صحيفة بريطانية ترصد حملة البحث عن المفقودين وحكاية الارواح في عراق ما بعد الحرب
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 18-07-2011
 
   
بغداد/ لندن/ اور نيوز
غرفة المفقودين تحتوي غرفة المفقودين في مستشفى بغداد المركزي على شاشات تقوم بعرض آلاف الصور لجثث مجهولة الهوية . حيث ان عدد كبير من تلك الجثث تعرض الى التشويه قبل ان يتم الألقاء بها في شوارع العراق خلال فترة الاحتلال . و مع تصاعد العنف الطائفي في الفترة ما بين 2005 و 2007 ، قامت المشرحة بأضافة عشرات الصور للضحايا . اما اليوم فتتم اضافة صورة واحدة او صورتين كل اسبوع .
يرسم ايفان وليامز في (ميل اون صنداي) البريطانية صورة قلمية لما يدور في معهد الطب العدلي، بالقول: يقوم المواطنون الذين يجهلون مصير ابنائهم بمراجعة هذه الغرفة . ففي احد الايام شاهدت أمرأة اسمها هيفاء جالسة مع اختها وهي تبحث عن زوجها المحامي الذي اختطف من احد مقاهي بغداد في العام 2006 و تركها مع طفلان يعانيان من مشاكل في البصر وهي تعيش في ظروف معاشية صعبة جداً و غير قادرة على توفير ما يلزم لاجراء العمليات لابنائها في الدول المجاورة.
وتواجه عوائل المفقودين صعوبات في اصدار جواز سفرلأطفالهم . حيث يتطلب اصدار الجواز توقيع الاب او شهادة وفاة رسمية . لكن في حال عدم العثور على المفقود (او الجثة) فلا يمكن اصدار هذه الشهادة، لذلك توجهت الاخوات الى غرفة المفقودين في محاولة للعثور على جثة الوالد" ماذا نفعل ؟ . فليرحمه الله ، لكن يتوجب علينا تربية الاطفال " ، قالت هيفاء .
اما ام احمد التي فقدت ابنها احمد في العام 2007 تأتي الى غرفة المفقودين بين فترة واخرى مع ابنها الاصغر أياد، وتقول " لقد بحثنا عليه في كل مكان , لكننا لم نجده . حتى أننا لا نعلم اذ كان في السجن او حتى في اي سجن . قيل لنا ان القوات الاميركية قد اعتقلته و قد سألنا مراكز الشرطة لكن من دون جدوى" ، قال أياد .
ان اغلب الصور المعروضة تحمل ارقاما و مكتوب عليها كلمة " مجهول " . يقول الدكتور منجد الريزه لي ، المدير العام لمعهد الطب العدلي في بغداد " ان عدد الصور في قاعدة البيانات سري . الا انه أشارالى عدد المفقودين في بغداد وحدها في فترة العنف الطائفي من 2005 الى 2007 و الذي يتراوح مابين 30,000 الى 40,000 مفقود . اغلب الجثث كانت تصل الى المعهد و كان من الصعب التعرف عليها ". هذا ما وصلت اليه الحياة في العراق- حياة يسودها الموت . فقد تكيف الناس مع القنابل اليومية التي تهدد حياتهم وصورالجثث المروعة المحفوظة في قاعدة البيانات .
تقول ايزابيل ستيد، مسؤولة حملة البحث عن المفقودين العراقيين : ان " عدم معرفة مصير الشخص المفقود أعتبر نوعاً من التعذيب حسب القوانين الانسانية الدولية . فقد تحطمت حياة الملايين من العراقيين بسبب هذه المعاناة ". وتشير ستيد الى ان الرجال الشباب الذين تتراوح اعمارهم مابين 25-45، يشكلون النسبة الاكبر من بين الضحايا وهذا له اثار اجتماعية كبيرة في مجتمع ذكوري يندر فيه ان تكون المرأة المعيلة الرئيسية لعائلتها . كما ان الاوراق الرسمية هي باسم الرجل و ان حالة المرأة مرتبطة بحالتها الزوجية ".
وتشير الاحصائيات الى ان اكثر من 100,000 شخص قد فقد تحت الاحتلال الاميركي، والعديد منهم فقد اثناء الحرب الطائفية التي شلت البلاد في الفترة مابين 2005 و 2007 . كما تشير بعض الاحصائيات الى ان ما يقارب ال 4 ملايين شخص قد فقدوا خلال العقود الثلاثة الماضية وان 40 % من الشعب العراقي له معرفة شخصية باحد المفقودين او بأقربائهم، ويبقى الامر المؤكد هو تصدر العراق المركز الاول في العالم من حيث عدد المفقودين، بحسب اللجنة الدولية لشؤون المفقودين.
وتم تأسيس هذه اللجنة من خلال دعم رئيسي من البيت الابيض تحت قيادة بيل كلنتون. ومهمتها الكشف عن القبور الجماعية و التعرف على هوية الضحايا. ومن خلال تقنيات الحمض النووي والطب الشرعي ، قامت اللجنة بأنشاء قاعدة بيانات تضم 88,610 شخص من اقرباء 29.073 شخص مفقود. كما تقوم بتدريب العراقيين على هذه التقنيات الحديثة، اذ  ساهمت هذه اللجنة في حل حوالي 20,000 قضية كما تعرفت على هوية 12,000 مفقود عن طريق تقنية الحمض النووي .
لقد كان الطريق الذي يربط بغداد بالنجف واحداً من اخطر الطرق خلال فترة الاحتلال حيث القتل وعمليات الخطف اليومية . وخلال زيارتي الى مقبرة وادي السلام في النجف ، طلبت من بيان شاكر، حفار القبور، ان يوضح لي بعض الامور حول عدد الجثث التي تصل الى المقبرة . حيث تم دفن آلاف الجثث المجهولة لضحايا العنف الطائفي. يقول بيان : " تأتي شاحنة من مشرحة بغداد محملة ب 50 الى 70 جثة، واحيانا يتراوح العدد مابين 150 الى 200 جثة في الشهر، وفي اسوأ الحالات نستقبل 200 جثة في اليوم الواحد . حيث تأتي العوائل للبحث عن ابنائها و اقربائها، بعضهم يجدون من يبحثون عنه من خلال الملابس والمستمسكات الموجودة ومن ثم يقومون بدفنه من جديد ".

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced