تجربة فردية قدمتها الدكتورة فاطمة بدر أستاذة قسم السينما في أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد حين اشترت قطعة أرض لا تزيد مساحتها عن 50 مترا في أحد أزقة منطقة السيدية السكنية في كرخ بغداد وشيدتها على هيئة قاعتين بطابقين ، خصصتهما لإقامة مكتبة ضمت مئات الكتب الأدبية والعلمية ، إلى جانب مرسم ومحترف فني للهواة دعت إليه المهتمين من مختلف الأعمار لممارسة هواياتهم الفنية.
الجميل في الأمر إن هذه المكتبة هي الوحيدة في المنطقة ورغم موقعها في أزقة متشعبة يصعب العثور عليها ، لكنها حققت نجاحا أدبيا واجتماعيا مفرحا حقا، إذ تذكر الدكتورة بدر أن على الرغم من حداثة التأسيس منذ حوالي العام الواحد لكنها استطاعت جذب أعداد كبيرة من سكان المنطقة مشكلة ظاهرة أدبية لافتة ، واجتماعية أيضا اذ يتعاون الجيران معها في تنظيف المكان وإعداد وجبات الطعام والمعجنات لضيوف فعالياتها التي تنوعت بين المحاضرات الثقافية وحفلات تواقيع الكتب وتخرج دورات هواة الرسم.
حقا بدلا من أن تلعن بدر الظلام أوقدت شموع المعرفة والفن في ذلك الحي السكني الذي شهد معارك ضارية أيام الفتنة الطائفية، ولا غرابة فهي ابنة بيت أدب وفن فهي أخت الروائي علي بدر صاحب دار نشر ألكا، والفنان التشكيلي زميل دار ثقافة الأطفال محمد بدر.. بقي أن لابد من التذكير بوجوب توجيه التفاتة من قبل منظمات المجتمع المدني وطلبة المدارس والجامعات لزيارة المكتبة ودعمها لمواصلة عملها الثقافي الجميل.