بعد أن حلّ فايروس كورونا ضيفاً ثقيلاً على العراقيين منذ العام 2020، بدأت الفايروسات الوبائية القديمة (الكوليرا والحمى النزفية) تظهر من جديد لتسجّل مئات الإصابات في أغلب محافظات البلاد، وسط تخوف من ظهور أمراض أخرى. وتسجل الصحة عشرات الإصابات بهذه الفايروسات يومياً، فضلاً عن تسجيل حالات وفاة بسبب التأخر في علاج المصابين، مما أثار مخاوف العراقيين من هذه الأمراض التي باتت تشكل تحدياً جديداً لقطاع الصحة في البلاد.

الانتشار السريع

وفي هذا الصدد، أشارت عضو الفريق الإعلامي لوزارة الصحة ربى فلاح، إلى أن "الارتفاع الحالي بـ (الحمى النزفية والكوليرا وكورونا)، يعود إلى عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية". وقالت فلاح في حديث لـ (المدى)، إن "أغلب هذه الفايروسات هي متوطنة بالعراق منذ سنوات لكن الذي يلفت الانتباه هو تصاعد نسب الإصابات في السنة الحالية عن السابق"، مستطردة بالقول "بالنسبة للحمى النزفية والكوليرا فهما لا يمكن مقارنتهما مع كورونا لكن بذات الوقت لا يمكن التقليل من مخاطر هذه الأمراض كونها معدية وواسعة الانتشار". ودعت فلاح، إلى "ضرورة مراجعة المراكز الصحية في حال ظهور أية أعراض من الأمراض المذكورة أعلاه وعدم تركها لتتفاقم فخطورة المرض تزداد مع انتشاره في الجسم، كما أن التشخيص المبكر يمنع تفاقم الإصابة".

تطمينات

من جانبه، قلل الطبيب الاختصاص في مستشفى الصدر بالعاصمة بغداد زهير العبودي من مخاطر تحول الكوليرا إلى وباء. وقال العبودي، في حديث لـ (المدى)، "بعد تطور العلم والاطلاع والمعرفة فيما يتعلق بطرق علاجها والوقاية منها فإن موضوع السيطرة على الفايروسات المنتشرة حالياً أصبح ممكناً وسهلاً". وأشار إلى أن "الكوليرا من الأمراض المتوطنة بالعراق وموجود وكل سنة تسجل الوزارة إصابات به وهو ليس شيئا غريباً على البلاد"، مبيناً أن "الإصابات الحالية قد تجاوزت المعدل السنوي الذي اعتاد العراق عليه".

أمراض مقلقة

إلى ذلك، يرى مدير الصحة العامة في صحة ذي قار رياض حسين، أن الانتشار الحاصل سواء للحمى النزفية أو الكوليرا في بعض مدن العراق يثير القلق. حسين وفي حديث لـ (المدى)، قال إن "دائرة صحة ذي قار اتخذت الإجراءات الكافية والجيدة لمحاولة احتواء الانتشار، إذ يتم استقبال المشتبه بإصابتهم، وإجراء الفحوص اللازمة لهم مباشرة، حيث قدمت دائرته طلباً لزيادة العلاجات الكافية والمطلوبة لتغطية عدد المصابين". وختم رياض، حديثه بالقول "لو سجلنا إصابة واحدة بالحمى النزفية فهذا يعني أنها وباء ولكن بشكل عام فهي ليست واسعة الانتشار، كما هو الحال بفايروس كورونا الذي ينتقل عبر الهواء". وتستنفر الكوادر الصحية في مختلف مستشفيات البلاد، فرقها لمواجهة مخاطر اتساع الكوليرا والحمى النزفية التي تتركز غالباً في مناطق ريفية جنوبي وشمالي البلاد، مع تكثيف حملات التوعية عبر وسائل الإعلام المحلية للتقليل من عدد الإصابات بهذه الفايروسات.