أعلنت "الأكاديمية السويدية" في ستوكهولم، منذ قليل، عن فوز الروائية الفرنسية آني إرنو (1940) بـ"جائزة نوبل للأدب"، ليصل عدد الكتّاب الفرنسيّين الذين نالوا الجائزة إلى ستّة عشرة كاتباً حتى اليوم، ويصل عدد الفائزات بالجائزة إلى 17 امرأة كانت أولاهُنّ السويدية سلمى لاغرلوف عام 1909.
وأشار بيان الأكاديمية إلى أن الدافع وراء منحها الجائزة هو "الشجاعة والدقّة في المعالجة اللتين تكشف من خلالهما الجذور والاغتراب والقيود الجماعية للذاكرة الشخصية".
عُرفت روايات إرنو بتمركزها، إلى حدّ بعيد، حول تجاربها الخاصّة والحميمية، حيث لا تغادر أعمالُها مواضيعَ مثل الأزمات العائلة، والإحساس بالعار تجاه الطبقة التي تنتمي إليها، إضافة إلى كتابتها عن علاقاتها العاطفية دون استعارات أو تورية، وهو ما تسبّب بإثارة العديد من النقاشات الحادّة عند صدور عدد من أعمالها.
ولعلّ عملها الأخير، "شابّ"، الذي صدر قبل أسابيع، ينتمي إلى هذه الأجواء، حيث تحكي الرواية علاقة إرنو العاطفية مع شاب يصغرها بثلاثين عاماً. وقد تلقّت الرواية، منذ صدورها، عدداً كبيراً من المراجعات النقدية التي اعتبرت أنها ربما أهم عمل صدر خلال الموسم الأدبي الجديد هذا الخريف.
منذ كتابها الأول، "الخزائن الفارغة" (1974)، أصدرت آني إرنو نحو عشرين كتاباً، بين رواية وقصة وسرد سيَري، من بينها "الساحة" (1983) التي فازت بجائزة "رونودو"، و"عاطفة بسيطة" (1993)، و"السنوات" (2008)، الحاصلة على جائزَتي "مارغريت دورا" و"فرنسوا مورياك" عامَ صدورها، و"الفتاة الأُخرى" (2011)، و"ذاكرة فتاة" (2016).
نشأت إرنو في بلدة إيفتو بمنطقة نورماندي في أسرة تنتمي إلى الطبقة العاملة، ودرست في جامعتي "روان" و"بوردو" وحازت على درجة الدكتوراه في الأدب الحديث عام 1971، وعملت أستاذة في عدد من الكليات الجامعية قبل أن تصدر عملها الأول الذي يقترب من السيرة الذاتية التي تقاطعت أيضاً مع أعمال لاحقة لها.
ومن مؤلفاتها التي تُرجمت إلى العربية: روايات "لم أخرج من ليلي" عن "المركز القومي للترجمة" سنة 2005، و"الاحتلال" عام 2011، و"انظر إلى الأضواء يا حبيبي" سنة 2017، و"شغف بسيط" سنة 2019، وجميعها صدرت عن "دار الجمل".
الجائزة التي جرى تقديمها لأول مرة عام 1901، ذهبت إلى اسم كان من ضمن أبرز الأسماء المرشّحة هذا العام إلى جانب أسماء عدّة؛ مثل الروائيين الهندي سلمان رشدي، والفرنسييْن ميشال ويلبك وبيار ميشون، والكيني نغوغي وا ثيونغو، وكاتب الخيال العلمي الأميركي ستيفن كينغ وآخرين.
ويُنتظر أن تتسلم الفائزة، إلى جانب خمسة فائزين آخرين بجوائز نوبل المختلفة لهذا العام، ميدالية وشهادة وجائزةً نقدية تبلغ قيمتها تسعة ملايين كرونة، في حفلٍ يُقام في ستوكهولم في العاشر من كانون الأول/ ديسمبر المقبل، في ذكرى رحيل ألفرد نوبل عام 1986.