى الختام موحيا بجماهيرية الموقف ، وقد لاقت زهرة المدائن نجاحا كبيرا ولا زالت تسمع فى مختلف الإذاعات العربية كعمل من أفضل الأعمال الفنية القومية.

- فيروز والرحبانية فى السبعينات - قام الرحبانية بتكرار تجربة حبيتك فى الصيف على ألحان غربية أخرى أهمها لحن "يا أنا يا أنا" على لحن السيمفونية الأربعين لموتسارت ، ولحن كانوا يا حبيبى على لحن روسى شهير ، ولاقى اللحنان نجاحا مماثلا ، ورغم أنه من الناحية الفنية لم تضم تلك الألحان جديدا شرقيا أو غربيا إلا أن التجربة نجحت فى تقديم بعض عناصر الموسيقى الغربية الأقرب إلى النغمات الشرقية إلى المستمع العربى ، وهى كسب للموسيقى الغربية التى وجدت لها مستمعا جديدا أكثر منها للموسيقى الشرقية ، وربما تلخصت فائدتها فى تعريف الجمهور العربى العريض غير المطلع على موسيقى الغرب بنوع غربى متقارب بشدة مع موسيقاه الشرقية ومقبول لدى الأذن العربية العادية ، ويمكن تصور أن الجمهور المثقف لم يبهر بتلك التجارب لاطلاعه مسبقا على الأصل الغربى وأنه لم يجد فيها أكثر من ترجمة عربية لأعمال غربية ، أما فنيــا فكان ملحنو الشرق خاصة من هم على اطلاع على موسيقى الغرب غير معنيين كثيرا بتلك التجارب ، فهم يتطلعون إلى إبداع الجديد ، ولكن كان هناك مطربون ومطربات ، فى لبنان خاصة ، يروجون لهذا الاتجاه بطبع كلمات عربية على ألحان غربية تجد لها وقعا فى الأسماع العربية دون تغيير فى الألحان الأصلية ،
ورغم كل ما وجه من انتقادات إلى هذه التجارب فهى فى الواقع غير ضارة طالما أن تنطوى على إشارة للحن الأصلى وأنها تطبق نفس معايير الأداء المتقدمة ، لكن لم تتعد تلك الإشارة معرفة بعض فئات الجمهور بالأصل قبل ترجمته ، وهى تشبه عملية ترجمة الكتب والمقالات ، وفى معظم الأحيان كان الجمهور العادى يعتقد أن تلك الألحان شرقية المنشأ لسببين ، أولهما الميلودية الشديدة ، وثانيهما تغيير الإيقاع أحيانا إلى إيقاع شرقى لتقريبه إلى الأذن العربية ، لكن كثيرا منها قدم نماذج مشوهة للألحان الأصلية.



المسرح الغنائى الرحبانى

خلال عقود ثلاثة قدمت فيروز مسرحيات غنائية عديدة ضمت عشرات الألحان ، واحتوى كل منها على قرابة 12 أغنية كان بعضها لمطربين آخرين غير فيروز منهم نصرى شمس الدين وهدى حداد شقيقة فيروز.

كما ذكرنا فإن المسرح الرحبانى الغنائى كان غناء أكثر منه مسرحا ، وباستثناء المسرحيات الثلاث ميس الريم ولولو وبترا ، فإن أغانى فيروز كانت أغانى فردية يمكن فصلها فى كثير من الأحيان
عن أصلها المسرحى ، ولا زالت تسجيلات تلك العروض تذاع من حين لآخر فى التليفزيونات العربية ويمكن للمشاهد ملاحظة انفصال أداء فيروز عن المجموعة المسرحية فى أغلب الأحوال بل ، فهى تقف فى مقدمة المسرح تغنى يصاحب غناؤها رقصة ما كخلفية استعراضية وقد يصاحبها ردود من الكورس الغنائى فى بعض الأغانى ، وهى فى الغالب إضافات شكلية لا يؤثر حذفها أو إضافتها على أداء فيروز ، وقد ذكرنا أنه مع ذلك فهناك استثناءات يمكن اعتبارها ألحانا مسرحية إما لاشتراك المجموعات فيها بدور أساسى أو لاحتوائها على مواقف حوارية موسيقية تشبه مواقف الأوبرا والأوبريت ، وقد يقول قائل أن نوعا من هذا الفصل قد حدث لأغانى سيد درويش المسرحية التى نحفظها دون النص أو العرض المسرحى ، إلا أن الفرق كبير بين ألحان سيد درويش للمسرح وألحان الأخوين رحبانى ، فالأولى كانت معنية أساسا بالتعبير عن مواقف جماعية وحوارية بين الشخصيات والمجموعات بينما كان المسرح فى أعمال رحبانى وسيلة لعرض أغانى فيروز ، ويستدل على ذلك بأن ألحان سيد درويش المسرحية ألحانا شعبية يمكن لأى شخص غناؤها بينما تظل معظم أغنيات فيروز تحتاج لمطربة محترفة والفرق شاسع بين أغان يمكنك سماعها ثم ترديدها وأغان يمكنك سماعها فقط ، قام الرحبانية أيضا بتقديم فيروز فى بعض الموشحات القديمة مثل "بالذى أسكر من عرف اللمى" مقام بياتى ، و"ياليل الصب متى غده" ، وبذلك تم لفيروز غناء معظم الألوان الموسيقية تقريبا ماعدا قالب الدور الغنائى.

- فى أواسط السبعينات - ظهر ملحن جديد لفيروز هو زياد رحبانى نجل فيروز وعاصى ، وقدم لها بعض التجارب اللحنية منها لحن سألونى الناس ، وهو لحن تقليدى لم يخرج عن ألحان الأخوين التقليدية ثم قدم ألحانا أخرى لفيروز حاول فيها إثبات موهبته كملحن منها لحن ع هدير البوستة ، وفيه قدم زياد مزيجا ناجحا من الميلودية الشرقية وأصوات جيتار الباص الغربى المستخدم أساسا فى الموسيقى الغربية لإبراز الهارمونى الإيقاعى ، ورغم قصر زمن الأغنية واعتمادها على لحن متكرر إلا أن ذلك لم يقلل من نجاحها وأحبها الجمهور بشدة ، فى أواسط السبعينات أيضا قدمت فيروز من ألحان الأخوين رحبانى أقوى عروضها الفنية المسرحية على الإطلاق وهى مسرحياتها الثلاث ميس الريم ولولو وبترا ن وفيها برزت أفضل إمكانيات صوت فيروز كما تأكدت قدرة الرحبانية على التعامل مع المسرح الغنائى بصورة أفضل مما سبق.

- فى أواخر السبعينات - توقف تقريبا نشاط الأخوين بسبب الحرب الأهلية بينما ازداد نشاط الملحن الجديد زياد رحبانى نجل فيروز ، ولم تكن الظروف المحلية تسمح بمهرجانات فنية من أى نوع ، ولم تؤثر الحرب فقط على نشاط فيروز فقد توقف غيرها كثيرون ، لكنها حاولت تعويض ذلك بتقديم حفلات غنائية فى بعض المدن الكبرى شرقا وغربا واستمرت تقدم تلك الحفلات إلى التسعينات لكن ليس بصفة منتظمة.

- فى الثمانينات - حدث ما عكر صفو الأسرة الرحبانية المنسجمة ، ولم يكن ذلك إلا من داخل الأسرة نفسها ، فقد أدى النشاط الفنى للملحن الجديد زياد رحبانى ودخوله ميدان أعمال الأسرة بألحان لفيروز بخط ابتعد شيئا فشيئا عن طريقة الأخوين وحصوله على تأييد والدته المطلق إلى خلاف نتج عنه انفصال فيروز عن زوجها قبل وفاته بقليل عام 1986 وبالتالى عن توقف تعاملها مع منصور رحبانى ، وبوفاة عاصى رحبانى ذلك الفنان الذى أحب الفن واحترمه خسر الفن العربى واحدا من ألمع نجوم الموسيقى العربية.

احتكر زياد رحبانى التلحين لفيروز بعد ذلك وبالإضافة إلى الألحان التقليدية أنتج بعض الأعمال التى أمعن فيها فى إدخال الأساليب الغربية خاصة الأمريكية مثل البوب والجاز ، ورغم الانتقادات الكثيرة التى وجهت إلى أسلوب زياد فالواقع أنه لم يبدأ موجته من فراغ أو من بنات أفكاره المحضة حيث كان للأخوين رحبانى الكثير من التجارب الموسيقية التى خلطا فيها بين الموسيقى الشرقية والغربية ، وقد استقى زياد ذلك الاتجاه منهما ولكنه غالى فيه ، فضلا عن أن مزيج عاصى ومنصور كان نسيجا متجانسا فى الغالب بينما اتسمت تجارب زياد بالشطط أحيانا إما بنسخ ألحان غربية صرفة أو بخليط يفتقر إلى التجانس فى أحيان أخرى ، وهى فى النهاية أعمال تندرج تحت عنوان التجارب ، وليس ذلك عيبا فى الفن لكن الواقع أن تلك التجارب لم تسفر عن إضافات ذات قيمة لموسيقى الشرق يمكن استخدامها فيما بعد.

- فيروز وملحنون غير الرحبانية - لحن لفيروز غير الرحبانية مثل فيلمون وهبى ، وقد وضع لها بعض الألحان الشعبية رغم أنه لم يدرس الموسيقى ، كذلك لحن لها نجيب حنكش ومحمد عبد الوهاب وغيرهم كما ذكرنا لكن أعمالهم لها لم تصل إلى كم كبير وفى المقابل لحن عاصى ومنصور لغير فيروز مثل صباح ، وديع الصافى ، نجاة الصغيرة وآخرين لكن صوت فيروز ظل واجهتهما الأساسية.

- فى التسعينات - قدمت فيروز بعض الحفلات فى بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة ومصر وغيرها ، غنت فيها من القديم والجديد ، وفى حفلة القاهرة أضافت أغنية جديدة إلى رصيدها من أغانى سيد درويش هى أغنية "أهو ده اللى صار" وفى عام 1998 عادت إلى إحياء مهرجان بعلبك الذى توقف طوال سنوات الحرب الأهلية اللبنانية. في عام 1999 غنت فيروز في الأردن و بالتحديد علي مسرح الأرينا الذي أنشدت فيه روائعها القديمة وكذلك قدمت لجمهورها أغنيات من جديدها.



تجلت هذه المرحلة بالعديد من الألبومات من أبرزها "كيفك انت" ، "فيروز في بيت الدين 2000" والذي كان تسجيلاً حياً من مجموعة حفلات أقامتها فيروز بمصاحبة ابنها زياد وأوركسترا تضم عازفين أرمن وسوريين ولبنانيين، وكانت البداية لسلسلة حفلات حظيت بنجاح منقطع النظير لما قدمته من جديد على صعيد التوزيع الموسيقي والتنوع في الأغاني بين القديمة والحديثة .
كان ألبوم ولا كيف عام 2001 آخر ما قدمته فيروز من تسجيل وجميع عشاقها في انتظار ألبوم جديد طال الحديث عنه.
في عام 2003 قدمت فيروز حفلا آخر في بيت الدين غنت فيه للحب و الحرية.
احتشد مئات السوريين من محبي الفنانة اللبنانية فيروز في طابور طويل امام دار الاوبرا بدمشق مساء الاربعاء 23-1-2008، ينتظرون ان يحالفهم الحظ في الحصول على تذكرة لحضور الحفل الاول لها منذ اكثر من 20 عام.
في إطار الاحتفالات بـ"دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 "قدمت فيروز مسرحية "صح النوم "على مسرح دار الأوبرا في 28 كانون الثاني واستمر العرض لمدة ستة أيام متواصلة.

- نقــد فيروز - بالنظر إلى ما حققته وما لم تحققه فيروز تدخلت عوامل كثيرة بعضها باختيارها وبعضها خارج عن إرادتها.

- إمكانيات فيروز الصوتية - رغم كل هذه الخصائص والإمكانيات الفريدة لم يتم استخدام تلك الموهبة بالكامل ، وبمتابعة ما قدمته فيروز نجد أن معظم أغنياتها تقع فى المنطقة الصوتية المتوسطة وأن كما كبيرا منها ينحصر داخل أوكتاف واحد ، وهذه مسئولية الملحن بطبيعة الحال ، ورغم أن عروضها المسرحية كانت فرصة جيدة لاستثمار إمكانيات صوتها وهو ما تم بالفعل فى بعض الأغنيات خاصة تلك التى اشتركت فيها مجموعات الكورال إلا أن ذلك لم يتم سوى فى المسرحيات المتأخرة التى قدمها الملحنان الأخوان رحبانى ، وفى تلك الأعمال قدما شكلا جميلا ومتقدما من أشكال الغناء وإن كان منتميا للغناء أكثر منه للمسرح ، أضاف إلى جودته أداء موسيقى عال من الفرق الموسيقية المصاحبة ، ونذكر من تلك المسرحيات على وجه الخصوص ميس الريم ، لولو ، وبترا التى ضمت ربما أفضل ما قدمت فيروز من الناحية الفنية خاصة فى إشكالية التوزيع الموسيقى للألحان الشرقية.

- شخصية فيروز - استغرق الأمر زمنا طويلا حتى تحررت فيروز من صورتها الخجولة الأولى والتى حصرت أداءها فى أبسط ما يمكن من أشكال الأداء لفترة الخمسينات وإلى أواسط الستينات وحتى غنت على وجه التحديد حبيتك بالصيف حين انطلقت فى أداء متميز أظهر إمكانيات أكبر فى صوتها وفى قدرتها على التعبير ، وفيما لحق ذلك ظهرت تلك القدرات أكثر فأكثر فى أعمال أخرى واكتسبت فيروز شخصية أقوى على المسرح وحضورا متميزا
وفى المقابل تمتعت شخصية فيروز برقة خاصة ساعدتها على أداء بعض الأغنيات التى تطلبت رقة متناهية فى الأداء ، وساهمت نعومة صوتها فى تقديم صور رقيقة للمواقف الرومانسية جعلتها تقف كأفضل مغنية رومانسية فى الشرق العربى ، ولا شك أن صورة فيروز وطريقة أدائها كانت دائما فى مخيلة المؤلف والملحن مما يوحى بأن أعمال كثيرة قد تم تفصيلها خصيصا لفيروز وربما كان من غير الممكن لغيرها أداؤها بنفس الطريقة.

- الارتباط بالأخوين رحبانى - ارتبطت فيروز بزوجها عاصى رحبانى وارتبط عاصى بأخيه منصور حيث كانا يشتركان فى وضع الكلمات والألحان فى معظم أعمالهما ، ولا يرجع عدم تعاملها مع الملحنين الآخرين فقط إلى نجاح الصيغة التى اتفق عليها الرحبانية وبالتالى إلى حرصهما على عدم تغييرها ، وإنما ظهرت بوادر التقيد بهذا الارتباط مبكرا فى المشوار الرحبانى ، فعند تلقيهما الدعوة لتقديم أعمالهما عبر إذاعة لقاهرة عام 1955 مكث الزوجان لعدة أشهر فى عاصمة الفن العربى تعرفا خلالها على عديد من فنانى تلك الفترة من نجوم الموسيقى والسينما وتلقت فيروز خلال تلك الزيارة عروضا للتعاون مع فنانى القاهرة لكن لم تسفر تلك اللقاءات والعروض عن أى تعاون فنى وغادر الاثنان القاهرة دون ذلك ، فى تلك الفترة كان فى مصر محمد عبد الوهاب على القمة ، وكان كمال الطويل ومحمد الموجى قد لمع نجماهما وقاما بالتلحين بنجاح فائق لعبد الحليم حافظ وأم كلثوم وآخرين كثر ، وكذلك كان هناك رياض السنباطى وزكريا أحمد وفريد الأطرش ومحمد فوزى ومنير مراد شقيق ليلى مراد وغيرهم ، وكان النشاط الفنى فى مصر يشهد ازدهارا كبيرا أدى إلى هجرة الكثير من المطربين والمطربات من سورية ولبنان إلى مصر منهم فايزة أحمد وسعاد محمد وصباح وهن مطربات محترفات نجحن فى تقديم أعمال ناجحة من خلال التعاون مع الفنانين المصريين ، وسبقهن فريد الأطرش وأسمهان ، لكن الثنائى الرحبانى آثرا العمل بمفردهما ، وربما لو تم مثل ذلك التعاون لتحقق لفيروز تنوعا كبيرا فى ما قدمته وانتشارا إضافيا أيضا ، ولا ننسى أن أعمال فيروز فى معظمها قد اصطبغت بالصبغة اللبنانية المحلية وما زالت تصنف كأعمال لبنانية المنشأ والهوية
وبينما لا يعرف على وجه الدقة لماذا كان هذا العزوف عن التعاون مع فنانين خارج الأسرة الرحبانية فقد يرجع ذلك إلى شخصية فيروز نفسها وربما يؤكد ذلك ارتباطها الشديد بابنها زياد رغم كل ما وجه إليها وإليه من انتقادات فى أعمالهما الأخيرة وانفصالها عن الأخوين مفضلة العمل مع زياد وحده ، ولكن ربما كان نتيجة لرغبة الأخوين فى الانفراد بفيروز كواجهة لأعمالهما ، مما أدى إلى نوع من الاحتكار لصوتها أفاد الرحبانية بالطبع لكنه حرم الفن من فرصة غنية للتطور.

ويظل اسم فيروز أحد أكبر الأسماء فى الفن العربى ، وهى إحدى الفنانات القلائل اللاتى لم يكتئبن ولم يعتزلن رغم التقدم فى السن ، وهى تكمل فى عام 2008 عامها الثالث و السبعين ولازالت تحتفظ بصورة براقة وجمهور كبير.

الجمعة 11 إبريل 2008



فيروز تنفي الغناء في مصر مقابل مليون دولار واعتبرت هذه الشائعات تسيء إليها.

نفت المستشارة الإعلامية للفنانة اللبنانية فيروز أنباء تداولتها مواقع على شبكة الإنترنت عن إقامة حفل للفنانة اللبنانية الكبيرة في مصر.
يأتي ذلك بعد أن أشارت عدة صحف ومواقع على شبكة الإنترنت إلى إقامة حفل للسيدة فيروز في مصر مقابل بضعة مئات الآلاف من الدولارات، ووصل بعضها إلى مطالبة فيروز بمليون دولار لإقامة مثل هذا الحفل في مصر.
وقالت ضحى شمس مستشارة فيروز الإعلامية في بيان صحفي، إن "بعض وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت تقوم بالترويج سنويا بأن السيدة فيروز ستقيم حفلا غنائيا في مصر، وقد ذهبت بعض هذه المواقع خلال العام الجاري إلى حد التجرؤ على تعيين تاريخ لإقامة هذه الاحتفالية الغنائية المزعومة إلى جانب تحديد مكان إقامة الحفل وتحديد أجور طائلة، زعموا أن فيروز طلبتها أو تقاضتها لقاء إقامة مثل هذه الحفلات".
وأكدت شمس أن "أحدا لم يدر إطلاقا بمثل هذه الأمور، إلا أولئك الذين قاموا بتأليف هذه الاخبار ونشرها".
وقالت، إن "المكتب الإعلامي للسيدة فيروز مهتم بأن يؤكد أن أحدا من مصر لم يتصل بفريق عملها المكلف بالتفاوض حول حفلاتها، كما يهم المكتب أن ينفي نفيا قاطعا أن تكون هناك حاليا أية نشاطات للسيدة فيروز في مصر".
اللافت أن هذه الشائعات عن حفل فيروز جاء في أعقاب تقارير صحفية أشارت إلى أن شركة "مزيكا" المصرية للإنتاج الفني بدأت مفاوضات جادة للتعاقد مع المغنية اللبنانية الكبيرة فيروز على إنتاج أحدث ألبوماتها الغنائية.
وقالت مصادر في الشركة "إن المنتج محسن جابر صاحب الشركة أجرى خلال الفترة الأخيرة العديد من الاتصالات مع النجمة الكبيرة للوصول إلى صيغة شاملة للاتفاق على أعمال فنية مقبلة".
وأضافت المصادر القول "إنه من المؤكد أن هذا التعاقد الفني سيصبح أعلى وأغلى صفقة فنية في تاريخ الغناء العربي؛ لأن الجمهور المصري والعربي متشوق لسماع فيروز في ألبوم غنائي جديد، بالإضافة إلى مشاهدتها في عمل غنائي مصور على مستوى عال من الجودة الفنية".

حدث في يوم 07/05/2008
السيدة فيروز تغادر بسلام مطار بيروت الى بيتها.
وصلت السيدة فيروز عند الساعة الثالثة من عصر اليوم الى العاصمة اللبنانية بيروت التي تشهد مظاهرات عاصفة طلبا لزيادة الاجور.
وقد عادت السيدة فيروز الى لبنان على متن طائرة قادمة من إحدى الدول الخليجية. ولا تزال داخل مطار بيروت محاصرة نتيجة للإحداث التي تشهدها العاصمة اللبنانية. وتفيد المراسلة انه يتوقع إن يتم نقل السيدة فيروز على متن مروحية إلى مكان إقامتها بالروشة وأن هناك صعوبات جمة في مجال التحرك من والى مطار بيروت بسبب الاحداث المذكورة .
المعارضة اللبنانية تسعى لاتخاذ إجراءات من شأنها إخراج فيروز من المطار
تفيد المراسلة أن شخصيات من المعارضة اللبنانية تسعى الى اتخاذ إجراءات من شأنها إخراج الفنانة العربية فيروز وفرقتها من مطار بيروت الدولي .
فيروز تغادر مطار بيروت بحماية الأجهزة الأمنية
في خبر عاجل وصل من المراسلة لاحقا هذه الليلة جاءنا ان الفنانة العربية اللبنانية فيروز غادرت مطار بيروت بحماية الأجهزة الأمنية المسؤولة .
واضافت المراسلة أنه تم فتح الطرقات أمام السيدة فيروز بتحضير مسبق جرى مساء اليوم مع اجهزة الامن اللبنانية .

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced