شهدت مدن العراق سلسلة من الاحتجاجات المتزامنة التي شملت مجموعة واسعة من المطالبات، حيث تصاعدت التوترات في عدة مناطق من البلاد. ففي العاصمة بغداد، تعرض عدد من المتظاهرين من المهن الطبية والصحية لإصابات بعد محاولة قوات الشغب تفريق تظاهرتهم بالقوة. وفي البصرة، نظم موظفو شركات النفط وموظفو دائرة الصحة وقفات احتجاجية ضد قرارات حكومية وتجاهل مطالبهم. كما شهدت محافظتا السليمانية وديالى احتجاجات من قبل خريجي المراكز الثلاثة الأولى وأهالي ناحية جلولاء، مطالبين بتحقيق مطالبهم وإيجاد حلول عاجلة للمشاكل التي يواجهونها.
اعتداء متكرر!
وتعرض عدد من متظاهري المهن الطبية والصحية لإصابات، إثر محاولات قوات الشغب تفريق تظاهرتهم بالقوة أمام وزارة التخطيط في وسط العاصمة بغداد.
ووفقاً لمراسل “طريق الشعب”، فقد طالت الاعتداءات المتظاهرين من خريجي المهن الطبية والصحية والتمريضية “دفعة 2023”، الذين كانوا يتجمعون أمام حديقة الشواف مطالبين بالتعيين.
ووثقت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي استخدام قوات مكافحة الشغب للقوة، ما أسفر عن وقوع إصابات بين صفوف المحتجين، مع تسجيل أكثر من 25 حالة إصابة، وفقاً لمصادر أمنية.
وفي محاولة للتنصل من المسؤولية، أصدر رئيس الوزراء توجيهات بعدم الاعتداء على المتظاهرين والبدء بالتحقيق في الحادث، رغم أن هؤلاء المحتجين تعرضوا للاعتداء في مناسبات سابقة.
تظاهرات المتقاعدين
ونظّم المئات من المتقاعدين تظاهرة حاشدة قرب مقر مجلس الوزراء في منطقة العلاوي ببغداد، مطالبين بزيادة الحد الأدنى لرواتبهم. وركز المتظاهرون على ضرورة التزام الحكومة برفع مستوى معاشاتهم وعدم تجاهلهم.
احتجاجات في المثنى
واستنكرت كوادر طبية وتمريضية في محافظة المثنى الاعتداءات التي تعرض لها خريجو المجموعة الطبية أثناء تظاهرتهم في بغداد. ونظم عدد من الكوادر الطبية وقفة في مستشفى الحسين بالسماوة للتعبير عن استنكارهم لما حدث، معتبرين أن الاعتداءات تمثل اعتداءً على العائلة الصحية بشكل عام وتفتح الباب لمزيد من الهجمات على هذه الشريحة.
فيما نظم العشرات من “عمال الاستقطاب” في مستشفى الخضر في المحافظة وقفة احتجاجية على تحويلهم إلى شركات تنظيف وعدم احتسابهم ضمن منتسبي دائرة الصحة. وطالب المحتجون بتحويلهم إلى نظام العقود وعدم تصنيفهم كعمال مؤقتين، مشيرين إلى أن خدمتهم تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات.
وفي نفس السياق، تظاهر العشرات من مزارعي بادية المثنى أمام مديرية الزراعة، مطالبين بدعم الواقع الزراعي وتوسيع مشاريع الكهرباء لتغذية أراضيهم.
وأشاروا إلى أن المحطة الكهربائية الحالية غير كافية لتلبية احتياجات المزارعين، ما قد يؤثر على الزراعة ونسب التسويق.
مطالبات خريجي التربية
وجدد خريجون في المحافظة مطالباتهم بتطبيق نظام التقاطع الوظيفي على من ظهرت أسماؤهم كأساسيين في تعيينات التربية، وذلك أمام مبنى مجلس المحافظة. وأكدوا ضرورة شمولهم بالتعيين واستغلال حصة التربية من التعيينات بالكامل، مشيرين إلى أن أغلبهم من مواليد التسعينات، وهذه آخر فرصة لهم للحصول على عمل في القطاع الحكومي.
كما جدد منتسبو وزارة الدفاع وقفتهم أمام مبنى ديوان محافظة البصرة، مطالبين بإكمال ملف توزيع قطع الأراضي الخاص بهم، بعد أن نظموا وقفة مماثلة في نهاية شهر تموز دون تحقيق استجابة لمطالبهم.
احتجاجات موظفي الصحة والنفط
نظم العشرات من موظفي دائرة صحة البصرة وقفة احتجاجية أمام مبنى الدائرة، مطالبين بتوزيع قطع الأراضي والإفراز الخاصة بالموظفين، داعين المحافظ إلى تنفيذ الوعود التي قطعها لهم خلال الفترة الماضية.
وشهدت البصرة أيضاً سلسلة من الاحتجاجات التي نظمها موظفو شركات النفط اعتراضاً على قرارات حكومية جديدة، حيث نظم عدد من الموظفين وقفة احتجاجية أمام بوابة شركة مصافي الجنوب ضد قرار تحويل شركاتهم من التمويل الذاتي إلى التمويل المركزي، وهو ما يعتبرونه خطوة قد تؤدي إلى تحويل الشركات من حالة الربح إلى الخسارة.
احتجاجات في السليمانية وديالى
ونظم خريجو المراكز الثلاثة الأولى في السليمانية وقفة احتجاجية أمام رئاسة الجامعة، مطالبين بتطبيق القرارات المتعلقة بتعيينهم في الجامعات والكليات. وأكدت لنجه رحيم، ممثلة الخريجين، أن أكثر من 12 ألف خريج لم يتم تعيينهم حتى الآن، مشيرة إلى أنهم سيمنحون الحكومة مهلة أسبوع واحد للاستجابة لمطالبهم.
وفي ناحية جلولاء شمال شرقي ديالى، تظاهر أهالي حي سكني احتجاجاً على إغلاق شارع رئيسي بسبب مشروع توسعة مستشفى الناحية، مطالبين بإيجاد حلول بديلة تضمن لهم الوصول إلى منازلهم دون عوائق.
تستمر الاحتجاجات في مختلف أنحاء العراق، حيث تتصاعد المطالبات بالحقوق المشروعة وتوفير الحلول الفورية للمشاكل التي تواجه المواطنين.