قالت مصادر محلية عراقية كردية في إقليم كردستان شمالي البلاد، اليوم الثلاثاء، إن قصفاً بالصواريخ استهدف مقراً لجماعة حزب الحرية الكردستاني الإيراني المعارض (آزادي)، في بلدة التون كوبري الواقعة بين أربيل وكركوك شمالي العراق، في ثاني عملية قصف تتعرّض لها بلدات عراقية من قبل الحرس الثوري الإيراني في غضون أقل من يومين.
تزامن القصف مع جلسة مغلقة للبرلمان العراقي، استضاف فيها قيادات عسكرية وأمنية رفيعة، لبحث الهجمات الإيرانية والتركية المتكررة على بلدات عراقية حدودية، ضمن إقليم كردستان ونينوى، والتي تصاعدت خلال الشهرين الماضيين، مخلفة ضحايا بين المواطنين العراقيين.
وقال مسؤول في قوات البيشمركة الكردية في أربيل لـ"العربي الجديد"، إن ثلاثة صواريخ استهدفت مقرين متقاربين في بلدة التون كوبري لحزب الحرية الكردستاني الإيراني.
وأضاف أن البلدة الواقعة شمال غربي كركوك تُستهدف لأول مرة بالقصف الإيراني، وتقع على بعد نحو 70 كيلومتراً من الحدود الدولية مع إيران، مما يشير إلى توسيع طهران عملياتها العسكرية، وهجماتها الصاروخية والمدفعية، وبالطائرات المسيرة المفخخة أيضاً.
وأكد المسؤول أن لا تقرير حتى الآن عن وجود ضحايا.
وأكد رئيس حزب الحرية الكردستاني الإيراني المعارض حسين يزدان بنا، لمحطة تلفزيون كردية عراقية، القصف الذي استهدف مقراتهم، بالصواريخ والمسيرات، دون أن يشير إلى وجود خسائر بين صفوف الحزب، وهو أحد الأحزاب القومية الكردية الناشطة في العراق.
كما ذكر جهاز مكافحة الإرهاب في كردستان، في بيان مقتضب، أنه وفقاً للمعلومات قصف الحرس الثوري الإيراني مقر حزب الحرية الكردستاني في التون كوبري، مشيراً إلى أن الأضرار ما زالت غير معروفة.
بدورها، قالت وكالة "باس نيوز" الكردية، المقربة من حكومة الإقليم، نقلاً عن مصادر لم تسمها إن عدداً من المسيرات الإيرانية تجوب سماء مدينة كويسنجق شمال أربيل، اليوم الثلاثاء، وتتصدى لها النيران المضادة لمقاتلي الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني (حدكا).
كما أفادت الوكالة ذاتها بتعرّض مخيم للاجئين الكرد الإيرانيين قرب بلدة ديكله شمال أربيل لقصف إيراني، دون معرفة حجم الخسائر.
وعقد البرلمان العراقي، الثلاثاء، جلسة مغلقة بحضور قيادات أمنية وعسكرية بارزة لمناقشة الهجمات التركية والإيرانية الأخيرة على إقليم كردستان. وذكر في بيان له، أن جلسته الـ13 في الفصل التشريعي الثاني عقدت برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس النواب محسن المندلاوي، لمناقشة الاعتداءات الأخيرة على السيادة العراقية، وكيفية الحفاظ على هذه السيادة، دون أن يذكر تفاصيل أخرى.
ووصل، الثلاثاء، إلى العاصمة بغداد رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في زيارة يبحث خلالها العلاقات والملفات العالقة بين بغداد وأربيل، وآخر المستجدات. وقال المستشار في رئاسة إقليم كردستان دلشاد شهاب، للصحافيين، إن البارزاني ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بحثا التهديدات الحدودية.
وقال شهاب أيضاً إن البارزاني "طلب أن تثبت الحكومة العراقية الجديدة حسن النية لشعب إقليم كردستان، كي يعدوها حكومتهم، مبيناً أن "الهجمات والتهديدات وانتهاك سيادة العراق شغلت محوراً من محادثات نيجيرفان البارزاني والسوداني".
ونقل عن البارزاني تأكيده أن "إقليم كردستان لن يشكل أبداً تهديداً لجيرانه"، مشدداً على أنه "لم يكن قط مصدر تهديد للجيران".