في «بيتنا الثقافي» مبدعون ومثقفون يستذكرون فنانة الشعب «زينب»
نشر بواسطة: mod1
الأحد 20-08-2023
 
   
طريق الشعب

نظم منتدى “بيتنا الثقافي” في ساحة الاندلس ببغداد، صباح السبت الماضي، جلسة استذكار للفنانة المسرحية الكبيرة الراحلة زينب، أدارها نقيب الفنانين السابق صباح المندلاوي، وشاركت فيها نخبة من المسرحيين والأكاديميين والمثقفين الآخرين.

افتتح المندلاوي الجلسة بنبذة عن الفنانة الفقيدة، التي كانت من أبرز الأسماء النسائية في المسرح العراقي بفضل أعمالها الفنية النوعية، مشيرا إلى ما تعرضت له من مضايقات ملاحقات أمنية بسبب مواقفها الوطنية المشرّفة التي لم ترُق للانظمة الدكتاتورية.

وتطرق المندلاوي إلى البدايات المبكرة للفنانة زينب، وإلى محاولاتها صنع الفارق للفن والشعب من خلال موهبتها، موضحا أنها انتمت في خمسينيات القرن الماضي الى الحزب الشيوعي العراقي، وبعد تخرجها في دار المعلمين العالية وحصولها على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية، عملت في الرمادي. وحينها قدمت مسرحية مهمة، عنوانها “زواج بالاكراه”، بمشاركة طالبات ومدرّسات اخريات.

وأوضح ان “البعض مارس التضييق على زينب بسبب أدوارها التقدمية على الصعيد الفني، فاضطرت الى ترك الرمادي والتوجه الى العمارة، لكنها هناك أيضا واجهت التضييق، لتتنقل بعدها بين مدن عديدة”.

ولفت المندلاوي إلى أن الفقيدة تزوجت خلال فترة دراستها في دار المعلمين، وكان زوجها يشجعها بداية، على العمل الفني، قبل أن يتراجع لاحقا فينتهي بهما الأمر إلى الانفصال. مضيفا أنه في تلك الفترة، فاتحها الفنان الكبير يوسف العاني بحاجته لممثلة تؤدي دور البطولة في فيلم “سعيد أفندي”، فأجابته بأنها مستعدة لأداء الدور حتى لو كلفها ذلك الطلاق.

وأشار مدير الجلسة إلى أن للفنانة زينب محطات سياسية عديدة، منها مشاركتها في انتفاضة تشرين 1952 وتأييدها لثورة 14 تموز 1958 وعملها بعد الثورة في مكتب المعلمين والمكتب التنفيذي لاتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي، ومشاركتها في المهرجانات الشبابية العالمية، فضلا عن عملها في رابطة المرأة العراقية.

وتابع قوله أن الفقيدة قدمت لاحقا المسرحية الشهيرة “انا أمك يا شاكر”، التي شكّلت بصمة مهمة في المسرح العراقي كونها صرخة ضد الظلم والطغيان والوحشية، لافتا إلى أن رئيس الوزراء آنذاك عبد الكريم قاسم، التقى كادر المسرحية وكرّمه.

ونوّه إلى أن زينب هربت إلى إقليم كردستان بعد انقلاب 8 شباط ، وهناك نشرت قصة عنوانها “الريح والتجربة” في مجلة “السينما” التي كان يصدرها الفنان قاسم حول، وذكر أن زينب سردت في القصة تجربة هربها من الجلادين، وما شهدته في رحلتها من مخاطر رهيبة  بين أزيز الرصاص ومنحدرات الجبال. وعن تجربته الشخصية مع الفقيدة، أوضح المندلاوي أنه التقاها لأول مرة عام 1968 عندما كان طالبا في اكاديمية الفنون الجميلة، يعمل ضمن فريق مسرحية “دائرة الطباشير القوقازية” للمخرج الكبير إبراهيم جلال، مبينا أن هذه المسرحية منحته الفرصة للقاء زينب ومعرفتها عن قرب، لتتكرر اللقاءات بينهما في أعمال فنية أخرى خارج البلاد.

تجاهل الفنانين الكبار

الفنان جواد الأسدي قدم مداخلة في الجلسة، أشار فيها إلى أهمية استذكار الفنانين الكبار “الذين يتعرضون اليوم للتجاهل ولمحاولات محو أثرهم، من أجل تشويه القيم والمفاهيم الجمالية”.

وتطرق إلى دور الفنانة زينب في “فرقة المسرح الفني الحديث”، التي أصبحت مدرسة فنية أوسع من كونها مجرد فرقة مسرحية، قدمت أعمالا فنية خالدة ذات عمق سياسي، مبينا أن الفقيدة قادت مع فنانين كبار آخرين هذه الفرقة، وقدموا أعمالا بلغة جمالية أممية. وأعرب الأسدي عن أسفه لتجاهل الفنانين المسرحيين حاليا، وعدم منحهم الدعم والتمويل لعرض مسرحيات نوعية تغذي الناس بالقيم الوطنية وتعالج المشكلات الحقيقية، مضيفا أنه “في السابق، كان الجمهور هو من يمول المسرحيات بتزاحمه على شبابيك التذاكر، قبل أن ينتكس المجتمع بسبب سنوات القهر والتهميش والحرمان”.

وأشار إلى أن “الحديث عن الفنانة زينب بصفتها فنانة طليعية ليس كافيا، فهي امتلكت روحا فريدة وأسست لعلاقات جمالية عالية المستوى مع الجمهور، وقدمت أعمالا فنية ذات مغزى وعمق مميزين، وبادرت لتأسيس بيئة اجتماعية رائعة داخل الفرقة.. لقد كانت أما وأختا وإنسانا مميزا للجميع، وكان بيتها ملتقى اسبوعيا للحديث عن الفنون والسياسة ومشكلات المجتمع”.

مناضلة نبيلة

وكانت للمسرحي د. عقيل مهدي، مداخلة تساءل فيها عن مصير المسرح العراقي في حال حُرفت تجربة “فرقة المسرح الفني الحديث”.

ونوّه إلى ان “الفنانة زينب كانت مؤمنة بأن المسرح بعد حضاري هائل يؤسس لعلاقة خاصة بين الانسان والفن. لذلك كانت مناضلة نبيلة اختزلت زمنا طويلا من الابداع والتحدي الجسور للانظمة القمعية”، مضيفا أن “الفقيدة حوّلت الحالة الهمجية الى سياسة تقدمية راقية من خلال المسرح”.

وتواصلت الكلمات والشهادات من قبل فنانين ومثقفين عديدين، تناولوا محطات مختلفة من حياة الفنانة زينب، بضمنهم الفنان كافي لازم، د. حكمت داود (أحد أعضاء فرقة المسرح الفني الحديث)، الكاتب احسان شمران الياسري، الفنان فخري عرب، بشار طعمة، د. زهير البياتي، الفنان صبري الرماحي.

وفي الختام، تحدث عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق عزت أبو التمن، الذي حضر الجلسة، عن الأدوار التي لعبها الفن الموجه في تشكيل فكر وعقلية الشعب العراقي لسنوات طويلة، خاصة بالنسبة للفكر اليساري الوطني.

وعاد الرفيق بذاكرته الى سنوات حياته الأولى عندما كان صبيا وحضر احدى المسرحيات المميزة للفنانة زينب عام 1958، وكيف بقيت كلماتها في ذهنه لغاية الآن وهي تهتف “أنا أمك يا شاكر”، مبينا أن الفقيدة بهذه الكلمات عمقت مشاعر التضحية والصدق لدى جيل كبير من العراقيين.

 
   
 

أمير أمين

كانت الفنانة الراحلة زينب بحق إمرأة عراقية شيوعية خالصة وقد ماتت وهي في مراحل عطائها الذي لا ينضب ..25 عاماً مرت على وفاتها ولا زال رفاقها ومحبو فنها يتذكرونها بإستمرار ويزورون قيرها في مدينة يوتوبوري السويدية ويضعون عليه الورد..ماتت زينب بداء السرطان الذي لا يرحم في يوم 13 آب عام 1998 وتركت بصمتها التي لا تمحى على نتاجاتها المسرحية والفنية المتعددة داخل وخارج العراق




 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced