سعادة السفير المحترم ..

الحضور الكرام.

الأخوات والأخوة  الاعزاء

السلام عليكم

وطابت اوقاتكم

يشرفني ويشرف كل امرأة عراقية اليوم أن نقف هنا في رحاب هذه الدار الكريمة .. بيت فلسطين .. في احتفاء يجمع بين قدسية الأرض الفلسطينية وكرامة المرأة  ..

إن لقائنا اليوم في حضن السفارة الفلسطينية ..  ليس مجرد احتفال شكلي ..بل هو فعل رمزي عميق  يربط بين نضال المرأة الفلسطينية وصمودها  و كفاح المرأة العراقية ومثابرتها.

لقد كان اختيار القدس عاصمة للمرأة العربية هذا العام رسالة واضحة لكل العالم ..  أن القدس ليست فقط رمزا دينيًا  وتاريخيًا  بل هي أيضا رمز للمرأة المقاومة  للمرأة التي تزرع الأمل رغم الجراح  للمرأة التي تقف شامخة في وجه الظلم ..  تحمل في يديها زيتونة وفي قلبها حلم الحرية.

إن المرأة الفلسطينية التي تواصل البناء رغم الهدم  والتربية والتعليم رغم القهر  هي مرآة لكل امرأة عربية تؤمن أن دورها في المجتمع يتجاوز حدود البيت ليصل إلى ميادين الكفاح الوطني  والثقافي  والاجتماعي.

واليوم ونحن نحضر حفل تكريم  نخبة من نساء العراق  فإنما تكرم بذلك رحلة طويلة من العطاء من الصمود ..  من الإبداع في كل المجالات  .. في العلوم  والتعليم، والفنون والسياسة، والنضال المجتمعي  المدني.

أخواتي العزيزات  يا نساء العراق وفلسطين وسائر الوطن العربي أنتن عنوان المستقبل أنتن ضمانة التغيير.

نحن نعيش اليوم في عالم يعيد تعريف أدوار النساء لكنه ما زال يضع أمامهن حواجز متجددة .. ومع ذلك أثبتت المرأة  في فلسطين والعراق وسوريا واليمن ولبنان وسائر بلادنا أنها قادرة على اختراق هذه الحواجز وأن صوتها لا يمكن كتمه وأن حضورها في الساحات ليس طارئا ولا استثناء بل هو الأصل.

وإذا كانت القدس التي نكرمها اليوم قد بقيت عصية على محاولات طمس الهوية  فذلك لأنها تحمل في قلبها نساء يحفظن الذاكرة  يحمين البيت..  يربين الأجيال على حب الوطن ويكتبن التاريخ بأيديهن.

وهكذا أنتن أيتها العراقيات المكافحات تحملن ذاكرة العراق المجروح وتصنعن مستقبلا يليق بتضحيات وآلم  الأمهات ودماء الشهداء ..

اليوم  ونحن نجتمع في ظل هذه المناسبة نجدد العهد بأن تبقى قضية المرأة جزءا لا يتجزأ من قضايانا الكبرى من النضال من أجل الحرية .. من أجل  الكرامة، من أجل الحق في العيش بسلام والعدالة والمساواة.

نعد القدس وفلسطين والعراق والعالم العربي..  أننا سنبقى أوفياء للرسالة متمسكين بالأمل سائرين على درب الحق لا نحيد، ولا نلين.

ختاما أتوجه بالشكر العميق لسفارة دولة فلسطين، متمثلة بسعادة السفير وكل كادر السفارة، على هذه المبادرة الكريمة، التي تعكس عمق الأخوة بين شعبينا، وتجسد وحدة القضية والهم والمصير. كما أهنئ كل امرأة عراقية مكرمة اليوم، وأقول لكل امرأة ..  أنت القوة، أنتِ الصبر أنتِ مفتاح النصر.

عاشت فلسطين .. عاش العراق .. عاش نضال المرأة في جميع ميادين العمل والحياة .