بيت المدى يستذكر الكاتب الموسوعي والمترجم كاظم سعد الدين
نشر بواسطة: mod1
الأحد 20-02-2022
 
   
بسام عبد الرزاق- المدى

اقام بيت المدى في شارع المتنبي، امس الاول الجمعة، جلسة تأبين للكاتب والمترجم كاظم سعد الدين، قدمت فيها سيرة الراحل ومنجزه الكبير والزاخر على صعيد الترجمة والتراث الشعبي. في بداية الجلسة تحدث مديرها الباحث رفعت عبد الرزاق، مبينا ان الاستاذ كاظم سعد الدين من مواليد بعقوبة سنة 1932 وكان والده وكيلا للمرجعية الدينية في مدينة بعقوبة وانحائها وقتذاك، وهم من اصول مدينة الكاظمية

في بغداد.

واضاف عبد الرزاق بان "الراحل قدم للمكتبة العراقية الكثير من المنجزات الفكرية تاليفا وبحثا وترجمة، ويعد من المترجمين البارزين في تاريخ الترجمة عن الانكليزية في العراق، كما انه كان من الشخصيات الاجتماعية المحببة للكثيرين، وقد شهدت هذه الصالة العديد من كلماته في مناسبات سابقة".

واوضح انه "نستذكر الان الاستاذ كاظم سعد الدين مع الاعتذار الكبير بسبب التأخر في الاحتفاء به حين كان بيننا".

د. نادية هناوي قالت ان "الراحل كاظم سعد الدين عاش حياته محبا للترجمة واخلص لها، وساقه اليها حب آخر وهو الادب عموما، وأول عمل ابتدأ فيه، هو كتابة القصة ونشر بعضها في مجلات عربية عام 1963"، مشيرة الى ان "حبه للأدب ساقه الى الترجمة حيث قرأ قصصا وروايات بلغتها الانكليزية واحب بعضها وعمل على ترجمتها لايمانه باهمية الترجمة في تحقيق التواصل والتفاعل مع الاخر من جانب وفي تنمية المواهب وتطوير القدرات فقام بترجمة ما يراه جديرا بالترجمة".

وتابعت هناوي ان "الراحل كان يترجم ويضع لنفسه سياقات خاصة ومساقاته في الترجمة لم تكن مبنية على اطر كالتي يستند عليها المترجمون اليوم، فكان حبا وهواية يمارس فعل الترجمة، وهذا الاتجاه هو الذي قاده الى ان يقف امام اعمال لنقاد وكتاب لا شأن له ان كان الوسط الثقافي قد مر على اسمائهم، انما كان يهمه ما يتلاءم مع ذائقته وحسه المرهف ووعيه الفني والنقدي".

من جانبه قدم د. علي حداد شكره لمؤسسة المدى لانها كانت سباقة للاحتفاء بالاستاذ كاظم سعد الدين.

وذكر حداد انه "تمر في حياتنا مواقف واشخاص وتجارب نتعلم منها لاسيما حين تكون من اناس كبار القيمة والمكانة والعطاء، هؤلاء يعلمونا ويضعونا على طريق العطاء اكثر من اساتذتنا الاكاديميين في الجامعة، والراحل كان من بين هؤلاء".

واضاف انه "تعلمت منه الكثير منذ منتصف الثمانينيات واستمر تواصلي معه وتعلمت منه، ولم يقصر وهو يزودني بمعظم مؤلفاته، وحتى بعد مغادرتي للعراق بقي تواصلي معه وحين عدت ايضا".

واوضح ان "الراحل كان مؤسسة ثقافية، من خلال الترجمة وادب الطفل والتراث الشعبي، ثلاثة خطوط اشتغل عليها متداخلة وقدم فيها عطاء يكاد ينفرد به، حيث قدم 105 مؤلفات في هذا الجانب".

بدوره قال د. قيس كاظم الجنابي انه "تعرفت على الراحل في منتصف الثمانينيات وكنت وقتها اكتب في مجلات دار الشؤون الثقافية، وكان هو مترجما وكاتبا في مجلة التراث الشعبي، وتوطدت علاقتي به لمدة طويلة، وكان يحدثني عن علاقاته واسراره، وايضا كان يحذرني من بعض الاصدقاء الذين خبرهم في حياته".

وتحدث الجنابي عن بعض المواقف الانسانية التي جمعته بالراحل فضلا عن مرافقته له في السفر، وكيف كان يتعامل معه بمثابة الابن.

الناقد علي حسن الفواز قال انه "لقد اغنى الاصدقاء الحديث بعمق عن سيرة الراحل، لكن مهما كان هذا الاغناء تبقى السيرة مفتوحة والحديث مفتوحا عن شخصية ثقافية ملتزمة بمواقفها وقيمة المعرفة بالثقافة اخلاقيا وايمانا بان الثقافة مشروع وهذا المشروع يحتاج الى اشتغالات ومقاربات ومجاورات وتأصيلات، لانك لا يمكنك ان تصنع ثقافة من دون ان توفر لهذه الثقافة ما يجعلها عميقة وفاعلة".

وذكر ان "الراحل كان من الذين يؤمنون بان الانسان اثر وهو يخلد الشخص، وكلنا نعرف ان الخالدين في تاريخنا كانوا بما تركوه من اثر، ثقافي او اجتماعي او سياسي".

وبين انه "كلما اتذكر الراحل اتذكر عباس محمود العقاد ولا اعرف لماذا، لكن اعتقد ان هذه الشراسة بالانتماء الى المعرفة وهذه العملقة بالتعاطي مع الفكر وفي مواجهة التحديات الثقافية واللغوية والمعرفية، محاولة عباس محمود العقاد في ملامسة كل الاشياء، وكان الراحل قد لامس هذا الامر في اشتغالاته على تاريخ العراق السياسي والوثيقة التأريخية وكذلك الموروث الشعبي وادب الاطفال".

الناقد والباحث شكيب كاظم كان اخر المتحدثين في جلسة استذكار الراحل كاظم سعد الدين حيث تحدث عن اهمية الاعمال المترجمة التي قدمها وقال شكيب: "الراحل كاظم سعد الدين، المترجم القدير والذي ظل على مدى نصف قرن ينفح المكتبة العراقية والعربية بالجميل والمهم، كتابةً وترجمةً، ومنذ سنة 1953 وكان لما يزل طالباً في دار المعلمين العالية، قسم اللغات الأجنبية، والتي تخرج فيها في السنة ذاتها، والمولود في مدينة بعقوبة سنة 1932، تطالع هذا النتاج الثر والثري، لكاظم سعد الدين، فتعجب وتفرح، وفي الذاكرة عديد كتبه التي استأثرت باهتمام القراء ولاسيما كتابه (كبار الكتاب كيف يكتبون؟) 1986، ورواية (الأقرباء الابعدون) للروائي المكسيكي الشهير كارلوس فوينتس، وترجمته لقصائد مختارة للشاعر الإسباني القتيل (لوركا) فضلاً عن كتاب (الأدب العربي) للمستشرق الروسي فيلتشنسكي، وكان من المصادفات الجميلة، أن تكون باكورة أعمال كاظم سعد الدين المترجمة، كتاباً يحمل العنوان ذاته، للمستشرق البريطاني الشهير (هاملتون كب) (1895-1971).. واضاف ان الاعمال التي قدمها الراحل كاظم سعد الدين سواء المترجمة او التي كتبها والتي تفرغ لها على مدى اكثر من 60 عاما هي التي ستبقى، مضيفا ان جهود كاظم سعد الدين الثقافية ستظل ماكثة ليس في الارض فحسب، بل ستظل في عقول القراء واذهان الدارسين. واختتم مقدم الجلسة الحديث عن الراحل قائلا ان سعد الدين ظل يعمل الى اخر يوم في حياته وكان اخر ما انتجه ترجماته للوثائق العراقية الخاصة في بريطانيا .

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced