غضب وتحسس طائفي اثر نقل 70 استاذا من معاهد الفنون.. والتربية تقول انهم «كادر فائض»-الأخبار

غضب وتحسس طائفي اثر نقل 70 استاذا من معاهد الفنون.. والتربية تقول انهم «كادر فائض»

	نشر بواسطة: Adminstrator
	الأربعاء 26-10-2011

العالم – اميمة يونس
نفت وزارة التربية بشدة، امس الثلاثاء، ان يكون لقرارها القاضي بنقل 70 تدريسيا من معاهد الفنون الجميلة (البنين والبنات) في بغداد "خلفية طائفية" قائلة انه لم يتخذ ردا على قرار التعليم العالي باجتثاث مئات من اساتذة وتدريسيي الجامعات في تكريت وسواها.

وقالت الوزارة ان ذلك ضمن خطة مدروسة منذ اشهر لتقييم مستوى الكوادر في تلك المعاهد حيث اشر وجود "فوائض" في بعض الاختصاصات ونقص حاد في اختصاصات اخرى، مشيرة الى قرار الوزارة بالاستعانة بحملة الشهادات العليا حصرا.

لكن تدريسيين في تلك المعاهد اكدوا ان قائمة النقل شملت "حملة شهادات عليا" و"ذوي خبرة وكفاءة" وبعضهم "يعطي محاضرات فوق الحصص المقررة"، مشيرين في الوقت ذاته الى "صراع طائفي خفي" بين مسؤولي الوزارة تدفع الكوادر التدريسية ثمنه.

ويأتي قرار وزارة التربية (التي يقودها قيادي من تيار صالح المطلك) بعد اسبوع على قرار وزارة التعليم العالي (التي يقودها قيادي من حزب الدعوة) باجتثاث مئات الاساتذة والكوادر التدريسية في جامعات صلاح الدين والموصل ديالى. وبعد يومين فقط على حملة اعتقالات واسعة شنتها وزارة الداخلية في 6 محافظات طالت اكثر من 350 شخصا بتهمة الانتماء لحزب البعث.

تدريسي في معهد الفنون للبنات، طلب عدم الكشف عن اسمه، يؤكد لـ "العالم" ان "القرار شمل حملة شهادات عليا كالماجستير ولا صحة لحديثهم عن استغناء الوزارة عن حملة البكالوريوس والاستعانة بالشهادات العليا".

ويضيف "لا يوجد فائض بهذا العدد الذي ناهز السبعين شخصا في معهدي فنون البنات والبنين"، مشيرا الى "وجود خلفية طائفية لهذا القرار لكن مسؤولي الوزارة المتصارعين فيما بينهم يحاولون ابقاءه طي الكتمان حفاظا على مناصبهم".

وتابع التدريسي "نحن مع نقل الكادر الفائض الذي لا يكمل نصابه من الحصص الدراسية، لكن القرار شمل ايضا اناسا يعطون حصصا فوق المقرر".

ويرى ان "القرار سيفرغ معاهد الفنون من الشخصيات والكفاءات المعروفة، لانه تم من دون استشارة او مفاتحة ادارات هذه المعاهد".

تدريسي آخر في معهد فنون البنين، رفض ايضا ان يتم الكشف عن اسمه، قال لـ"العالم" ان "القوائم التي وصلت الى المعهد سواءً ما يخص البنات او البنين كان متوقعا صدورها منذ فترة من قبل وزارة التربية"، ويضيف "كنا نسمع منذ منتصف العام الماضي الحديث عن مثل هذه القوائم القاضية بنقل اعداد من التدريسيين والتدريسيات في معهد الفنون الجميلة" لافتاً الى ان "القوائم ضمت العديد من الاختصاصات الدقيقة وبعض رؤساء الاقسام المخضرمين فضلاً عن المشرفين التربيون الذين نسبوا الى المعاهد المذكورة".

ويؤكد التدريسي في معهد الفنون للبنين ان "مدراء معهدي الفنون الجميلة للبنات والبنين قدموا قوائم اولية للوزارة ضمت العديد من اسماء التدريسين التي اشرت تقييماً لادائهم التعليمي داخل المعهد".

وفي حديث لـ "العالم" امس الثلاثاء، اكد الدكتور نهاد الجبوري، وكيل وزارة التربية للشؤون العلمية، ان "قرار نقل نحو 70 تدريسياً وتدريسية من معهدي الفنون الجميلة للبنين والبنات في بغداد الى مديريات التربية الاخرى يأتي في اطار اجراء تقوم به الوزراة منذ فترة لملاكاتها في عموم المعاهد التابعة لها".

ويوضح الجبوري بالقول "وزارتنا عكفت منذ فترة على تسوية الملاكات بين المعاهد (المعلمين والفنون الجميلة) من اجل سد النقص الحاصل في بعضها"، مشيرا الى "وجود بعض المعاهد التي تضم نحو 70 تدريسياً واخرى لا تتمتع الا باعداد قليلة جداً لا تسد حاجتها".

ونفى وكيل وزارة التربية ان يكون قرار النقل ذو بعد طائفي ردا على قرار التعليم العالي باستبعاد المئات من كوادرها، بالقول "تم تشكيل لجنة ما يعرف بتسوية الملاكات في وزارة التربية اشرف عليها المفتش العام ومديرية معاهد المعلمين واخذت على عاتقها تسوية هذا الملف".

واضاف "لا توجد علاقة بين قرار وزارة التربية والاجراءات التي اتخذتها وزارة التعليم مؤخراً"، مؤكداً ان "القوائم التي صدرت بهذا الشأن شملت العديد من التدريسيين والتدريسيات من الشيعة والسنة".

ولفت المسؤول البارز في وزارة التربية الى ان "القرار اتخذ بعد سلسلة من الاجتماعات واللقاءات التي تمت بين المشرفين ومدراء المعاهد في البلاد الذين شكوا من نقص بعض الاختصاصات مقابل وجود اختصاصات لاتستفاد المعاهد الفنية تحديداً من خدماتهم".

مبيناً ان "معهد الفنون الجميلة للبنين يضم العديد من الاختصاص التي ليس لها علاقة بالفروع الفنية، فقد وجدنا بان هناك اختصاصات لا تشكل اي فائدة للمعهد كاساتذة اللغة العربية وعلم النفس الذين يمكن الاستفادة منهم في الاعداديات المنتشرة".

وتابع "بالمقابل المعهد يشكو نقصاً في اساتذة مادة المسرح الامر الذي حدا بالوزارة الى نقل بعضهم من معهد الفنون الجميلة للبنات، الذي لايحتاج الى اعداد كبيرة من المدرسين، خاصة وانه قسم لا يضم سوى اربع طالبات قياساً بمعهد البنين الذي تفوق اعداد طلابه بكثير".

ويختم "لمسنا ضعفا في مستوى خريجي المعاهد بسبب خلل في توزيع الكوادر التدريسية المختصة" مشيراً الى ان "التوجهات التي عممت على مديريات التربية في العراق كافة تعطي صلاحيات الى الاخيرة بنقل حملة الشهادات العليا (الماجستير والدكتوراه) الى المعاهد للاستفادة من اختصاصتهم في مجال التدريس، دون حصر الامر بحملة البكلوريوس".

بدوره يقول محمد الموسوي، مدير معاهد المعلمين في وزارة التربية، ان "معاهد الفنون تعاني من بطالة مقنعة فبعض الكوادر من حملة الدكتوراه لا يعطي سوى محاضرة واحدة في الشهر وهذا دليل وجود الفائض"، لافتا الى "وجود فائض في عموم معاهد العراق يقدر بـ 261 تدريسيا".

ويضيف الموسوي ان "نقل هذا العدد لن يؤثر على سير الدوام في المعاهد لاننا لا نريد تخريب معهدنا". لكنه يستدرك بالقول "لا ننفي وجود اسماء اناس كفوئين وردت اسمائهم عن طريق الخطأ في هذه القوائم لكنها غير مقصودة".