نريد دولة مؤسسات تعزز سيادة القانون وتحترم المواطن وتحفظ أمن وأستقرار الوطن
تمر علينا بعد أيام قليلة الذكرى الثالثة لانتفاضة تشرين ( انتفاضة نريد وطن) التي كانت امتدادا لمراحل تظاهرات عديدة كانت شرارتها تظاهرات شباط 2011 ، تظاهرات تشرين 2019 لجموع من المحتجين تبحث عن وطن يوفر لبناته وأبنائه الأمن والسلام .. تظاهرات عمت بغداد ومحافظات العراق الوسطى والجنوبية احتجاجا على تردي الخدمات والاوضاع الاقتصادية للبلد وانتشار الفساد الاداري والمالي والبطالة بين صفوف الشباب .. التظاهرات التي راح ضحيتها أكثر من ٨٠٠ شهيدة وشهيد وأكثر من 25 الف جريح كان للمرأة وبالأخص الشابات حضورا متميزا وفاعلا في الساحات والميادين رافضات لسلطة السلاح وتحكم الفصائل المسلحة بأمن العراق ومستقبله ، صدحت ساحات الاحتجاج بأصواتهن وهتافاتهن الكثيرة ومنها :
( هاية بناتك يا وطن هاية .. ضحت بدمها ورفعت الراية )
نساء وفتيات يحملن مطالبات لاتختلف عن مطاليب الفئات الاخرى ومنها رفض كل انواع الظلم والفساد، ومحاسبة المسؤولين الفاسدين، والكشف عن قتلة المتظاهرين ومحاكمتهم وحصر السلاح بيد الدولة والعودة الى الالتزام بالقانون والدستور واتباع الطرق الديمقراطية الصحيحة في تشكيل الحكومة بعيدا عن نهج المحاصصة الذي دمر البلاد وأغرق المواطن العراقي في ويلات وازمات كثيرة، هذا بالاضافة الى مطالبهن الخاصة بأحترام حقوقهن الانسانية وانهاء كل اشكال العنف التي يتعرضن لها داخل البيت والمجتمع.
تشرين ٢٠١٩ تميزت بمشاركة للمرأة العراقية لفتت الانظار اليها وأثرت في المجتمع العراقي والاقليمي والدولي ، من خلال ادوارهن وحضورهن الذي كسر نمطية الحراك والكثير من القيود المجتمعية وهتافتهن ( صوت المرأة ليس عورة.. صوت المرأة فجر ثورة ) ، الانتفاضة التي كانت رمزيتها بشهيد تشرين صفاء السراي ( ابن ثنوة ) الشاب الذي ارتبط اسمه بأسم امه والتي اصبحت رمزية يفتخر بها اعتزازا بدور المرأة كأم وزوجة واخت وأبنة واكراماً للتضحيات والبطولات التي تقدمها النساء والفتيات من اجل نهضة العراق شعبا وبلد.
رابطة المرأة العراقية واحدة من مئات المنظمات النسوية التي تقدمت المشهد الاحتجاجي، وكان لها الحضور المؤثر في ( تشرين العظيمة ) وساهمت الى جانب الحركة النسوية الاحتجاجية بتقديم العون والدعم بكل أشكاله لمساعدة أخيها في ساحات الاعتصام من خلال ( الخيمة العراقية ) في بغداد وخيم الاعتصام في باقي المدن العراقية المنتفضة ، والتي كانت محطة لأستراحة المتظاهرين والمعتصمين وتقديم الاسعافات الاولية لهم ، والتوعية بحق التظاهر السلمي وحرية التعبير، رابطة المرأة العراقية تستذكر هذا اليوم بفخر واعتزاز وهي تجدد مطالبها بالتغيير الشامل لمنظومة الدولة وأعادة بنائها على اسس ديمقراطية صحيحة بعيدة عن المحاصصة خالية من الفساد والسلاح المنفلت ، دولة مؤسسات تعزز سيادة القانون وتحترم المواطن وتحفظ أمن واستقرارالوطن.
رابطة المرأة العراقية
29 ايلول 2022