النخب السياسية والإدارية العراقية تعاني ترهلاً وزيادة في الوزن
نشر بواسطة: Adminstrator
الخميس 07-07-2011
 
   
سمنة المواطنين تزداد نتيجة الإفراط في الأكل وغياب الرياضة
ايلاف:
تزداد معدلات السمنة بين العراقيين بشكل ملحوظ، ليس بين كبار السن فحسب، بل بين أوساط الشباب، وفي صفوف الأطفال والمراهقين، حيث وصلت إلى مستويات مرتفعة، تؤشر إلى منحى خطر، يوضح حجم الاختلال بين الغذاء المتوازن والجسم السليم في سلوكيات الفرد العراقي الغذائية والصحية.
عراقيون... وأطعمة كثيرة
وسيم باسم من بغداد: في إشارة إلى الأخطاء الغذائية في الحياة اليومية العراقية يشير الدكتور كاظم بهية إلى أن نسبة السكريّات تتجاوز الحدود المسموحة بها في إجمالي السعرات الحرارية التي يتناولها الفرد العراقي يوميًا بسبب اتباع عادات غذائية غير صحية يعززها نقص الوعي الصحي وغياب الإعلام الصحي المرشد والموجه، سواء في وسائل الميديا المسموعة والمرئية أو الصحف المجلات، اضافة الى عزوف عن ممارسة النشاط البدني والرياضة، والاستعاضة عنها بأدوية النحافة التي تتوافر بكثرة في الصيدليات والدكاكين، لاسيما بين النساء اللواتي يجدن في ممارسة الرياضة، لاسيما خارج البيت جرأة لا تتوافر لديهن.

حبوب التخسيس
زينب الياسري، فتاة في عقدها الثاني، يكاد وزنها يقترب من المائة كيلوغرام، حاولت ممارسة الرياضة في البيت، واشترت لذلك جهازًا يساعدها على الحركة، لكن مشروعها باء بالفشل، فاستعاضت عن ذلك بحبوب التخسيس، التي سببت لها صداعًا وآلامًا معوية وحالات إغماء، مما اضطرها إلى الكفّ عنها.

تقول زينب "ليس ثمة حلّ، وحتى الأطباء الذين زرتهم يطرحون أفكارًا جربتها، ولم تسفر عن نتيجة ايجابية. تقضي زينب جلّ يومها في متابعة التلفزيون والدراسة والجلوس لفترة طويلة أمام الانترنت، مما ضاعف من وزنها بخطوات متسارعة. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن العراق يقع ضمن مجموعة مصر والمملكة العربية السعودية، حيث تبلغ معدلات زيادة الوزن والسمنة فيها بين 66 و69 %.

سمنة بين النخب
يقول الباحث الاجتماعي كريم حسين إن غالبية النخب السياسية والإدارية العراقية تعاني ترهلاً وسمنة. ويضيف.. لدي دراسة حول السمنة بين النواب والسياسيين العراقيين، حيث تشير إحصائيتي إلى انها تتجاوز التسعين في المائة.

ويتابع "الأمر ليس اختراعًا، فاذا تابعت الظاهرة على شاشات التلفزيون فسترى متى صحة الاستنتاج. ويطالب حسين النخب العراقية ان تكون مثالاً يحتذى به في الجسم السليم والرشاقة البدنية، وان يمارسوا الرياضة بدلاً من الإكثار من الولائم، التي زادت بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
يذكرنا ذلك بـ"حرب الترشيق" التي (شنها) الرئيس العراقي السابق صدام حسين على السمنة، حين أجبر النخب السياسية والحزبية على تخفيف الوزن، مهددًا بعقوبات تطال الذين يمتنعون عن التخسيس.

العراقي لا يهتم بصحته
يقول كريم العماري، وهو مدرس رياضة عراقي وخبير في مجال اللياقة البدنية، في تفسير يثير الانتباه ما مفاده ان العراقي يهتم بالسياسة اكثر مما يهتم بصحته. ويضيف: ثمة عادات غير عملية في مجتمعنا، فالفرد منا يجلس ساعات يتحدث في السياسة، ويحلل في الأحداث من دون ان يفكر في استعادة لياقة جسمه، حتى ولو لبضع دقائق.

وبحسب تخمينات، فان أكثر البالغين في العمر يعانون السمنة، وما تسببه من أمراض، كارتفاع ضغط الدم والسكّري وارتفاع مستوى الكولسترول، لكن الظاهرة تبرز بين أوساط الشباب أيضًا. وفي تحليل لا يخلو من المزحة، يشكو أحمد الأمير، وهو متخرج جامعة أهلية، من أن سمنته تعود إلى البطالة، فهو من دون عمل منذ تخرجه في 2007.

كبار السن و النساء
بحسب معاينات وتجارب ميدانية، يشير سعد القريشي، وهو باحث في مجال التغذية وتأثيراتها على الجسم في جامعة بابل، إلى أن السمنة بين العراقيين تنتشر في النسبة الاكبر منها بين كبار السن، لاسيما النساء، وبين اصحاب المصالح الخاصة من بقالين وقصابين وأصحاب دكاكين، لاسيما بين المستويات ذات التحصيل العلمي المتدني، وتنخفض النسبة بين اوساط الشباب.

ويشير القريشي الى أن السمنة سمة بارزة بين العراقيات، وتصل النسبة الى الثلاثين بالمائة بينهن، وهي نسبة كبيرة جدًا، تشير الى مجتمع غير صحي.

بحسب القريشي، فإن تناول الزيوت من قبل الفرد ارتفع منذ سبعينيات القرن الماضي، بسبب استيراد المواد الغذائية، واتجاه الفرد العراقي الى الاستهلاك من السوق بدلاً من الزراعة، حيث قلّ تناول الفاكهة والخضر بالكميّة المطلوبة في اليوم. الجدير بالذكر ان وزارة الصحة العراقية أطلقت في نيسان/أبريل الماضي خطة لزيادة الوعي الغذائي بين أبناء المجتمع العراقي بغية الوقاية من السمنة وتجنب الأمراض الناجمة منها.

تتضمن الخطة، التي أطلق عليها اسم "الخطة الوطنية للنظام الغذائي والنشاط البدني"، نشر ملصقات وبرامج دعائية عبر وسائل الإعلام المختلفة، إضافة إلى عقد ندوات وورشات عمل لتعريف المواطنين بمخاطر زيادة الوزن.

مطاعم العراق والسلوك (الغذائي)
في جولة في منطقة الكاظمية (شمال العاصمة بغداد وعلى بعد 5 كم في الجانب الغربي منها)، يلاحظ المرء كثرة المطاعم التي توفر أطعمة ذات دسم عال، تحتوي على نسب مرتفعة من الدهنيات والسكريات والنشويات. يقول سليم الكاظمي وهو صاحب مطعم "فاطمة"... المواطن العربي تعود على أكلات مثل "الباجة" و"التبسي"، و"البرياني" و"الدولمة"، وكلها أكلات تسبب السمنة والأمراض المزمنة المرتبطة بالدهون.

ويضيف :بعض الزبائن يتناولون الأكلات (الثقيلة) رغم إصابتهم بأمراض مثل السكر والقلب، ولا يلبث ان تتأزم حالتهم الصحية وهم داخل المطعم. ويوضح الطبيب كرم العتابي أن طبيعة الامراض لا تعود بشكل مباشر الى نوعية الأكل في المطاعم والبيوت العراقية، بل الى تكدس الشحوم، بسبب قلة ممارسة الرياضة، بما لا يتناسب مع مقدار السعرات المكتسبة.

الشاب السمين
الشاب أحمد فاروق لا يزال دون سن العشرين، ويزن ثمانين كيلوغرامًا، حيث يسبب له وزنه الزائد مواقف مزعجة، لاسيما في الوسط الجامعي.
يقول فاروق: معظم أصدقائي ينظرون إلي بعين العطف لوزني الزائد، لكن هناك من يحاول أن يجعلني مثار سخرية، وهذا ما ارفضه.

يعترف أحمد أنه يسهر حتى أوقات متأخرة من الليل، يأكل اثناءها وجبات دسمة، كما يكثر من الأكل بين الوجبات. يتابع أحمد: جربت ممارسة التمارين الرياضية لغرض التخسيس، لكنني عزفت عن ذلك، ولم استطع المتابعة بسبب ضيق الوقت. وغالبًا ما يتناول أحمد الأرز والمشروبات الغازية والمعجنات الغنية بالسكريات. ويعتقد أحمد أن الكثير من أصدقائه زاد وزنهم بسبب الاسترخاء وعدم الحركة والتنقل بالسيارة بشكل دائم، والعزوف عن الركض وحتى المشي.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced