شباب تلعفر.. هموم البطالة وهاجس الأمن وضعف اهتمام الدولة
نشر بواسطة: Adminstrator
الأربعاء 20-05-2009
 
   
تلعفر(نينوى)/ أصوات العراق:

الشباب هم أساس المجتمع البشري، فإن صلحوا صلح المجتمع، وإن فسدوا فسد المجتمع، بل هم درر المجتمع، وجواهره الثمينة، وهم أكثر فئاته حباً للتضحية ولو بالنفس.. لذلك كانت كلّ جيوش العالم من الشباب، وقامت الثورات على سواعدهم، وهم أكثر أتباع المرسلين.. لكن شبابنا اليوم يعانون من هموم البطالة وهاجس وضعف اهتمام.
رئيس مجلس قضاء تلعفر حسين محمد علي العكريش، بدأ حديثه لوكالة (أصوات العراق) قائلا “إننا نحتاج إلى دعم وزارة الرياضة والشباب ومؤسساتها المعنية في محافظة نينوى، للقيام بمشاريع تخدم شباب تلعفر، حيث نعاني عدم اهتمام الدوائر الرسمية في الموصل بشباب تلعفر الذين تنحصر نشاطاتهم على الجانب الرياضي”، مشيرا إلى أن “هناك أكثر من 100 فريق شعبي بكرة القدم، وهناك نادي تلعفر الرياضي، الأمر الذي يُعد كسباً معنويا للمدينة وشبابها”.
وأضاف العكريش، وفي مجال المشاريع التي تخدم الشباب “تمّ توسيع منتدى شباب تلعفر وإعادة تأهيله وأملنا بالوزارة أن تدعم النادي وتتعاون معنا بالنحو المطلوب للنهوض بواقع الشباب في المدينة”.
لكن رئيس لجنة الرياضة والشباب في مجلس قضاء تلعفر حاتم عبد الكريم سليمان أبدى شكواه لأن المدينة “تعاني من عدم الاهتمام الحكومي بالشباب”، مبينا أن المدينة “تفتقر للملاعب الرياضية والتجهيزات والتخصيصات المالية فضلا عن اللجان القادرة على تنظيم الألعاب الرياضية”.
وتابع “بل إن حدث نشاط من هذا القبيل فذلك من قبيل الاجتهادات الشخصية من بعض المعنيين بالرياضة ومحبيها”، داعيا لـ”النهوض بواقع شباب تلعفر وإنشاء ملاعب حسب المواصفات المعتمدة، وإيجاد لجان خاصة تأخذ على عاتقها إدارة الرياضة التي تعد المتنفس الأهم لشباب تلعفر”.
أما أستاذ التاريخ في ثانوية الفجر العربي شريف قاسم سليمان، فقال لوكالة (أصوات العراق) “لو أخذنا شريحة الشباب الحيوية لأي مجتمع من المجتمعات في العالم، ومجتمعنا على وجه الخصوص في تلعفر، نجد أنهم يعانون الهواجس التي تحيط بديناميكيتهم كبشر لهم أحاسيس ومشاعر”، واستطرد “وفي مقدمة هذه الهواجس التي تراودهم كثرة البطالة التي تُعزى أسبابها إلى الحالة الأمنية الموجودة في تلعفر، إلى جانب قلة المرافق الترفيهية التي ينفسون عن طاقاتهم من خلالها”.
معربا عن أمله أن “تبادر الحكومة العراقية بمساعدة هذه الشريحة المهمة في المجتمع، وتمد يد العون لها وتوجهها لما فيه خير الأمة وصلاحها”، منوها إلى أنها “عانت من شتى أنواع المعاناة، وهُمِّشت إلى أبعد الحدود ولاقت الإقصاء وعدم الاهتمام من قبل كل الحكومات التي تتابعت على حكم هذا البلد الغني بالثروات والخيرات، الفقير حد البؤس في واقع الحال”.
وأردف “لقد أُجبِر الشباب على الدخول في حروب ومتاهات أفقدتهم الأمل بالحياة، وجعلتهم يتحسّرون بألم وهم يرون أقرانهم في باقي المجتمعات يرفلون بخير وافر”، وزاد “ومع انتهاء زمن الدكتاتورية في العراق عام 2003 تأملت هذه الشريحة الخير، ولكن ما تحقق لم يكن يتناسب مع ما كانوا يصبون إليه”.
إلى ذلك قال الشاعر زينل الصوفي إن “واقع الشباب في مدينة تلعفر تغير كثيراً بعد سقوط النظام السابق”، مبينا أنه بعد أن “ساءت الأوضاع الأمنية صار لدى الشباب ميول لم يكن لهم عهد به من قبل، حيث صارت الاتجاهات الدينية تؤثر في نفوسهم وتترك شرخاً واسعاً بينهم”.
وأوضح أن الشباب الذين كانوا يلتقون في ساحات الرياضة “أصبحوا فئات شتى منهم من يتجه نحو مذهبه نتيجة شيوع الفكر الطائفي في المدينة مؤخراً”، لافتا إلى أن الازدواجية “بدأت تتغلغل في شخصية الشباب لأنه انزوى خلف رغبات ما كان يؤمن بها من قبل، بعد أن تأثر بالواقع رغماً عنه”.
ودلل الصوفي على ذلك بالقول “لو أخذنا ميول الشباب الدراسية مثلاً فإن كثيراً منهم غيّر مساره في هذا الشأن نتيجة الأوضاع السيئة أمنياً التي طغت على المدينة، فالذي كان يحلم أن يكون مهندساً تطوع في سلك الجيش أو الشرطة كي يحمي نفسه من الاعتداءات التي يتعرض لها لسببٍ من الأسباب”..
وأضاف الصوفي “برأيي أن الازدواجية في الشخصية تمكنت من الشباب، هذا من حيث واقع الشخصية في الشباب أما إذا تطرقنا إلى تطلعات أخرى لديهم فالحديث يطول لتشعب الموضوع من جهة ولتعقيده من جهة أخرى”.
المونتير صدام فاضل ينظر إلى الموضوع من زاوية أخرى، ربما بحكم التخصص، إذ يرى أن الشاب في تلعفر “عانى ما عاناه، فقد عاش أطواراً مختلفة كانت ولا تزال جملةً من التعقيدات التي لا يُرجى شفاؤها”، ومضى قائلا إن المعضلة الأهم في حياة الشاب أنه “يعيش بلا هدف منذ عقود مضت ويعيش هذه الحالة الآن”. ورأى أن أكثر الشباب عندما يحاولون إثارة مكامن الطموح في داخلهم فإنهم “يصطدمون بحاجز اسمه إن أكملت الدراسة فسأعمل كاسباً، أي أنه دائم التفكير بنهاية هذه المتاعب التي تقوده في النهاية إلى الفراغ الذي نسجته البطالة”.
ومن زاويته قال الدكتور شريف سالم أخصائي الأمراض النفسية والعصبية إن حالة البطالة وعدم وجود عمل يشغل هذه الشريحة من الشباب “ينعكس سلباً على تصرفاتهم ويخلق لهم حالة من عدم الثقة بالنفس قد تتطور إلى مرض نفسي يصعب السيطرة عليه”، لذا تابع “قد ترى البعض منهم عدائي متوتر ينفعل لأتفه الأسباب، أو قد يكون منطويا على نفسه متحذراً من الخروج والاختلاط مع المجتمع لشعوره النفسي بأنه غير مفيد وغير منتج بل وغير مرغوب فيه، وبالتالي سيخسر نفسه ويخسره المجتمع بسبب أمور يمكن معالجتها بالتخطيط لكسب هذه الشريحة المهمة من الشباب”.
وأفاد أن الشيء الأساسي الذي أحب أن أذكره “هو ضرورة عدم الضغط على الشاب من قبل أسرته فاللجوء للانتقاص من شخصيته ومحاسبته باستمرار لعدم حصوله على العمل بمقابل الكبت الحاصل لديه سيولد الانفجار الذي قد يندم عليه الجميع دون استثناء”.
ودعا الدكتور سالم المهتمين بضرورة “الإسراع بإيجاد فرص العمل لاحتضان الشباب وجعلهم عنصر إسهام في بناء مجتمع سليم”.
المصور ياسين عاشور ذو الثلاثين ربيعاً، ويعمل في قناة محلية أدلى بدلوه قائلاً إن “معاناة الشباب لا تنتهي، وهموم تندرج تحت أسماء متعددة ولكنها في النهاية معاناة أمنية وقلقٌ ينتاب الشاب في كل مكان حتى على مقاعد الدراسة خشية أن تنفجر سيارةٌ قرب مدرسته أو منزله، وحصارٌ مفروض يحتم عليه أن يبقى بين جدران المدينة ولا يستطيع أن يخرج من داخلها خوفاً من اغتيال قد يستهدفه أو صديقه الذي تقاسم معه سنين المرارة”.
مراسل قناة العراقية الفضائية في تلعفر نور فاضل، تحدث عن أوقات الفراغ مبينا أن أغلب الشباب “يعانون من مشكلة الفراغ، خاصة مع من لم تسعفه الأيام في مواصلة الدراسة، مما يسبب لهم الكثير من الحيرة والاضطراب.. حيث يقضي الكثير منهم وقته في ملاحقة القنوات الفضائية ببرامجها الهدّامة، أو الحرص على المكالمات التليفونية الطويلة، ناهيك عن التسكع في الشوارع والأسواق والجلوس في المطاعم والمنتزهات والدوران بالسيارات بحجة القضاء على الوقت، وكلها طرق خاطئة وأساليب ضارة”.
واسترسل أن “الأصل ألا يكون عند الإنسان وقت اسمه فراغ، لأن الإنسان الجاد المنتج عندما يفرغ من عمل فإنّه سينشغل بعمل آخر، ربّما أقلّ أهمّية وربّما أكثر، فلا وقت فراغ عند الإنسان، ولا يعني ذلك أن تكون أوقات الشاب كلها جد وعمل، ولا يوجد فيها ترويح، فإن النفس تمل وتكل وتسأم، فلا بد لها من ترويح، وعندما يشغل الشاب وقته بشيء من اللعب المباح أو الترويح المعتدل فإن هذا الفعل لا يعتبر إضاعة للوقت ما دام أنه يعود على النفس والبدن بالفائدة، وما دام أنه لم يخرج عن القدر المؤدي إلى ذلك، لكن الواقع خلاف ذلك”.
أما زميل كان جالساً معه فقال إن مشكلة الفراغ “تكمن في عدم استطاعة كثير من الشباب التفكير الجاد في قضاء أوقاتهم في شيء ينفعهم أو ينفع مجتمعاتهم، وقد غفل الكثير عن أنه كان يمكن استغلال الوقت الذي بعثر في غير ما فائدة في طلب علم نافع أو تعلم مهارة جديدة، أو جعله فرصة لتصحيح مفاهيم خاطئة، أو انتهازه لنفع عباد الله أو توطيد علاقات حميمة، أو صلة قرابات وأرحام.. كم عند كثير من الشباب من طموح وتطلعات وأماني؟! ألم يكن من الممكن استثمار تلك الأوقات الضائعة في محاولة تحقيق الأحلام والأماني، والسعي الجاد للوصول إلى ما يتطلع إليه الشاب”.
وتابع أن فرص الاستفادة من الوقت “كثيرة ومتنوعة، وتلبي جميع الرغبات وكل الاتجاهات، وما على الشاب إلى أن يحدد الوجهة التي يريدها والنشاط الذي يميل إليه، فهل من مبادرة جادة”.
بهذه الكلمات انتهت رحلتنا مع عالم الهموم والمشاكل لدى العديد من الشباب العراقي دون أن تنهتي تلك الهموم والمشاكل نفسها، مع علمنا أن هنالك آلاف آخرين منهم يتوقون للحديث عن معاناتهم وهمومهم ويتمنون أن يُشعِروا بها الآخرين ويشاركوهم حلّها.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced