اليوم العالمي للمرأة الثامن من اذار
نشر بواسطة: mod1
الأربعاء 02-03-2022
 
   
د. سلمى سداوي

زميلاتي وزملائي الأعزاء، اسمحوا لي أن أتقدم بتحياتي القلبية في هذا اليوم، الثامن من اذار، الذي يلعب دورًا مهمًا في تعزيز حقوق المرأة في جميع أنحاء العالم. لقد احتفلنا بهذا اليوم لأكثر من 112 عامًا، ونتذكر كل نضالات وتضحيات ملايين النساء؛ بدءًا من مظاهرات النساء العاملات في مصنع النسيج بالولايات المتحدة الأمريكية، يناضلن من أجل ظروف عمل أكثر عدلا

إنه يوم رمزي يمثل نضالنا العادل من أجل المساواة. ونحن نسعى جاهدين لتوحيد وترسيخ أصواتنا، مدركين تمامًا أن أسس تحرير المرأة ومساواتها تبدأ بتحرير الوطن. كما نعلم بشكل لا لبس فيه أن أسباب اضطهاد دولنا وشعوبنا هو اننا نعيش في ظل أنظمة غير وطنية حيث الهدف هو تعزيز الفساد الإداري والسرقة ومنع الكفاءة واشعال فتيل الحروب الطائفية المقيتة وإشاعة الفوضى وهدر ثروات الوطن......

ان نضال المرأة العراقية الطويل هو جزء من هذه الأزمة الإنسانية الدولية حيث رأينا العديد من الأمثلة الرائعة على الجهود الشجاعة الغير عادية في نضالاها ضد التحالفات العسكرية والاقتصادية من أجل الاستقلال والتحرير وطنيا.  لقد رأينا هذه الجهود المستمرة تؤدي إلى نتائج ملموسة في العديد من مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بما في ذلك تأسيس رابطة المرأة العراقية في العاشر من أذار عام 1952

خلال السنوات العديدة من عملها، لعبت الرابطة دورًا مركزيًا في الدفاع عن الشعب العراقي ودعمه في نضاله العادل من اجل تحرير الوطن. وكان لها دورًا محوريًا في العديد من الانتفاضات والحركات في الدفاع عن الإنسانية ضد الديكتاتورية الفاشية لصدام حسين وحزبه حزب البعث.

كان أحد النجاحات العديدة التي حققتها الرابطة هو اصدار "قانون الأحوال الشخصية رقم 188" لعام 1959 والذي كان منارة أمل لحركة المرأة العراقية وأساسًا مهمًا لتحقيق المساواة بين الجنسين في البلاد

استمرت رحلة رابطة المرأة العراقية في خدمة الشعب العراقي وكان لها دورا أساسيا في استنهاض المرأة العراقية ليس فقط للمشاركة في انتفاضة أكتوبر المجيدة ولكن أيضًا للعب دورا مركزيا فيها متحدة مع جميع المشاركين في الحركة الوطنية للنهوض بالشعب من الأزمة المتزايدة التي تغلف الوطن بأكمله حاليًا. أزمة تشهد فجوة متزايدة باستمرار بين فاحشي الثراء والفقر المدقع ونقصًا مروعًا في العدالة الاجتماعية والإصرار على نظام الفساد والمحاصصة الطائفية والاثنية والخراب الاقتصادي والتفريط في السيادة الوطنية

وهناك سياسة ممنهجة للانقضاض على جميع مكاسب المرأة العراقية بالرغم من قلتها وهذا جزء من فساد النظام الحالي حيث يتم التراجع بشدة عن أجزاء من "قانون الأحوال الشخصية رقم 188" بهدف نهائي هو التراجع عنه بالكامل.

والنموذج المثير للقلق على هذا هو شرعنة "تأديب النساء والأطفال": وهو تشريع بشع للعقاب النفسي والبدني للنساء والأطفال واعطاء الحق للأزواج والآباء والمعلمين في ذلك

قدمت رابطة المرأة العراقية التماسًا إلى المحكمة الفيدرالية العراقية العليا لإلغاء أو التراجع عن المادة 41 من قانون العقوبات العراقي "لتأديب النساء والأطفال"، باعتبارها تبيح العنف وتخالف الدستور العراقي وفي اكثرمن بند ومع ذلك، رفضت المحكمة الاتحادية العليا هذا الطلب!!

ان الثامن من اذار هو للتأكيد على الحقيقة التالية وهي، اننا نناضل، من اجل ان نسدل ستار النهاية على هذا المسلسل اللاإنساني الذي تفرضه منظومة المحاصصة والطائفية السياسية المقيتة والقضاء على الفساد بالتغير الشامل وبناء دولة المواطنة، دولة القانون والمؤسسات الضامنة للحريات والعدالة الاجتماعية وهي الطريق الوحيد لتحقيق المساواة الكاملة للمرأة.

عاش الثامن من آذار عيداً أمميا لكل النساء

المجد والخلود للشهيدات والمغيبات في العراق والعالم

عاشت المرأة العراقية

كل عام والمرأة تعيش حياة حرة وكريمة وآمنة

د. سلمى سداوي

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced