الحروب وعوادم السيارات والمـولدات تصيب عشرات الآلاف من العراقيين بأمراض القلب
نشر بواسطة: Adminstrator
الثلاثاء 11-10-2011
 
   
كشفت دراسة متخصصة عن انتشار أمراض القلب  بشكل مخيف في العراق وشملت الدراسة عينات عشوائية لـ5000 شخص من مناطق مختلفة من العراق  أدخلوا المستشفيات. وحددت الدراسة أسباباً رئيسة لإصابة  العراقيين،

والتي أكدها مسؤولون في دوائر الصحة حيث أن ما نسبته 23% من المصابين بأمراض القلب يتعرضون إلى خطر الوفاة بسبب عدم وجود أجهزة وعلاجات ومراكز متخصصة، وكان مواطنون يطالبون الجهات المعنية بضرورة إنشاء مثل هذه المراكز مادامت الحاجة أصبحت ملحة لأن المرضى يزداد عددهم في كل عام، ومثلما تشير الإحصائيات إلى إن أكثـر من 10% كل عام تحصل زيادة في أعداد مرضى القلب.
يقول المواطن احمد عدنان وهو مصاب بتصلب الشرايين إن هذا المرض اخذ بالانتشار ليس بين صفوف كبار السن الذين تمر عليهم ظروف السمنة والتقدم بالعمر والإصابة بالكولسترول وغيرها بل سجل أيضا إصابات بين صفوف الأطفال والتي يعزوها المتخصصون إلى الظروف التي مرت على العراقيين، وأن الأطفال دائما خلال السنوات الأربعين الأخيرة هم أكثر ضحايا الحروب والعنف لأنهم الشاهد على صناعة الألم العراقي داخل عوائلهم. فيما يؤكد حميد الأسدي انه أرسل والده إلى دولة عربية وانفق ملايين الدنانير في سبيل شفائه من مرضه تصلب الشرايين، إلا أن النتيجة كما يقول لم تكن كما كنا نطمح إليها وهي التحسن الكامل، وتبين أن الدعاية تسبق عمل هذه الدول في المجال الطبي، وللأسف الشديد أن الطبيب العراقي هو الأفضل ولكن لا مكان له لكي يبدع ويقدم خدماته إلى العراقيين ولو كان كما يقول الأسدي هناك مراكز طبية لأمراض القلب في المحافظات لما تجشم المرضى عناء السفر إلى أي دولة، ولكنا نحن من يداوي مرضى الدول تلك.وتشير إحدى الإحصائيات إلى أن إحدى المراكز الطبية المتخصصة بعلاج أمراض القلب سجلت بعد عام 2003 زيادة مقلقة في أعداد الأطفال المصابين بتشوهات خلقية في صمامات القلب، ووجود فتحات قلبية ولادية، وانعكاس في الشرايين القلبية.
وقد وصلت نسبتهم الى ما بين 60–70%، من مراجعي المستشفيات المتخصصة بعلاج هذه الأمراض، وان نحو 80 مريضا تستقبلهم المستشفيات اغلبهم من المحافظات، والسبب كما يقول المتخصصون هو كثرة الملوثات البيئية التي أحدثتها الحروب والتفجيرات الإرهابية لذلك يقول المتخصصون إن مراكز علاج أمراض القلب عاجزة عن تلبية احتياجات المرضى بسبب نقص الخبرة والأجهزة.ومن اجل معالجة هذا النقص في الخدمات المقدمة لمرضى القلب، طالب أطباء في محافظات الفرات الأوسط بأهمية إنشاء مركز خاص متخصص بأمراض القلب يمول من أموال وزارة الصحة ومن الأموال المخصصة لإرسال المرضى إلى الخارج، وأشاروا خلال حضورهم مؤتمر عقد في محافظة  كربلاء مؤخرا إلى كيفية تخصيص الأموال التي تصرف على العلاج في الخارج.
لتسليط الضوء على  أمراض القلب  التقينا الدكتور الأخصائي  أحمد عبد اللطيف  ليحدثنا  عن أمراض القلب وأسبابها حيث يقول:تشمل أمراض القلب والشرايين الدموية كل من أمراض القلب التاجية المتسببة بأكثر جلطات القلب وشرايين الدماغ وارتفاع ضغط الدم الشرياني، كما تشمل الأوعية الدموية الجانبية وأمراض القلب المرتبطة بـ (الروماتيزم) والتشوهات الخلقية للقلب والعجز في الدورة الدموية.
ويعتبر التدخين وقلة الحركة والتغذية غير السليمة من العوامل الرئيسة المؤدية إلى الإصابة بأمراض القلب والشرايين بنسبة 80% .
ومن بين 17 مليون وفاة ناجمة عن أمراض القلب والشرايين التي تمثل نسبة 30% من الوفيات في العالم،إذ تتسبب أمراض القلب التاجية بوفاة 7.3 مليون شخص، بينما تؤدي أزمة شرايين الدماغ إلى وفاة 6.2 مليون شخص.
وتحدث هذه الوفيات خاصة في الدول ذات الدخل الضعيف أو المتوسط وتصيب الجنسين معاً وبنسب متقاربة.
وتتوقع منظمة الصحة العالمية ارتفاعاً في نسبة الوفيات الناجمة عن أمراض القلب مع 2030 إلى أكثر من 23 مليوناً، مع تصدر هذه الأمراض قائمة مجموع الوفيات بالعالم.
المرض ينتشر في العالم بين الأغنياء لكنه يحاصر الفقراء في العراق
يشير الدكتور هيثم عبد الصمد إلى أن أمراض القلب ، تندرج تحت قائمة خاصة تعرف في عالم الطب بأمراض الثراء أو أمراض الأغنياء وتضم على سبيل المثال وليس الحصر: داء السكري، السمنة، أمراض القلب والشرايين، السرطان، ارتفاع ضغط الدم، أمراض المناعة الذاتية، الربو الشعبي، إدمان الكحوليات، الاكتئاب وطيفاً آخر من الأمراض النفسية. وتتشابك العلاقة بين بعض تلك الأمراض بحيث يصبح بعضها سبباً أو نتيجة لبعض آخر مثل السمنة التي تنتج جراء الإصابة ببعض الأمراض، وتتسبب هي نفسها في أمراض عدة. وتتميز جميع هذه الأمراض بميزة أساسية  كونها أمراضاً غير مُعدية، أي لا تنتقل من شخص إلى آخر، على عكس أمراض الفقراء، التي غالباً ما تكون أمراضاً معدية تنتقل من شخص إلى آخر، نتيجة انخفاض مستوى الصحة العامة، وتدهور مستوى الصحة البيئية، وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية. والملاحظ أن الاتجاه الحالي هو نحو تفاقم أمراض الثراء، وخصوصاً في الدول الصناعية، بسبب زيادة متوسط طول العمر، والاعتماد على تقنيات الرفاهية، وقلة النشاط البدني، ووفرة الغذاء المرتفع  بالسعرات الحرارية. ويضيف الدكتور عبد الصمد انها في العراق تختلف حيث تصيب الفقراء بسبب عدم العناية والاهتمام وبسبب المعاناة التي تعرضوا لها خلال السنوات الماضية وايضا انتشار المولدات الاهلية وعوادم السيارات القديمة التي لوثت الجو حيث ، أن استنشاق كميات كبيرة من عوادم السيارات خلال فترة زمنية قصيرة، يزيد لفترة ست ساعات بعد الاستنشاق، من احتمالات التعرض لأزمة قلبية. ويعتقد العلماء أن السبب هو أن التعرض للملوثات يزيد من لزوجة الدم، ويساعد على تجلطه، مما يتسبب في انسداد الشرايين التاجية المغذية لعضلة القلب، ومن ثم الإصابة بالذبحة الصدرية.

مستشفى ابن النفيس وحكايات عن القلب الصامت
يقع المستشفى في احد فروع شارع النضال ، وقبل دخولنا المستشفى علمنا أن احد أطبائها قد تم اختطافه قبل يومين ، وان طبيب آخر قد تعرض إلى محاولة قتل من قبل أهل مريض توفي في المستشفى، وأكد لنا احد الأطباء أن المريض كان رجلا مسنا وكان في سكرات الموت عند دخوله المستشفى. بحثنا عن مديرها الدكتور حسين الكعبي، فعلمنا انه في صالة العمليات ، فالتقينا معاونه الفني عزيز السراي الذي قال:تم بناء هذا المستشفى في مطلع الستينات من القرن المنصرم ،ويضم 157-200 سرير  ويستقبل يوميا من 500-600 مريض، وهو متخصص بجراحة القلب والأوعية الدموية ، و نبقى بحاجة الى كوادر طبية اكثر لعلاج هذا العدد الكبير من المرضى، والمبنى كما تشاهدون قديم ، إلا أننا نعمل لسد حاجة  الرقعة الجغرافية المشمولة  بخدماتنا ، ونحاول سد حاجة  المرضى من أجهزة طبية  متخصصة بأمراض القلب من ( ايكو ، مفراس ، سونار ، جهد  ) وتم تجهيزنا بنسبة 80-90%، من حاجتنا إلى مثل هذه الأجهزة ، وعن الحاجة إلى الأطباء والكوادر الوسطية أكد عزيز أن العدد الموجود الآن كافٍ ويسد الحاجة .
أمراض القلب الشائعة
من قسم الاستشارية التقينا  الدكتور علي الزيدي أخصائي أمراض القلب الذي أشار إلى أن الطب الآن لا يقتصر على الطب العلاجي بل أيضا على الطب الوقائي ،وعن الأمراض القلبية الشائعة قال: إنها تتركز في الضغط ، الذبحة القلبية ، عجز القلب، تصلب الشرايين، قصور الشرايين التاجية التي تشهد أكثر حالات الوفيات  ومرض تصلب الشرايين الذي  يبدأ بعمر مبكر ثم يتفاقم بمرور الزمن، وما تزيد من حدة المرض هو الأغذية غير الصحية منها الدهون ، الملح ، إضافة إلى السمنة  ، وعدم الحركة ، التدخين، والشد النفسي والكآبة خاصة ونحن في مجتمع يعاني أزمات عديدة تؤدي إلى أزمات نفسية، والتي تنجم عنها أمراض قلبية ، لذا ننصح بارتياد النوادي الترفيهية ، والمشاركة في سفرات عائلية ، وممارسة الرياضة البدنية والمشي قدر المستطاع ، ومن الخطأ تناول الطعام ثم الخلود إلى النوم ، وعن ضيق مبنى المستشفى أشار الدكتور الزيدي إلى أن المستشفى منذ بنائه لم يشهد توسعاً وبقي على حاله منذ مطلع الستينات من القرن المنصرم ، وممكن أن نأخذ القطعة المجاورة لنا، وهي تابعة إلى أمانة بغداد و التي يمكن بناء مستشفى كامل فيها لكن مشكلتنا ليست مع الأمانة ولا مع الصحة، بل مع وزارة المالية لعدم وجود تخصيصات ، مع العلم أننا نغطي كل حالات الطوارئ التي تقصدنا ، وعن الأجهزة الطبية اشار الدكتور الزيدي إلى أن المستشفى بحاجة إلى ايكو، فلدينا جهاز ايكو واحد لا يسد الحاجة ، والمستشفى يشهد ازدحام المراجعين وبشكل كبير ، مع قلة في الكوادر والأجهزة الطبية ، أما عن الكوادر الوسطية فالعدد كاف .
شعبة القلب المفتوح
التقينا الدكتور عادل خماس مسؤول شعبة القلب المفتوح وسألناه، ماذا يعني القلب المفتوح فقد سمعنا عن القلب الطيب ، القلب الحزين،لكن لم نسمع بهذا، يضحك الدكتور عادل ويقول:عمليات القلب المفتوح تجرى  لعدة  أمراض من ضمنها عمليات تشوهات القلب للأطفال وعمليات زرع الشرايين التاجية ، وتعني أيضا أثناء العملية  يتم ربط القلب بماكنة  القلب والرئة الصناعية ، وفي عمليات القلب المغلق لا يتم توقف القلب ، ويشير الدكتور خماس إلى أن الشعبة تجري  20-25 عملية شهرياً، للقلب المفتوح ونتائجنا جيدة جدا، وهناك عمليات صعبة ونادرة، وأكثر  العمليات التي نجريها هي عملية انسداد الشرايين التاجية والتشوهات الخلقية ما بين فتحة و فتحتين في القلب وتضيق الصمامات ، ونستقبل المرضى ليس من بغداد فقط بل من المحافظات، ولدينا الآن مريض من البصرة، وعن الأجهزة الطبية أشار الدكتور أكد أن بعضها قديم والبعض الآخر حديث ، وان الكادر العامل متمرس ومتدرب .
ويوضح لنا من شعبة القلب المفتوح رائد فرحان الممرض الجامعي قائلاً:
عملية القلب المفتوح تعني استخدام ماكنة القلب والرئة الصناعية  أثناء العمليات الخاصة  مثل زرع الشرايين التاجية ، وتبديل الصمامات وغلق فتحات القلب الأذينين والبطينين .
و بيّن فرحان أن الشعبة تعاني قلة الكوادر الوسطية وخاصة التمريضية من خريجي كليات التمريض، ومعاهد التمريض، علماً أن عالميا كل مريض في صالة الإنعاش يحتاج إلى ثلاثة ممرضين على ثلاثة ( شفتات )، لكننا حاليا كل 2-3 مرضى هناك ممرض واحد يشرف عليهم، ما يجعلنا نبذل جهودا كبيرة ونعمل مثل النحل من الساعة السابعة صباحا حتى الثانية بعد الظهر، ولدينا الآن مريض واحد في الإنعاش أما  في الردهة فلدينا  10 مرضى.
وحدة العناية المركّزة
يحدثنا المعاون الطبي محمد مساعد محمد عن عمل الوحدة فيقول:تتم إحالة المريض من الطوارئ حسب حالته ثم ينقل إلى وحدة الإنعاش الباطني كإجراء طبي أولي، يبقى لمدة 72 ساعة حسب استقرار حالة المريض، وبعد ذلك يحال المريض إلى الردهات لتكملة العلاج ، وعن الأجهزة أشار محمد إلى أنها غير كافية بصورة عامة ونعتمد على الأجهزة القديمة وهي لا تسد حاجة المريض بصورة رئيسة، ونطالب وزارة الصحة بتجهيز العناية المركزة بالأجهزة الحديثة  كباقي المستشفيات في العراق ، ولدينا 12 سريرا، ما يعني كل يوم لدينا 12 مريضا، يتلقون العلاج حسب الحالة المرضية ويبقى المريض في الأقل يومين أو ثلاثة أيام ، بعدها يحال إلى وحدة الباطنية أو الجناح الخاص ، وان المرضى غالبا ما يكونوا من كبار السن والرجال أكثر من النساء، وينصح محمد الجميع بأن لا يقتربوا من التدخين بالدرجة الأولى والالتزام بالحمية الغذائية  وتجنب الحالات العصبية والنفسية  وينصح محمد مرضى القلب بالالتزام بالعلاج ووقت الفحص لمعرفة مستجدات حالته .
الدكتور محمد صلاح الدين رئيس أطباء مقيم أقدم باطني، أشار الى أن المستشفى يضم 5 أقسام، وهو المستشفى الوحيد  في العراق الذي يشمل كل الفروع الخاصة بأمراض القلب، بينما مستشفى ابن البيطار يحوي القسطرة والقلب المفتوح، في حين  هذا المستشفى فيه جراحة صدر وأوعية دموية وفيه قسطرة  وقلب مفتوح، زائدا باطنية لذا يشهد المستشفى ازدحاما كبيرا مع قلة في عدد الأسرة وشحة في الكوادر الوسطية لكن الأجهزة والأدوية متوفرة وكافية، لذا نطالب بإضافة أجنحة للمبنى ، ونجد أن اغلب المرضى يذهبون إلى الوزارة من اجل السفر للعلاج في الخارج مع وجود أطباء أكفاء لدينا والعلاج متوفر، ويؤكد الدكتور صلاح الدين أن المستشفى بحاجة الى وحدات عسكرية وسيطرات أكثر من الحالية بعد المشاكل التي شهدها المستشفى . 
  ومن قسم الصيدلة أشار الدكتورالصيدلاني علي عبد  الجبار عبد الحسين إلى أن اغلب الأدوية التخصصية متوفرة في المستشفى ومن مناشئ عالمية مع وجود أدوية سورية وأخرى من إنتاج معمل سامراء، وهي مجانية، في حين أسعارها مرتفعة في الصيدليات الخارجية ، ولدينا لجنة خاصة تحدد الاحتياجات السنوية للأدوية ، ولم نشهد قلة في الأدوية المجهزة لدينا .
المدى/ سها الشيخلي

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced