التخطيط للهجرة يتغلب على مشروع الزواج لدى الشباب العراقي
نشر بواسطة: Adminstrator
السبت 15-10-2011
 
   
ايلاف:
يعطي الكثير من الشبان في العراق الأولوية للتخطيط إلى الهجرة على مشاريع الزواج على أمل الحصول على مستقبل أفضل في الخارج في وقت ترتفع فيه معدلات العنوسة في العراق ووصلت نسبتها إلى 30%.
تنشغل  سعاد (30 سنة)  في صالون التجميل الذي تملكه ويقع في منطقة الكرادة في بغداد حيث تقضي معظم وقتها في العمل فهي تعمل منذ خمس سنوات وطول اليوم إلى جانب واجباتها  كأرملة وأم لثلاثة أولاد . ومنذ ان فقدت سعاد زوجها في عام 2004 اثناء العنف الطائفي ، لم تعد تفكر بالزواج بسبب مشاغل الحياة والأسرة.

وسعاد واحدة من أرامل العراق اللواتي تشجعن على العمل رغم فقدان الزوج . ورغم انها امرأة مكافحة بحسب وصف أصدقاء لها الا انها لم  تستسلم للشائعات والأقاويل ، وتعدها  ضريبة النجاح .
وتقول سعاد انها لم تتزوج على رغم ان رجالا تقدموا لخطبتها ، لكنها تشعر مثل اغلب أرامل العراق بالوحدة  والضعف من دون زوج ، حيث تعتبر الرجل حماية و"خيمة" لها ولأطفالها .

ثمانية ملايين ارملة
وتشكل أعداد الأرامل نسبة كبيرة بين سكان العراق حيث تشير إحصائيات إلى أن هناك نحو  8 ملايين أرملة ، كما  يشير تقرير صدر عن منظمة حقوق المرأة في العراق عام 2009  أن نسبة الفتيات العوانس في العراق تزيد على 30%.
وبحسب الباحثة كاترين ميخائيل فان هناك مليون امرأة شابة تنتظر زوج ولا تستطيع ان تحصل عليه . وتشكل المرأة  حوالي 60% من سكان العراق .

وفي بيئة تقليدية تغلب عليها القيم المحافظة  فان المرأة التي فقدت زوجها او المرأة العانس  تعاني من غياب فرص العمل بسبب المحددات التي تفرضها  التقاليد الاجتماعية والتي تحاول ان تجعل من المرأة تابعا للرجل من الناحية الاقتصادية.
وعدا الأرامل فان ظاهرة العنوسة بين الفتيات تعد مشكلة كبيرة بالمقارنة مع الشباب .

بين المرأة والرجل
وبينما تستسلم الفتاة العراقية للأمر الواقع ، وكلما تقدم العمر بها تقل حظوظها في الزواج ، فان الشباب من الذكور يحاول سلوك طرقا أخرى للهروب من الواقع ، فيفضل على سبيل المثال  العزوبية والهجرة  الى الخارج بدلا من بدء حياة زوجية ، عكس الفتيات اللواتي يجدن أنفسهن وحيدات في هذا الواقع المزري.

وفي ظل صعوبات حياتية ، تعود الشباب في الوقت الحاضر على الحياة السهلة والعيش من دون اسرة ، حيث وجدوا  بدائل لذلك مثل الانترنت والفضائيات والأفلام  الإباحية الموجودة في الأسواق  والتي تغري الشاب بحياة عزوبية خالية من المسؤولية .
ويقول علي الجبوري (35  سنة) وعاطل عن العمل ان الشروط المادية التي تُفرض سبب في العزوف عن الزواج .

و يتابع : صارت العلاقات العاطفية عبر الانترنت والهاتف الجوال ومواقع الدردشة  إحدى البدائل التي يسد فيها الرجل حاجته من المرأة .
لكن حال علي يشبه  حال بعض الشباب الذين ينظرون الى المرأة كمشروع جنسي وعاطفي فحسب ، ولا ينظرون  الزواج كمشروع استقرار عاطفي ومسؤولية مجتمعية وواجب ديني أيضا .
وتبدو وجهة نظر علي صحيحة حين يقول ان  وجود فرصة عمل أو وظيفة يمكن ان يعيش منها هو وعائلته ، تحتل المرتبة الأولى في حياته . ويتابع : اذا تحقق ذلك يمكنني الزواج .
ويقول احمد حسن (30 سنة) وهو خريجي جامعي ، ان قدراته المادية الضعيفة لا تسمح له بالزواج لهذا يجرب اليوم السفر خارج العراق .

الأعراف الاجتماعية
كما تلعب الأعراف الاجتماعية  دورا  في العزوف عن الزواج إضافة الى البطالة ، فقد تزوج  كريم وهو مزارع  ( 40 سنة ) من فتاة وفق شروط (البدل) . ويقول كريم ان الكثير من أفراد عشيرته تزوجوا بطريقة (النهوة) .

وبحسب كريم فان الكثير من هذه الزيجات فاشلة مما يزيد من نسب النساء المطلقات . وبسبب تلك الأعراف قتلت امرأة في قرية الخميسية في بابل (100 كم جنوبي بغداد ) عام 2011 بسبب طعن الناس في شرفها ، حيث بينت التحقيقات والدلائل فيما بعد انها كانت براء مما نسب لها  .
ويشير الباحث الاجتماعي قاسم محمد ان الانفتاح الاجتماعي الذي ساد المجتمع من عام (2003) سبب الكثير من العزوف  عن الزواج .

وعلى رغم ان  بعض المنظمات والمرجعيات الدينية تحث  الشباب على الزواج بتقديم المنح المجانية لهم وإعطائهم السلف لتشجيعهم على الزواج ، كما حفزت الجهات الحكومية العراقية على الاقتران بالأرامل وصرف منح زواج قدرها ثلاثة ملايين دينار لهم الا ان التقدم في هذا الموضوع لم يحقق نتائج ملموسة .

قانون الأحوال الشخصية
ويقول المحامي امجد محمد علوان أن قانون الأحوال الشخصية العراقي لعام 1959، يوجب  على الرجل ان يحصل على موافقة قاض ليتمكن من الزواج بثانية ، وبحسب امجد فان ذلك يسبب ربما عقبة في وجه الزواج من الأرامل .
لكن  مجاميع متشددة استخدمت القوة في الأعوام السابقة للترويج  لتعدد الزوجات بدون قواعد. وسيطرت هذه المجموعات على قرى بكاملها وروجت لأفكار الزواج الخاطئة ، مما خلق أفكارا خاطئة عن هدف الزواج من الأرامل وتعدد الزوجات ، كما خلفت الفعاليات المسلحة لتلك المجاميع الكثير من المطلقات والأرامل .

الدور الضعيف لوزارة شؤون المرأة
وتقول لمياء الدليمي الناشطة النسوية ان هذه الأفكار ترى في  المرأة "سلعة" سهلة الشراء و عرضة  للتعسف الذكوري.
وتشير الدليمي الى الدور الضعيف لوزارة شؤون المرأة كونها وزارة بدون صلاحيات، ولا تمتلك الميزانية المناسبة لتطوير عملها في مساعدة الأرامل وإيجاد فرص عمل للنساء وخلق الأجواء المناسبة التي تحث على الزواج .

والمتعارف عليه في المجتمع العراقي ان سن  الثلاثين يمثل بداية إطلاق صفة عانس على المرأة التي لم تتزوج ، حيث تطلق الشكوك في هذه المرأة العمرية حول قدرتها على  الإنجاب.
وبينما يرجع خبراء انتشار العنوسة بين مجتمعات دول أخرى الى ظواهر مثل الزواج السري والعرفي والشذوذ الجنسي بين الفتيات  فان السبب الرئيس لزيادة نسب العوانس والأرامل في العراق هي الحروب  التي عانى منها المجتمع العراقي طوال سنوات ، حيث يفوق الرجال من ناحية العدد النساء .

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced