أكراد العراق وعربه بين الاستقرار والقتال
نشر بواسطة: Adminstrator
الخميس 04-06-2009
 
   
خانقين (رويترز) –
في بلدة تجارية تتسم بالحيوية هي محل نزاع محتدم بين أكراد العراق وحكومة بغداد يشير خليل ابراهيم الى الارض تحت قدميه ليوضح ما يعتقد أنه السبب في النزاع.. انه النفط.
ويقول ابراهيم (58 عاما) وهو جندي كردي متقاعد قبل أن يعبر الطريق الى متجر للايس كريم (البوظة) في خانقين التي يغلب على سكانها الاكراد التي تتكرر فيها أعمال العنف "بغداد تريد النفط الموجود هنا - نحن على الارجح نقف على بعض منه الان - وهذا هو السبب الحقيقي في أنهم لا يريدون لنا نحن الاكراد أن نحكم أنفسنا."
على امتداد خط غير واضح يفصل وسط العراق عن اقليم كردستان الذي يتمتع بشبه حكم ذاتي يستعر خلاف بشأن اي سلطة تمتلك هذه المجموعة من الاحياء الكردية والعربية وبساتين النخيل التي ترويها مياه النهر وحقول النفط التي تحتوي على مليارات براميل النفط.
ويعتقد أن كردستان العراق بها ما يصل الى 45 مليارا من جملة 118 مليار برميل من احتياطيات النفط في العراق. ويقول مسؤولون أكراد انه اذا شمل الاقليم الكردي جميع المناطق المتنازع عليها فقد ترتفع حصته الى ما يصل الى 65 مليار برميل.
واقترب الخلاف من التحول الى أعمال عنف في خانقين قرب الحدود الايرانية حيث اضطر قادة محليون الى نزع فتيل مواجهة بين الجيش العراقي وقوات البشمركة الكردية في اغسطس اب الماضي للحيلولة دون تحولها الى تبادل لاطلاق النار.
غير أن انفراجة حدثت في نزاع مواز هذا الشهر بشأن صادرات النفط من كردستان والتي بدأت رسميا هذا الاسبوع على الرغم من رفض بغداد للعقود التي وقعها الاكراد مع شركات نفطية أثارت الامل في أن الخلافات ليست مستعصية للغاية.
والمخاطر كبيرة. ويعتبر مسؤولون ومحللون أن النزاع هو اكبر تهديد طويل المدى للاستقرار حيث تستعد القوات الامريكية لانهاء العمليات القتالية بحلول نهاية 31 اغسطس اب 2010 بأوامر من الرئيس باراك اوباما.
ويقول جوست هيلترمان مدير المجموعة الدولية لمعالجة الازمات بالشرق الاوسط "سيصلون الى مرحلة حين ينسحب الامريكيون حيث سيضطرون الى الاختيار بين القتال والسعي الى تحقيق السلام."
وأضاف "سيكون من الصعوبة الشديدة بمكان منع نشوب قتال. متى تنسحب القوات الامريكية دون تسوية النزاعات الكبرى سيحدث الانهيار."
وترك الصراع على الارض والنفط والسلطة معظم الاستثمار الاجنبي في قطاع النفط بشمال العراق معلقا. وأعلن مسؤولون أكراد الشهر الماضي عن خطة قيمتها ثمانية مليارات دولار لتصدير الغاز الطبيعي عن طريق خط انابيب نابوكو الى اوروبا التي تحرص على التخلص من الاعتماد على روسيا. ورفضت بغداد الصفقة.
والحقول الموجودة في المناطق المتنازع عليها من بين تلك التي طرحتها وزارة النفط في عطاءات لكن الاكراد يحذرون بأنهم قد يرفضون او يعرقلون اي صفقات لا يتم التشاور معهم بشأنها.
في المنطقة الصحراوية المحيطة بخانقين والتي بها العديد من حقول النفط التي لم تبدأ الانتاج بعد عقد النزاع مشكلة التمرد الذي تقوده عناصر لا تزال ناشطة من العرب السنة.
ويستغل تنظيم القاعدة ومتشددون اخرون التوترات بين البشمركة والقوات العراقية بالاختباء في مناطق محايدة يتجنبها الطرفان تفاديا لوقوع اشتباكات. وديالى ونينوي وهما محافظتان أخريان يسكنهما مزيج من الاكراد والعرب هما المنطقتان الاكثر عنفا في العراق.
لكن على الرغم من الامكانية الكبيرة لتفجر الوضع فان هذا لم يحدث. ومنذ المواجهة في خانقين لم يحدث أن اقترب الجانبان من خوض قتال.
ويقول الكابتن جيب اوستن الذي تقوم قواته بدوريات في منطقة تشمل خانقين "أظهر القادة قدرة على حل النزاعات... قبل أن يتحول الامر الى اطلاق أعيرة نارية."
وفي الشهر الماضي بدأت قوات الجيش العراقي وقوات البشمركة دوريات مشتركة في مناطق متنازع عليها في ديالى وأخذت في تفتيش المنازل بحثا عن أسلحة واعتقلت متشددين مشتبها بهم. ويقولون انهم ألقوا القبض على اكثر من 300 حتى الان في تلك العملية.
وفي احدى هذه الدوريات رافقتهم رويترز حيث مشطوا قرية محاطة بسور من الطين الى جانب نهر ديالى الذي تروي مياهه واحة مزروعة بأشجار النخيل وحقول القمح تطوقها صحراء صخرية.
وتقول فلوزيا محمد علي (50 عاما) وهي كردية فيما أفرغ الجنود خزانات ملابسها "أنا مندهشة جدا لرؤيتهم يعملون معا... هذا جيد لكنني لست واثقة من أنهم يعنونه حقا."
ونحت بغداد وحكومة اقليم كردستان جانبا الخلافات في الاونة الاخيرة لتصدير الخام من حقل طاوقي بكردستان وتطوره دي.ان.أو انترناشونال النرويجية وحقل طق طق وتطوره شركة اداكس بتروليوم. وتشارك جينل انرجي التركية في تطوير الحقلين.
ويقول محللون ان الحاجة الماسة الى الاموال هي التي جمعتهما لكن تبديد مشاعر الضغينة الكامنة سيستغرق وقتا اطول.
وكان الرئيس العراقي السابق صدام حسين قد طرد الاف الاكراد والتركمان من كركوك وبلدات مثل خانقين في السبعينات لتأمين احتياطيات الطاقة واستخدم الغاز السام لقتل الالاف منهم.
وقال محمد غلام وهو سائق سيارة أجرة بينما كان يلعب الضامة (الدومينو) مع أصدقائه وكلهم من الاكراد على مقهى بخانقين "صدام جلب العرب ليزيحونا ويستولوا على هذا المكان. لماذا يجب أن نثق في اي حكومة ببغداد بعد ذلك."
وتم ارجاء استفتاء على وضع الاراضي المتنازع عليها وكان متفقا عليه في دستور العراق. وتتهم الاقليتان العربية والتركمانية الاكراد بالانتقال الى المنطقة بأعداد كبيرة لقلب اي نتيجة.
وفي ابريل نيسان سلمت الامم المتحدة للعراق تقريرا عن الاراضي المتنازع عليها تأمل في أن يساعد على تخفيف حدة التوتر لكن ايا من الجانبين لم يناقشه علنا.
ويريد عاطف عادل جاسم المسؤول بمكتب قائمقام خانقين من بغداد التحرك بسرعة اكبر نحو اجراء الاستفتاء.
وقال انهم يستطيعون حل هذه المشكلة اذا كانوا يريدون وذلك عن طريق الالتزام بالدستور واحترام ارادة الشعب.
وتنفي الحكومة أنها تحاول ارجاء الاستفتاء.
وقال علي الدباغ الناطق باسم الحكومة العراقية ان جميع الاطراف اتفقت على ان هناك حاجة الى مزيد من الوقت.
وأضاف أن الحكومة لم تستطع اجراء استفتاء في أنحاء العراق بسبب الوضع الامني وأن المشاحنات بين الاطراف في مدينة كركوك أجبرت جميع الاطراف على اعادة النظر في هذا.
من ناحية أخرى يبدو أن المستثمرين في احتياطيات النفط بشمال العراق غير منزعجين. والى جانب دي.ان.أو وأداكس تقول هيريتدج اويل البريطانية انها اكتشفت 4.2 مليار برميل في كردستان.
ويقول جون هاميلتون المحلل في رسالة جالف ستيتس الاخبارية "سيناريو الحرب الاهلية... سيكون كارثة على هذه الشركات. لابد أنها تعتمد على أن كل هذه الامور ستحل.
"أعتقد أن من المنطقي توقع هذا."

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced