الأمريكيون يخططون لإرسال 16 ألف موظف إلى العراق
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 10-10-2011
 
   
بغداد / المدى
تبدو وزارة الخارجية الأميركية في سباق مع الزمن استباقا للموعد النهائي  لانسحاب القوات الأميركية من العراق في نهاية العام الحالي، في اكبر عملية  في الخارج منذ مشروع مارشال لإعادة بناء أوروبا بعد الحرب العالمية  الثانية. وتركز الاهتمام في واشنطن وبغداد

حول عدد القوات الأمريكية التي يمكن أن تبقى في العراق. ولكن سيتم استبدال تلك القوات بنحو 16 الف مدني تحت إمرة السفير الأمريكي 80%  من  هؤلاء  الموظفين هم من المتعاقدين وليسوا موظفين في وزارة الخارجية.، وبما يعادل حجم وحدة عسكرية.
وذكرت صحيفة الواشنطن بوست أن حجم العملية رفع من المخاوف في أوساط المشرعين والعاملين في أجهزة الرقابة الحكومية، الذين يخشون من ان يصيب وزارة الخارجية الإنهاك جراء إشرافها على عدد كبير من الناس، نحو 80  بالمئة منهم من المتعاقدين. ويقول أولئك المشرعون والمراقبون ان هناك مخاوف من إهدار الملايين من الدولارات في العملية، ومن عدم كفاءة وزارة الخارجية في السيطرة على هذا العدد الكبير من العاملين.
وقال كريستوفر شيس، العضو الجمهوري السابق في الكونغرس الذي خدم في لجنة التعاقدات الحربية، "نحن قلقون للغاية"،  مضيفا في جلسة الكونغرس "أنا لا أعلم الكيفية التي سينتهجونها للقيام بذلك." من جهتهم يقول مسؤولو وزارة الخارجية الاميركان أنهم يعملون جاهدين لإنهاء التحضيرات وهم يستدعون مهنيين في التعاقد لمنع الغش ويركزون على ضمان حماية العاملين الاميركان.
وقال توماس نايدس نائب وزيرة الخارجية " لقد انفقنا أموالا طائلة وخسرنا الكثير من الأرواح لأننا لم نتبع النهج الصحيح في عملنا"، لكن المسؤولين في وزارة الخارجية يعترفون بأنهم لم يسبق لهم مطلقا القيام بعملية شبيهة، وقال نايدس "من الصعب عدم وقوع أخطاء".
وقال زعماء عراقيون يوم الثلاثاء الماضي انهم  يريدون الإبقاء على وحدة صغيرة من المدربين العسكريين الاميركان، ولكن من دون حصانة من الملاحقة القضائية المحلية، وهو شرط قالت إدارة اوباما إنها لا يمكن أن تقبله. وكانت الإدارة الأميركية تخطط للإبقاء على 3000 إلى 5000 من المدربين العسكريين في البلاد، في حال توصل الطرفين إلى اتفاق. تبدو قائمة مسؤوليات وزارة الخارجية التي ستتكفل بها عوضا عن الجيش قائمة ضخمة. فلا بد لها من أن توفر الأمن لنحو 1750 من العاملين في السفارة- من بينهم دبلوماسيون وعمال إغاثة وموظفون ماليون، الخ- في بلد تهزه التفجيرات والاغتيالات اليومية.
وقامت وزارة الخارجية من اجل تأمين تلك المهمة بالتعاقد مع خمسة آلاف موظف امني سيتكفلون بحماية السفارة الأميركية في بغداد، إضافة إلى قنصليتين، وموقعي دعم في المطارات العراقية وثلاث منشآت لتدريب الشرطة.
سيكون لوزارة الخارجية أسطولها الجوي الخاص المكون من 46 طائرة، ومستشفياتها ايضا وستقوم بالمهام التي كان يؤديها الجيش الأمريكي. وسيتكفل نحو أربعة آلاف و66 متعاقدا، ومعظمهم من غير الأمريكيين، بخدمات تقديم الطعام والتنظيف والرعاية الطبية والخدمات الأخرى. وهناك نحو 4600 مدني سينتشرون في 10 أو 11 موقعا سيتم فيها تعليم العراقيين حول كيفية استخدام المعدات العسكرية الأمريكية التي اشتراها بلدهم.
وقال ماكس بوت، وهو خبير في الأمن القومي في مجلس العلاقات الخارجية إن "إدارة عملية بهذا الحجم ليست من الأمور التي تدرب عليها العاملون في وزارة الخارجية، فمنذ العام 2003 ، كانوا يعتمدون بشكل كبير على الدعم العسكري الأمريكي". في تقريرها النهائي الصادر في آب الماضي، قالت لجنة من الحزبين بشأن التعاقدات الحربية ان تريليونات من الدولارات الاميركية من أموال دافعي الضرائب الامريكان أهدرت في العراق وأفغانستان، وان وزارة الخارجية لم تقم بالإصلاحات اللازمة في عمليات التعاقد. وحذرت اللجنة من "ان المتوقع ان تكون هناك عمليات إهدار إضافية وتردٍ في المهمة الى حد الفشل، بما ان وزارة الخارجية ستتكفل بأداء المهمة الشاقة المتمثلة في إدارة عملية الانتقال في العراق". ويخالف مسؤولو وزارة الخارجية ذلك الاستنتاج، قائلين إنهم وظفوا عشرات المتعاقدين من الخارج، وأنهم اكتسبوا خبرة في إدارة المتعاقدين في العراق. وقال شيس عضو الكونغرس السابق انه أيضا يشعر بالقلق من اعتزام وزارة الخارجية نشر قوة أمنية صغيرة  للإشراف على المتعاقدين المسلحين. وقال لجلسة الاستماع انه يخشى من تكرار الحادث الذي وقع في العام 2007 حين أطلق حراس شركة أمن أمريكية معروفة آنذاك باسم شركة بلاك ووتر النار على عدد من المارة في بغداد، مما أسفر عن مقتل 17 مدنيا عراقيا.
وقال ستيوارت بوين، المفتش العام لإعادة إعمار العراق، في مقابلة ان انتقال المهمات الى وزارة الخارجية سيكون له تكاليف أخرى. وأوضح ان "عدم توفر حماية عسكرية لموظفي الحكومة الامريكية سيجعل حركتهم محدودة في جميع أنحاء العراق"، مضيفا ان "الـ 1200 من العاملين في القنصلية الاميركية بمدينة البصرة الجنوبية لا يمكنهم التحرك في جميع أنحاء تلك المحافظة على نحو كاف".
وتوقع بوين انه "سيكون بين البصرة وبغداد فراغ" في التغطية الدبلوماسية.
من جهته أكد نايدس أن وزارة الخارجية لم تكن تسعى لمضاعفة المهمة العسكرية، وأوضح  "ليس ذلك ما يريده العراقيون، وبصراحة، ليس هذا ما تم الاتفاق عليه "مع الحكومة في بغداد. وقال ان "وزارة الخارجية  تسعى للانتقال إلى وجود دبلوماسي."
على الرغم من ان عملية لعراق ستكون ضخمة وفقا لمعايير وزارة الخارجية ، فانها ستكون أصغر بكثير من البعثة التي قادها العسكر والتي تضم في الوقت الراهن 50 الفا من المتعاقدين الحربيين. ويقول مسؤولو وزارة الخارجية انه من المتوقع ان تشهد الاستعانة بمتعاقدين انخفاضا حادا خلال السنوات الثلاث المقبلة، مع اطراد تحسن الوضع الأمني.
وأشار نايدس الى أن وزارة الخارجية تعتزم انفاق أقل من 6 مليارات دولار في العراق في عام 2012 ، مقارنة مع انفاق نحو 50 مليار دولار من قبل الجيش هذا العام.  وأضاف "هذا عائد جيد من عملية انتقال المهمات الى وزارة الخارجية".
كانت وزارة الخارجية قد خططت في الأصل لشبكة أكثر سعة للقنصليات ومواقع تدريب للشرطة، لكنها قلصت ذلك بعد فشلها في الحصول على ما يكفي من المال من الكونغرس.
وقال الميجر جنرال جيفري بوكانن، كبير المتحدثين باسم القوات الامريكية في العراق ان برنامج تدريب الشرطة سيجري في ثلاثة مواقع. في المقابل ، كان الجيش الامريكي يدرب الشرطة  في جميع محافظات العراق.
واضاف "كان لدينا شراكة على مستوى أقل، ولكن أعتقد أن  وزارة الخارجية سوف تجلب الخبرة اللازمة على مستوى أعلى ، وهو مستوى أكثر استراتيجية".
وكان المفتش العام لوزارة الخارجية الاميركية قد ذكر في مايو ايار انه كان هناك  بعض مرافق السفارة الجديدة ، مثل المستشفيات والإسكان ، لن تكون جاهزة بحلول نهاية العام.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced