تقدم ثوري في علاج التليف الكيسي
نشر بواسطة: mod1
الأربعاء 03-01-2024
 
   
وكالات

يستخدم أحدث إصدار من "بريث آر أم" خوارزمية تتوقع متى تسوء حالة المرضى قبل 10 أيام من حصول ذلك

   

يبدو أن تطبيقاً رقمياً يستخدم الذكاء الاصطناعي سيحمل تطوراً ثورياً بالنسبة إلى المرضى الذين يكابدون مشكلات صحية مزمنة في الرئتين مثل "التليف الكيسي" cystic fibrosis، إذ في متناول هذه التكنولوجيا أن تتوقع متى تسوء حالة المرضى قبل 10 أيام من حصول ذلك.

ومن المرجو أن يسمح التطبيق الرقمي "بريث آر أم" Breathe RM، كما يسمى، مراقبة حالة مرضى التليف الكيسي (اختصاراً "سي أف" CF) عن بعد، مما يلغي الحاجة إلى الخضوع لفحوص صحية منتظمة في العيادات.

كذلك في مقدور هذه التكنولوجيا أن تتوقع الوقت المحتمل لإصابة المرضى بالتهاب خطر، يسمى "التفاقم"، والذي يستدعي المكوث في المستشفى طوال أسابيع.

يخضع التطبيق الرقمي للتجربة في "مستشفى رويال بابوورث" بدعم من المؤسسة الخيرية المعنية بالبحوث الطبية "لايف آرك" LifeArc و"المعهد الوطني لبحوث الصحة والرعاية" (NIHR).

ويشارك نحو 50 مريضاً في المشروع الذي يمتد لسنة، والمعروف باسم "أي سي إي- سي أف" ACE-CF، فيما يأمل الباحثون في مشاركة 400 شخص.

جاء تصميم "بريث أر أم" على شكل "قائمة مهام"، إذ يجمع التطبيق بيانات يسجلها المستخدمون عليه يومياً.

ومن شأن المراقبة المنزلية للمؤشرات الحيوية في الجسم أن تلغي حاجة المرضى إلى زيارة العيادات من أجل الخضوع لفحوص طبية كل ستة إلى ثمانية أسابيع، حيث تطول المواعيد لساعات عدة مع عزل المرضى لأن بعضهم يحمل في الرئتين عدوى مقاومة للمضادات الحيوية.

ويقيس وظائف الرئة جهاز محمول يسمى "مقياس التنفس"، فيما يتولى قياس معدل الأوكسجين في الدم "مقياس التأكسج" الذي يوضع في نهاية إصبع المريض.

يتصل الجهازان بالتطبيق الرقمي باستخدام تقنية البلوتوث، وتدخل البيانات إليه تلقائياً.

كذلك تجمع هذه التكنولوجيا البيانات من أجهزة ذكية على شاكلة الساعات الذكية الشخصية، حيث يبلغ المرضى شخصياً عن عدد مرات السعال وعما إذا كانوا يشعرون بأنهم بخير.

أندريس فلوتو، بروفيسور في علم الأحياء التنفسي في "جامعة كامبريدج" ومدير قسم البحوث في "مركز كامبريدج لعدوى الرئة" في "مستشفى رويال بابوورث"، طور خوارزمية الذكاء الاصطناعي المستخدمة في التطبيق الرقمي.

ينظر التطبيق الرقمي في الاختلافات الدقيقة الموجودة في البيانات، وينبه المرضى إلى وقت يجب عليهم فيه تنظيف مجاريهم الهوائية أو الاتصال بطبيبهم على أمل أن يتمكنوا من تجنب تفاقم المرض.

وفي تصريح أدلى به إلى وكالة "برس أسوسيشن"، قال البروفيسور فلوتو، علماً أنه أيضاً طبيب ممارس للتليف الكيسي، إنه "في الوقت الحالي، نعتقد أننا نتوقع ببراعة متى ستسوء الحالة الصحية لدى مريض ما قبل وقوع ذلك بنحو 10 أيام".

"إنه نظام تنبيه مرمز بالألوان [يصنف الأعراض في ثلاث فئات الأخضر والأصفر والأحمر]، والمغزى من هذا المبدأ برمته تمكين الأشخاص الذين يكابدون التليف الكيسي من السيطرة على صحتهم"، يضيف البروفيسور فلوتو.

"بناء عليه، ومن أجل التجربة، نطلب من الأشخاص مراقبة الخوارزمية"، يقول البروفيسور فلوتو.

لكل لون في هذا النظام معناه، "اللون الأخضر: واصل ما تفعله، الأصفر: ثابر أكثر على الالتزام بالخطوات التي تعلم أن عليك القيام بها، ربما عليك تنظيف مجرى الهواء أكثر، والالتزام بالأدوية بشكل أفضل"، يشرح البروفيسور فلوتو.

أما اللون الأحمر، فيعني أن عليك أن تتصل "بفريق التليف الكيسي لأن الأحمر يؤشر إلى أن احتمالاً كبيراً بأن تسوء حالتك في المستقبل"، وفق البروفيسور فلوتو.

تشارك في تطبيق "أي سي إي- سي أف" أيضاً "ماجيك بوليت"، شركة أنشأها فريق مكون من الزوجين وكريستي هيل، 47 عاماً، مديرة المشروع، وديفيد هيل، 54 عاماً، الذي يعمل لدى "مايكروسوفت".

بدأ الزوجان في البحث عن حلول للمرضى الذين يعانون التليف الكيسي بعدما شخص الأطباء إصابة ابنهما جورج هيل البالغ من العمر الآن 19 عاماً، بهذا الداء عندما كان طفلاً رضيعاً.

وقالت السيدة هيل إن "التصور الأولي" لدى الزوجين كان "مزعجاً ولو كان افتراضياً"، مضيفة أنه "في ذلك الوقت، لأكون صادقة، أردنا شيئاً يعين ابننا على مساعدة نفسه والتخلص من الجانب المزعج من المسألة لدى الوالدين".

"تكون العلاقة متوترة فعلاً إذا كان كل ما تفعله مطالبة شخص ما بالقيام بالوظائف طوال الوقت"، وفق السيدة هيل.

ونقلت "برس أسوسيشن" عن السيدة هيل قولها، إن البروفيسور فلوتو "طالما كان يبحث عن تغيير حقيقي رائد في هذا المجال".

وأضافت، "إذا استمر مؤشر التفاقم هذا في التجربة، سيشكل ميزة ثورية نضعها في متناول المرضى بواسطة التطبيق".

"الأمر الذي أعرفه من وجود مصاب بالتليف الكيسي في عائلتي، ومن التحدث إلى الآخرين في شأنه، أنهم يريدون دائماً ألا تشغل الإصابة بالتليف الكيسي بالهم"، قالت السيدة هيل.

ووفق "صندوق التليف الكيسي"، يعاني نحو 10 آلاف و800 شخص في المملكة المتحدة هذه الحالة الصحية.

وجورج، وفق توصيف السيدة هيل، شخص "عنيد" ولديه شغف بقطارات الملاهي ويواظب على التدرب الآن كي يصبح مهندساً في "ثورب بارك" بلندن.

متأثراً بحالة أخيه، يدرس ابنها الآخر سام، الذي يبلغ من العمر 21 عاماً، علم الوراثة الطبية ويأمل في إحداث تأثير في الأمراض الوراثية.

قال ستيفن تايت، كبير المديرين في "لايف آرك"، إن "المصابين بالتليف الكيسي يدركون حالتهم الصحية فعلاً".

"في العادة، يساورهم شك، "لقد أصبت بنزلة برد، وسوف يتفاقم"، ولكن من شأن هذا [التطبيق] أن يساعدهم في تحديد ذلك، ويساعد طبيبهم في معرفة مزيد عن حالتهم اللعبة بشكل أساسي"، يضيف تايت.

ومن المأمول أيضاً استخدام التكنولوجيا عينها الموجودة في "بريث آر أم" لمساعدة المصابين بتوسع القصبات، علماً أنها حالة رئوية مزمنة أخرى تتسبب بتوسع الممرات الهوائية في الرئتين.

وتتولى "لايف آرك" تمويل دراسة أخرى بعنوان "برونش- أي إكس" Bronch-Ex، كجزء من استثمارها الأوسع بقيمة 100 مليون جنيه استرليني في علاج التهابات الجهاز التنفسي المزمنة.

وأضاف السيد تيت: "لا تسمع أبداً عن توسع القصبات، إنه نوع من المرض الصامت. أعتقد أن في المملكة المتحدة ما يزيد على 200 ألف شخص، ولا ينفك المرضى يتزايدون".

في الغالب تخطئ الفحوص في تشخيصه"، يقول السيت تيت، "إذ يعتقد أنه مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) لدى كبار السن، وأنها ربو عند الشباب".

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced