أيتام العراق يجاهدون للتغلب على صدماتهم
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 02-03-2009
 
   
بغداد (رويترز) - أثناء الليل يصحو صلاح عباس هشام (11 عاما) صارخا وفي بعض الأحيان في الظلام يهاجم الصبي الراقد بجواره في ملجأ أيتام صغير في بغداد حيث يبيت 33 طفلا على أسرة نقالة أو على الأرض.

ويقول أحمد عبد الباقي الباحث الاجتماعي القائم على الدورة الليلية في الملجأ الخاص ان صلاح الذي رأى والديه يُمزقان في تفجير سيارة ملغومة قبل عامين لا يمكن تركه وحده أثناء الليل.

وأضاف "هو يستيقظ في الليل ويحاول ضرب وحتى خنق الولد الذي بجانبه."

يداه ترتعشان دائما وهو غير قادر على الحديث بشكل طبيعي. وصلاح واحد من جيش كبير من الأيتام خَلَفهم العنف الطائفي والعرقي الذي ساد البلاد بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.

ومع تراجع العنف في الفترة الاخيرة واستعداد القوات الامريكية للانسحاب يقول الخبراء النفسيون ان رد فعل الأطفال على مثل هذه الصدمات يهدد الهدوء الهش في العراق في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد للاستقرار وإعادة البناء.

ويقول حيدر عبد المحسن الطبيب النفسي "القضية ليست أين ينام وماذا يأكل؟. المسألة الأهم ان كان يستطيع ان يجد الأمان في داخله."

وتابع "من المتوقع ان نجد تناسبا طرديا كلما زادت نسبة الأيتام والمحرومين تكون نسبة الجريمة والعنف أكثر في المستقبل."

ولا أحد يعلم كم من الأطفال فقدوا آباءهم وأمهاتهم بسبب الحربين اللتين شنهما صدام حسين على الكويت وايران. وبعض الآباء أُعدموا أو قتلوا بالرصاص في عهد صدام.

وقالت سميرة الموسوي رئيسة لجنة المراة والطفل والاسرة في البرلمان انه اذا كان هناك مليون أرملة في العراق يكون هناك على الارجح نحو ثلاثة ملايين يتيم.

لكن عدد ملاجيء الأيتام قليل بالمقارنة وتنفق الحكومة القليل من الاموال على الاطفال. فكل طفل يسجل لدى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية -وقلة منهم فقط مسجلة- يخصص له مبلغ 15 الف دينار أى نحو 12 دولارا شهريا.

وقال الموسوي "هذه المبالغ ليست كافية."

وقالت فوزية العطية استاذة علم الاجتماع بجامعة بغداد ان كل دولار ينفق على الايتام هو استثمار في مستقبل العراق.

وأضافت ان ادمان المخدرات والبطالة والتفجيرات الانتحارية كلها من عواقب الحرب والأيتام الذين خلفتهم الحرب يصبحون "فريسة سهلة" للارهابيين والمجرمين.

وتابعت "نحن بحاجة ماسة لاستثمار أموال لرعاية هؤلاء الايتام ومردوده سيأتي بشكل مضاعف في بناء المجتمع."

ويضم الملجأ الذي أقامته وكالة كردية في باديء الامر في عام 2003 لكن ترك بعد ذلك تحت رعاية مديريه ومتطوعين عندما تصاعد العنف في بغداد 33 ولدا تتراوح أعمارهم بين ست سنوات و16 سنة ويقيمون في مساحة 73 مترا مربعا مُقسمة على غرفتين على طابقين.

وهناك في حي مدينة الصدر في بغداد ينامون ويأكلون ويدرسون ويلعبون. الهواء بالداخل ثقيل وأمام المدخل بركة من ماء الصرف الراكد.

في كل حجرة سبعة أسرة ينام عليها من يحالفهم الحظ.

وفي أحد الايام في الفترة الاخيرة كان بعض الاطفال يشاهدون مباراة لكرة القدم على التلفزيون والبعض الاخر يركضون على الدرج صعودا وهبوطا. وجلس طفلان متجاوران يشتركان في استخدام سماعات أذن للاستماع لموسيقى على جهاز هاتف محمول.

ويريد مالك الملجأ استعادة العقار وأعطي طاقم العمل مهلة لإخلائه خلال ثلاثة أشهر وهم لا يعلمون الى أين يذهبون.

وقال سمير جاسم مساعد مدير الملجأ "اذا لم نستطع إيجاد منزل آخر سوف نقيم معسكرا في ساحة الفردوس عسى ولعله يأتي مسؤول ويرانا ويجد حلا لنا."

ويعتمد الملجأ على التبرعات الخاصة. وفي بعض الاحيان يحصل على المساعدة من منظمات أهلية لكنه لا يتلقى أي أموال حكومية وليس مُسجلا لدى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.

وأضاف جاسم ان الاجراءات مُعقدة للغاية "هكذا أسهل لنا."

ويقول العاملون في مجال الرعاية الاجتماعية انهم يولون أهمية خاصة للاطفال من أمثال صلاح الذي قتل والداه في تفجير. فقد رعاه شرطي لمدة شهرين بعد مقتل والديه قرب مسجد.

ورغم مشاكله يقول العاملون في الرعاية الاجتماعية انه يتحسن. وقال جاسم " عندما جاء الى هنا في البداية كان لا يستطيع الكلام بالمرة متأثرا بالصدمة. الآن بدأ يتكلم ببطء."

وقال سيف صلاح هشام (ثماني سنوات) والذي فقد والديه في تفجير كذلك وكان عمره أربع سنوات "انني أشعر براحة في هذا المنزل. أقول للارهابين الذين قتلوا والداي الله يسامحكم. أريد ان أصبح شرطيا عندما أكبر لأحمي بلدي وأمنع الارهابين من قتل الناس."

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced