رسالة اليوم العالمي للمسرح:بيتر سيلرز: حان الوقت للانتعاش العميق لعقولنا، لحواسنا، لتخيلاتنا
نشر بواسطة: mod1
الإثنين 28-03-2022
 
   
المدى

أعلنت الهيئة الدولية للمسرح مؤخرا، أن رسالة « اليوم العالمي للمسرح» الذي يحتفل به كل عام في السابع والعشرين من آذار، يقدمها لهذا العام الكاتب المسرحي الأمريكي، بيتر سيلرز، وتتضمن الرسالة دعوة لمسرح ينبذ العنف والتطرف والحروب التي تعصف بمستقبل البشرية.

تم إنشاء يوم المسرح العالمي من قبل الهيئة الدولية للمسرح وتم الاحتفال به لأول مرة في 27 مارس 1962، وهو تاريخ إطلاق موسم «مسرح الأمم» في باريس، منذ ذلك الحين وفي هذا التاريخ من كل عام، يتم الاحتفال باليوم العالمي للمسرح على نطاق عالمي. أهداف اليوم العالمي للمسرح كما هو الحال مع اليوم العالمي لفنون الرقص هي: الترويج لهذا الفن عبر العالم. نشر المعرفة بين الناس حول قيمة النموذج الفني.تمكين مجتمعات الرقص والمسرح من الترويج لإعمالهم على نطاق واسع حتى يدرك صناع القرار قيمة هذه النماذج الفنية ودعمها. التمتع بالفن بحد ذاته.

وجاء في بيان صحفي صادر عن الهيئة الدولية للمسرح: يسرنا أن نعلن أن الاحتفال الرئيسي باليوم العالمي للمسرح 2022 سيحدث في 27 آذار 2022 عبر الإنترنت ، تنظمه المراكز والأمانة العامة للهيئة الدولية للمسرح ، وسيصادف اليوم العالمي للمسرح الذكرى الستين لتأسيسه في عام 2022. من عام 1962 إلى اليوم ، ساهم 60 شخصية مسرحية بارزة بأفكارهم حول المسرح والثقافة والسلام من خلال رسائل يوم المسرح العالمي.

في هذا العام ، ركز الاحتفال باليوم العالمي للمسرح على الشباب ، والجيل القادم ، والفنانين الناشئين ، الذين كانوا محط تركيز خاص قوي من قبلنا في الماضي القريب. يمكن أن تكون العروض التقديمية للفنان الناشئ في شكل فيديو أو أداء حي أمام الكاميرا. ستكون هناك أيضًا جلسة مفتوحة للمشاركين للتبادل بحرية بعد العروض التقديمية للفنانين الناشئين.

تم إنشاء الهيئة الدولية للمسرح بمبادرة من أول مدير عام لمنظمة اليونسكو سير جوليان هكسلي والكاتب المسرحي والروائي جي بي بريسلي في عام 1948م بعد الحرب العالمية الثانية بقليل وفي بداية الحرب الباردة عندما كان الستارالحديدي حاجزاً بين الشرق والغرب.

وكان الهدف الذي سعى مؤسسو الهيئة الدولية للمسرح إلى تحقيقه هو بناء منظمة تتماشى مع أهداف اليونسكو في مجالات الثقافة والتعليم والفنون وتركز جهودها على تحسين وضع جميع أعضاء مهنة الفنون الأدائية.

وكان التصور هو إنشاء منظمة توفر منصات للتبادل الدولي والمشاركة في تعليم الفنون الأدائية للمبتدئين والمحترفين على حد سواء، فضلاً عن استخدام الفنون المسرحية لتحقيق السلام والتفاهم المتبادل.تطورت الهيئة الدولية للمسرح الآن لتصبح أكبر منظمة في العالم تعنى بالفنون الأدائية، ولديها أكثر من 90 مركزاً منتشراً عبر القارات وقال المخرج الامريكي بيتر سيلرز :

لأن عالمنا اليوم معلقٌ بالساعة وبالدقيقة على موجز الأخبار اليومية وكأنه يتم تغذيتنا بالتنقيط، هل لي بدعوتنا جميعاً كمبدعين، إلى الدخول في نطاقنا ومجالنا السليمَيْن ومنظورنا الخاص لهذا الزمن الملحمي والتغيير الملحمي والوعي الملحمي والانعكاس الملحمي والرؤية الملحمية؟ فنحن نعيش في فترة ملحمية من تاريخ البشرية، نتج عنها تغييرات عميقة في علاقات البشر مع أنفسهم، ومع بعضهم البعض، ومع العوالم غير البشرية، تغييراتٍ تكاد أن تتجاوز قدرتنا على الفهم والتعبير والتحدث عنها.

نحن لا نعيش في دائرة الأخبار على مدار الساعة، إننا نعيش على حافة الزمن. والصحف ووسائل الإعلام غير مجهزة بالمرة وغير قادرة على التعامل مع ما نمر به.

أين هي اللغة، وما هي الحركات والصور التي قد تسمح لنا بفهم التحولات والتمزقات العميقة التي نمر بها؟ وكيف يمكننا أن ننقل مضمون حياتنا الآن ليس كريبورتاجٍ صحفي بل كتجربة؟

في عالمٍ تغمره الحملات الصحفية الواسعة وتجارب محاكاة الواقع والتكهنات المروعة، كيف يمكننا تجاوز التكرار اللانهائي للأرقام لنجرّب قدسية ولا محدودية حياةٍ واحدة، أو نظامٍ بيئيٍ واحد، أو صداقةٍ واحدة، أو جودة وجمال الضوء في سماءٍ غريبة؟ عامان من كوفيد- 19 قد أضعف حواس الناس، وضيّق حياتهم، وقطع العلاقات فيما بينهم، ووضعنا في موضع نقطة الصفر الغريبة من حياة البشرية.

ما هي البذور التي يجب زراعتها وإعادة زراعتها في هذه السنوات، وما هي الأنواع الدخيلة والمتضخمة التي يجب إزالتها بشكل تامٍ ونهائي؟ هنالك الكثير من الناس ممن يعيشون على حافة الهاوية، ويشتعل الكثير من العنف بشكل غير منطقي وغير متوقع، وتم الكشف عن العديد من الأنظمة الراسخة على أنها هياكل للقسوة المستمرة.

أين ذهبت مراسم الذكرى التي نحتفي بها؟ وما الذي نحتاج تذكّره؟ وما هي الطقوس التي تسمح لنا أخيراً بإعادة التخيّل والبدء في التدرب على خطواتٍ لم نخطوها من قبل؟

إن مسرح الرؤية الملحمية والغرض الملحمي والتعافي الملحمي والإصلاح الملحمي والرعاية الملحمية يحتاج إلى طقوسٍ جديدة. لسنا بحاجة إلى الترفيه، بل إلى التجمع ومشاركة الفضاء الواحد، نحن بحاجة إلى إنشاء فضاءٍ مشترك ومساحاتٍ محمية للاستماع العميق والمساواة.

المسرح هو خلق تلك المساحة على الأرض التي يكون فيها الكل متساوياً، سواءً البشر أو الآلهة أو النباتات أو الحيوانات أو قطرات المطر أو الدموع أو عملية التجديد. إن فضاء المساواة والاستماع بعمق مضاءٌ بالجمال الخفي ويبقى نابضاً بالحياة من خلال التفاعل العميق للخطر ورباطة الجأش والحكمة والعمل الدؤوب والصبر.

في كتاب “زخرفة الزهور” يسرد بوذا عشرة أنواعٍ للصبر العظيم في حياة الإنسان، وأحد أقوى هذه الأنواع هو الصبر على إدراك أن جميع الناس هم في النهاية مجرد سراب. ولطالما قدم المسرح حياة هذا العالم على أنها تشبه السراب، مما يتيح لنا أن نرى بوضوحٍ وقوةٍ وتحرر من خلال غشاء الوهم والتضليل والعمى والإنكار البشري.

نحن متيقنون جداً مما نراه والطريقة التي نراه بها لدرجة أننا غير قادرين على رؤية الواقع البديل والإمكانيات الجديدة والنهج المختلفة والعلاقات غير المرئية والصلات الخالدة والشعور بها.

حان الوقت للانتعاش العميق لعقولنا، لحواسنا، لتخيلاتنا، لتاريخنا، ومستقبلنا. ولا يمكن القيام بهذا العمل من قبل أشخاصٍ معزولين يعملون بمفردهم، يتعيّن علينا القيام بهذا العمل معاً، والمسرح دعوة للقيام بهذا العمل معاً. أشكركم بعمق على كل ما تفعلونه.

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced