مشروع أوروبي للحفاظ على ثقافة وتراث الأهوار من الزوال
نشر بواسطة: mod1
الخميس 17-03-2022
 
   
ترجمة/ حامد أحمد- المدى

يشرف الاتحاد الأوروبي على مبادرة تهدف للحفاظ على تراث الأهوار في العراق، ويؤكد القائمون على المشروع أن منهاجه يتضمن تدريب الشباب على إنشاء بيوت القصب والمضائف، فضلاً عن تزيينها. وذكر تقرير لموقع ذي ناشنال الإخباري وترجمته (المدى)، أن "معرفة كيفية تصميم وتشييد بيوت ومضايف تراثية مصنوعة من القصب، هي مهنة توارثتها عوائل محدودة في اهوار جنوبي العراق جيلا عن جيل، مشكلة بذلك انساب من حرفيين مهرة يعود تاريخهم لمئات السنين".

وتابع التقرير، أن "من بين حرفيين قلة يختصون بهذه المهنة التراثية في منطقة الاهوار هي عائلة، ميري نجم، حيث يعمل أفرادها اليوم بنفس الطريقة التي كان أسلافهم من ابناء حضارة وادي الرافدين يشيدون هذه البيوت".

وأشار، إلى أن "هذه المجموعة من الحرفيين تعتبر نفسها الجهة الحامية والمحافظة على هذا الإرث الحضاري والتاريخي الفريد من نوعه التي تمثل ثقافة اهل الاهوار التي كادت تندثر في حقبة النظام السابق".

وينقل التقرير عن "نجم، 58 عاماً قوله: السعادة التي أشعر بها في كل مرة أقوم بها بتشييد بيت قصب هي سعادة لا توصف، وذلك رغم الإرهاق الذي نمر به عند مزاولة هذا العمل، انه يمثل تراثنا وتاريخنا وهويتنا، وعلينا ان نتمسك بهذه الحرفة ونحافظ عليها رغم الصعوبة التي نواجهها."

ولفت، إلى أن "بيوت القصب يطلق عليها تسمية المضيف، وهي أقرب ما تكون لقاعة عامة يجتمع فيها وجهاء القبائل والضيوف، تتم فيها تسوية شؤون الأهالي وإقامة مراسيم دينية وتبادل المعلومات"، مؤكداً أن "هذه المشيدات الضخمة وما تحويه من أعمدة وسقوف اسطوانية هائلة، تمثل أيضا رمزا لهيبة هذه القبائل".

ونوه التقرير، إلى أن "أقدم الأدلة على تشييد بيوت القصب هذه يعود الى اكثر من 5,000 عام مضت ويُظهر اناء صغيرا لشرب الماء يعود تاريخه لـ 3,200 سنة قبل الميلاد عُثر عليه في منطقة اوروك التاريخية جنوبي العراق والمعروض حاليا في المتحف البريطاني، رسما منقوشا عليه يمثل بيتا على هيئة مضيف من القصب ومحاط بقطيع من الأغنام والماعز".

وأفاد التقرير، بأن "رحلة نجم للانضمام الى صفوف المختصين ببناء بيوت القصب في العراق لم تكن متوقعة، فبعد تخرجه من معهد الصناعة في ذي قار عندما كان بعمر 19 عاماً كانت الحرب العراقية الإيرانية قد اندلعت وانخرط مباشرة بصفوف الجيش، وشارك في المعارك لحين انتهائها عام 1988. وبعد انتهاء خدمته العسكرية عام 1990 كرس نفسه لمهنة تشييد بيوت القصب من خلال العمل مع والده واشقائه".

واستدرك "خلال حقبة التسعينيات واقدام النظام السابق على سياسة تجفيف الاهوار فان أكثر من نصف المسطحات المائية قد جفت بما يزيد على مساحة 15,000 كم مما تسبب ذلك بهجرة آلاف من سكان الاهوار والنزوح عن أراضيهم".

وتحدث التقرير، عن "حملة انطلقت بعد عام 2003 لإحياء الاهوار بإعادة المياه اليها وبدء عودة الحياة اليها بالتدريج".

وشدد التقرير، على أن "نجم ذكر: بعد تحسن أوضاعنا الاقتصادية بعد العام 2003 وعودة كثير من الأهالي الى الاهوار التي عادت المياه لها بدأ عملنا ينتعش من جديد."

ويواصل، ان "الطلبات على تشييد هذه المنازل والمضايف تصاعدت ولم يكن ذلك مقتصرا على محافظة ذي قار فقط، بل من مناطق كثيرة أخرى عبر العراق"، مبيناً أن "الزبائن هذه المرة هم ليسوا وجهاء عشائر فقط، بل وزارات حكومية وشركات نفط أجنبية ورجال أعمال".

وأردف التقرير، أن "نجم لديه الان زبائن من بلدان أخرى بضمنها دولة الإمارات، وعبر السنوات الخمس الماضية قام بتشييد ثلاثة بيوت ومضايف من القصب في كل من أبو ظبي ودبي والشارقة".

ويقول نجم، بحسب التقرير، ان "عملية بناء وتشييد بيت قصب تتخللها 12 مرحلة من تهيئة الأرضية الى مرحلة الانتهاء من اللمسات الأخيرة، ووفقا لحجم المنزل فانه يستغرق ما بين أسبوع الى 50 يوماً، وان كلفة تشييد بيت قصب تتراوح ما بين 4 الى 40 مليون دينار عراقي". ويسترسل التقرير، أن "المواد الأساسية لبناء المضيف تتألف من القصب الذي ينمو في طبيعة الاهوار، وليس هناك حاجة لمسامير ولا خشب ولا زجاج في عملية التشييد".

ويعود التقرير إلى نجم الذي يؤكد أن "بناء المضيف يكون بحاجة لإعادة تأهيل كل سبعة أعوام او إعادة بنائه بشكل كامل كل 15 عاماً، وأنه يتلقى حاليا معدل ثلاثة طلبات شهرياً لتشييد او تصليح بيوت قصب".

وبحسب نجم، فأن "عملية البناء تتطلب جهودا كثيرة، تتباين ما بين النقل وانتقاء نوع القصب وحياكته لحين الاكتمال من تشييد البيت وجعله جاهزا للسكن والإقامة فيه، وأضاف: نحن نعتبر هذه المهنة قريبة من مشروع هندسي يتطلب مهارة حقيقية في التصميم والتنفيذ اعتمادا على قياسات معينة محددة."

وينقل التقرير "مخاوف نجم من ان يكون جيله الحالي هو الأخير الذي يحترف هذه المهنة لأن الجيل الحالي ليست له الرغبة والصبر لممارسة مثل هكذا عمل وبدلا من ذلك فانهم يتوجهون لوظائف أسهل بالعمل في مؤسسات حكومية، وليس هناك أحد من بين أولاده الأربعة له رغبة بتعلم المهنة".

ولفت، إلى أن "مؤسسة غير حكومية يطلق عليها اسم حماة نهر دجلة نظمت ورش عمل للشباب لممارسة واتقان هذه الحرفة التراثية لغرض تشجيع هذا الجزء الحيوي من الثقافة والتاريخ والحفاظ عليه من الزوال فقط".

وتابع التقرير، أن "هذه المبادرة تعد جزءا من مشروع، سومريون، الممول من الاتحاد الأوروبي من اجل دعم النمو الاقتصادي الاجتماعي بالتعاون مع هيئة السياحة البيئية والحفاظ على التراث في ذي قار من اجل تطوير المحافظة كواجهة سياحية".

وينقل التقرير عن مدير المؤسسة ناصر أمير، القول: "جهزنا أربع ورش يتم فيها تدريب 60 شاباً بأعمار ما بين 18 الى 30 عاماً، نحن لا نعلمهم تشييد بيوت القصب والمضائف فحسب بل نعلمهم في هذه الورش أيضا صناعة اعمال فنية تستخدم للتزيين وبيعها للسائحين كتذكار وعندما نربط الحرف التراثية بمصدر العيش نكون قد حافظنا على هذا التراث وازدهاره وحمايته من الاندثار."

وانتهى التقرير، إلى أن "سيف الدين قادر، 26 عاماً وأحد المشاركين في هذه الورش ذكر: تخرجت من المعهد الفني وليست هناك فرص عمل او توظيف، انها فكرة جيدة ان اتعلم حرفة تعكس تراثنا التاريخي وفي الوقت الذي نقوم فيه بالحفاظ على هذا التراث فانه يشكل مصدر رزق لنا أيضا".

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced