صحفية اميركية تتقصى حقيقة شبكات الدعارة والاتجار بالنساء في العراق
نشر بواسطة: Adminstrator
السبت 03-09-2011
 
   
بغداد/ وكالات
يكشفُ تقرير لوكالة إنتر برس سيرفس، أنّ تدنّي أخلاقيات "السياسة" واختلال معايير "العمل الديمقراطي"، وشيوع الفساد المالي والإداري، وارتفاع مستويات البطالة، وعجز الشبّان عن الزواج، واتساع رقعة من يعيشون في العراق تحت خط الفقر، أدت كلها إلى إحناء ظهر المجتمع، وكسر شوكته، فتعاظم وباء شبكات الدعارة والجنس في العراق، فيما تزايدت عمليات الاتجار بالإناث داخل البلد، أو بتصديرهن إلى الخارج.
وفي متابعة معلوماتية واستقصائية قدمتها المحللة السياسية-الاجتماعية ريبيكا موراي، وتعقـّبت فيها خيوط "العالم السفلي" خلال عقدين، أكدت موراي أن الاحتلال العسكري والعنف والصراع الطائفي وتحطيم المؤسسات الوطنية، أفقر السكان ومزّق الأسر، وخرّب الأحياء السكنية، و"لعب" بطبائع الحياة اليومية في المجتمعات العراقية ما أدى الى هجرة أو تهجير نحو 4،4 مليون عراقي نزحوا عن ديارهم منذ سنة 2003.
وقالت إن الحروب والنزاعات -أينما تحدث- غالباً ما تكون النساء والفتيات أول ضحاياها، كما تؤكد ذلك منظمة العفو الدولية في العديد من تقاريرها. وأوضحت المحللة السياسية أن العراق سيواجه "كارثة" اجتماعية إنْ لم يضع الحلول السريعة للحد من مستويات انتشار شبكات الدعارة، والمتاجرة السرية بالنساء والبنات الصغيرات على وجه التحديد.
وأكدت أن الكثير من الخبراء يعزون انتشار هذا الوباء إلى فشل الحكومة في أداء مهماتها وتراجع مستويات الأداء المهني في العملية السياسية التي لم تُدر حتى الآن بعقول مختصين أو مخلصين للقضية العراقية.
و كانت (رانيا) بعمر 16 سنة، عندما اغتصبها مسؤولون أثناء عملية قمع نفذوها في زمن صدام (سنة 1991) ضد شيعة جنوبي العراق. تقول رانيا: "حكم على إخوتي بالموت، فكان جسدي ثمن وقف ذلك القرار". جلب ذلك العار لعائلتها، فهربت رانيا إلى بغداد، وسرعان ما سقطت وعملت في منطقة "الضياء الأحمر"، بالبتاويين. وتقول المحللة السياسية الأميركية ريبيكا موراي، مراسلة وكالة إنتر برس سيرفس: إن الدعارة والاتجار بالجنس، تحولا إلى وباء قاتل في العراق، كنتيجة للعنف، والاحتلال العسكري، والنزاعات الطائفية التي دمّرت المؤسسات الحكومية، وأفقرت السكان المحليين، مزقت الأسر والأحياء السكنية. ولقد أسفرت ويلات الحروب والنزاعات عن مقتل نحو 100,000 من المدنيين، فيما يقدر عدد المهجرين والمهاجرين بما يزيد على 4.4 ملايين وصف عراقي نزحوا عن ديارهم منذ سنة 2003، أو هاجروا إلى خارج البلد.
وتتابع موراي: لقد أخذت رانيا طريقها الى العمل كـ"وكيلة" لمهرب الجنس، كما تقوم بجمع الأموال من الزبائن. وأوضحت ذلك بقوله: "لو كان عندي أربع بنات مثلاً، ونحو 200 زبون يومياً، فإن نصيب كل واحدة منهن سيكون 50 زبونا.وتبلغ "الكلفة" 100 دولار للمرة، كما تقول رانيا.
وتباع الكثيرات من الفتيات في سن المراهقة والعذرية بنحو 5000 دولار. كما يُتاجر بهن ببيعهن إلى "مناطق معروفة" في شمال العراق أو في سوريا والإمارات العربية المتحدة، أما غير العذارى فيبلغ سعر الواحدة منهن نحو نصف المبلغ (2500 دولار تقريباً) والفتيات اللواتي يهربن -كما تقول المراسلة- من العنف المنزلي أو الزواج القسري، هن الأكثر ضعفاً، ولهذا يتحولن الى فريسة للرجال القوّادين الذين ينتشرون في محطات الحافلات، ومواقف سيارات الأجرة. وتباع بعض الفتيات بطريقة الزواج من الأقارب، فقط لكي يُسلـّمن إلى عصابات الاتجار بالبشر.وتؤكد المحللة أن معظم "مهرّبي الجنس" هم في الغالب من النساء اللواتي يشغلن بيوت الدعارة في منطقة "البتاويين" التي تقع بالقرب من الباب الشرقي وسط بغداد. وقبل ست سنوات، انتهت مداهمة لوكر دعارة تديره "رانيا" نفذتها القوات الأميركية إلى مصير آخر، إذ اتهمت هي ومن معها من المومسات بالتحريض على الإرهاب.
وتغيرت حياة رانيا عندما حكمت بالسجن مدى الحياة. وبينما أمضت بعض مدتها في سجن الكاظمية، تعرفت إلى نحو "نصف السجينات" اللواتي تربطها بهن "صداقة قديمة" كنتيجة للعمل في مجال الدعارة. ووجدت مجموعة من النساء يدعمنها في السجن. واليوم تعمل رانيا "باحثة سرية" عنهن، لاسيما أنها تعرف كيف تتسلل الى بيوت الدعارة في جميع أنحاء العراق.وتقول رانيا: "أنا أتعامل مع جميع القوادين وتجار الجنس"، وهي ترتدي ملابس، وتطلي أظافرها، وتحلـّي عضديها بأساور من ذهب. وتضيف: "أنا لا أخبرهم أني ناشطة، أنا أقول لهم أني مهربة جنس، وهذا هو السبيل الوحيد بالنسبة لي للحصول على المعلومات، ولو قلت لهم أنا ناشطة فسوف يقتلونني".
وفي تجربة مروعة -تؤكد المراسلة- أن رانيا وفتاتين أخريين احتجزن في منزل بحي الجهاد ببغداد، وكن بعمر 16 سنة، ليلبين فقط احتياجات الجنود الأميركان. وحسب راعية بيت الدعارة فإن مترجما عراقياً يعمل مع الأميركيين كان بمثابة الوسيط، وهو الذي ينقل الفتيات من وإلى مطار بغداد، حيث كانت القاعدة العسكرية لقوات الاحتلال. ولم تكن رانيا وزميلاتها يتصلن بأهلهن إلا عبر الهواتف النقالة. ولقد اصيبت أحدى البنات بالجنون وهي تقول: "إن الأميركان يريدون منا أن نعمل لهم جواسيس". وتضيف: "لا أعرف كيف هربنا. لقد فررنا بجلودنا ونحن حافيات الأقدام”.وتشير المراسلة إلى أن هناك تقارير حول الاتجار بالبشر داخل وخارج العراق، مؤكدة في الوقت نفسه أن المؤسسات الحكومية العراقية غير ناضجة حتى الآن لكي تعالج مثل هذه المشكلة، ذلك لأن الإدارات الحكومية مازالت في طور النمو، المشحون بالكثير من قضايا الفساد والعجز والإهمال. وقالت إن منظمات مراقبة حقوق الإنسان هي الأخرى لم تفعل شيئاً لأنها لا تمتلك إحصاءات حقيقية عن المشكلة.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced