التصحّر ازداد..الزراعة انحسرت والثروة السّمكية في خطر
نشر بواسطة: Adminstrator
السبت 04-06-2011
 
   
ايلاف:
حذر خبراء عراقيون اجتمعوا خلال مؤتمر بحثي عقد في بغداد من خطورة شح المياه الذي من المتوقع أن يستمرّ إن لم تجد الحكومة الحلول المناسبة، خصوصا مع مواصلة تركيا إقامة السدود وعدم سماعها للنداءات العراقية بضرورة زيادة كمية الماء في نهري دجلة والفرات وتداعيات ذلك على الزراعة.

التصحر خطر يهدد العراق
بغداد: حذر خبراء ومختصون عراقيون من خطورة شحة المياه التي ستستمر في العراق ان لم تجد الحكومة الحلول المناسبة لها بعد مواصلة تركيا اقامة السدود وعدم سماعها للنداءات العراقية بضرورة زيادة كمية الماء في نهري دجلة والفرات داخل العراق ، فضلا عن الروافد التي كانت تدخل الاراضي العراقية من ايران التي قامت ايران بغلقها ، فلم يعد هنالك من وجود للانهار والماء على الجهة الشرقية.

هذا التحذير يأتي متواصلا مع الاراء التي  راحت تشير الى ان العراق مقبل على سنين قد لا يجد فيها ماء صالحا للشرب ولا للزراعة ، بعد زيادة نسبة الملوحة وزيادة المياه الاسنة التي تنزل في هذين النهرين ، فضلا عن الروافد التي تدخل العراق من ايران والتي قامت ايران بغلقها وهو ما جعل المنطقة الشرقية من العراق بلا ماء  وهو ما أدى إلى غياب الزراعة.

واشار الخبراء خلال مؤتمر بحثي عقد في بغداد إلى ضرورة توقيع اتفاقيات مع هذه الدول او ان تشمل كل اتفاقية على مختلف الأصعدة خاصة حول المياه.

وقال الدكتور عون ذياب عبد الله مدير عام المركز الوطني لإدارة الموارد المائية: سيكون هناك نقص حــــاد في الموارد المائية في العراق مـــع تردي نوعية مياه الفرات بعد استكمال تركيا مشاريعها الاروائية وكذلك قيام سوريا بتطوير مشاريعـــــها الاروائية، لــــذا تقـوم وزارة المــــوارد المائية عـــن طريق المركز الوطني لادارة الموارد المائية  بتحديث الموازنة المائية للعراق وعلى ضوء نتائج دراسة  اعدت لهذا الغرض سيتم وضـــع السياسات الخاصة بأدارة واستثمار الموارد المائية والاراضي بالشكل الامثــل  علـى الصعيد الداخلي للعراق  ,امـــا على الصعيد  الخارجي فأنه يتطلب التحرك الدبلوماسي وبصورة مكثفة مـــــــــع دول الجـوار (تركيا ,ايران و سوريا) لغرض الحصول على حقــوق العراق المائية المكتسبة والتوصل الى اتفاقيات ومعاهدات ثابتــة للوصول الــى قسمة عادلـــة للمياه تضمن تقليــــل الاضرار الناتجة من شحة المياه.

واضاف : ومن اجل المحافظة على كمية ونوعية المياه لابد من تنفيذ عدد من المقترحات وهي : تقليص  الهدر  في المياه ، وذلك من خلال تغيير ثقافة المواطن العراقي  بأتجاه النظر الى مشكلة الجفاف كونها مشكلة حقيقية تؤثر عليه مستقبلا، وكذلك باستخدام الطرق الحديثة في عمليات الري مع التوجه  لاكمال تبطين قنوات الري غير المبطنة حاليا ، وكذلك اكمال مشاريع الاستصلاح المقترحة بما يضمن ازالة الاملاح من التربة وتحسين كفاءة الري بهدف زيادة الغلة ، كما يجب اتخاذ الاجراءات الصارمة باتجاه حماية الانهر والقنوات من مصادر التلوث  وذلك من خلال عدم رمي المخلفات (المياه الثقيلة ومخلفات المعامل والمستشفيات ) في اعمدة الانهر  الرئيسية والجداول مباشرة دون معالجتها ، وعدم تحويل مياه البزل الى مجارى الانهر الرئيسية والعمل على تحويلها الى  المبازل الرئيسية بهدف نقلها الى الخليج، فضلا عن انه ونتيجة العجز الكبير في المياه السطحية ,من الضروري التوجه الـــى استخدام المياه الجوفية المتجددة وغير المتجددة والصالحة لشرب الانسان لتلبية الاحتياجات البشرية كأولوية اولى.ويمكن تحقيق ذلك في جزء كبير من اقليم كردستان والصحراء الغربية وبعض المناطق في شرق العراق، واستخدام المياه الجوفية المتجددة الصالحة للزراعة بشكل تكاملي مع مصادر المياه السطحية المتوفرة في احواض روافد نهر دجلة ، وفي المناطق  الديمية  بأستعمال طرق الري التكميلي وخاصة في المنطقة الشمالية والشمالية الغربية.

أما الباحث الاقتصادي علي حسين فقال : ان من اهم المشاكل التي ادت الى وجود شحَّة المياه بالعراق هو وجود السدود ومستودعات المياه في تركيا وسورية على مجرى نهري دجلة والفرات، مِمَا يقلل من كَمية المياه الدَّاخلة للعراق عبر مَجرى هذَين النَّهرين، فتدنت مناسيبُ المياه في النَهري اللذين ينحدران من البلدين المجاورين بأكثر من 60% على مدى عشرين عامًا الماضية، وان نسبة العَجْز في مياه الأنهار المُشتركة الواصلة إلى العراق من هذه الدُّول ستصل إلى أكثرَ من 33 بليون متر مكعب سنويًّا، بحلول عام 2015، إذا لم تتوصل الأطراف المعنية إلى اقتسامها في شكل عادل.

لأنَّ حاجة العراق الحالية تتجاوز 50 بليون متر مكعب، علمًا أنَّ مساحة الأراضي الصَّالحة للزِّراعة في البلاد لا تتجاوز 10 ملايين دونم، وإنتاجيتها متدنِّية، وتبلغ الواردات المائيَّة الحاليَّة لكلِّ الأنْهار الوافدة إلى العراق أو الجارية فيه إلى 43.92 بليون لتر مُكعب، لكنَّها تُعاني ارتفاعًا في نِسَب الملوحة، بخاصَّة في حوض الفُرات في كلٍّ من تركيا وسورية، وإن طاقة الخزن الكلية في العراق تبلغ 148.91 بليون لتر مكعب، لكنَّها لا تخزِّن أكثر من 77 بليون متر مكعب، وإن طاقة خزن المياه في مِنطقة الأهوار البالغة 20 بليون متر مكعب تأثرت كثيرًا خلال السَّنوات الأربع الماضية، نتيجةَ سَحب كميات كبيرة منها بسبب حالة الجفاف التي شهدها العراق ، وكذلك قيام تركيا بإنجازها لمشاريع وسدود ضخمة على نَهري دجلة والفرات، مثل: مشروع سد الكاب، وسد اليسوا، ومشروع الكاب وحدَه يخزن 100 مليار متر مكعب سنويا، أي : ثلاثة أضعاف ما تخزنه سدود سورية والعراق مجتمعة.

واضاف: لقد كان لتدنِّي مُستوى المياه الدَّاخل للعراق الأثرُ الكبير على مُستوى المياه في العراق وخاصَّة بالنسبة للأراضي الزِّراعية؛ مما انعكس على إنتاجيَّة الأراضي الزِّراعيَّة في العراق إنْ لم تكن قد بلغت إنتاجيَّة البعض منها أقل من خمسين بالمائة؛ حيثُ تدنَّت الإيرادات المائيَّة لنهري دجلة والفرات وروافدهما، وحذر من ان لهذه الحالة انعكاساتٌ خطيرة على البيئة والسُّكَّان والثَّروة الحيوانية؛ مِمَّا سيؤدي إلى أنْ تختفي أنواع كثيرة من الأسماك من شاطئ العرب؛ بسبب زيادة الملوحة النَّاجمة عن انخفاض المياه بهلاك سُلالات كثيرة من الأسماك، التي تقوم بالتَّكاثر في بيئة مُنخفضة الملوحة قبل هجرتها نحو مياه الخليج العربي.

ومن جهته قال الدكتور عبد الحسين الحكيم فقال : يجوز حاليا نحن نتصور ان قد تقف تركيا امام مشروع (الكاب) والموضوع ينتهي ، ولكن باعتقادي على المدى البعيد الطويل قد تفكر ايضا في استغلال مياه اخرى زراعيا او لانتاج الكهرباء، ايران اكثر من 48 رافدا من الروافد التي كانت تدخل العراق اغلقتها، وحولت الى روافد ايرانية وحاليا ان لم يأتينا مطر وروافدنا الداخلية تمتليء بهذه الامطار فهذه المناطق ستعاني مستقبلا معاناة كبيرة وحاليا نحن لدينا مثال محافظة ديالى التي انحسرت فيها الزراعة بشكل كبير لان نهر ديالى لم يأته الموارد المائية الكافية من اجل زراعة سليمة ، فالمياه المتوفرة في ديالى حاليا هي للشرب والبساتين فقط بالدرجة الاولى.

وكلنا نعرف ان السبب الاساسي في كل ما حدث هو عدم وجود اتفاقية تخص المياه بين الدول المتشاطئة كدجلة والفرات ونهر ديالى.

واضاف : الوضع المائي اللان تغير تماما وسيتغير بعد ان يكمل سد تيبان ، والمتوقع للمجموع الكلي للمياه التي ستصلنا في اقصى الحالات لن يتجاوز 45 مليار متر مكعب ومن الممكن في السنوات الجافة ان ينخفض الى 28 مليار مكعب  او اقل ، وهذه مشكلة كبيرة ليست زراعيا فقط ، كذلك علي ان اشير الى تردي نوعية المياه فعندنا مياه ملوحتها في ارتفاع وطبعا مرورة العراق ستكون اضعاف مضاعفة.

وتابع : ماذا يجب ان نعمل مستقبلا ، المفروض ان نقف وقفة واحدة ، الدولة ككل لان هذا مصير العراق وحياته هو مصير الماء ، وان نعطي الاولوية لهذا الموضوع في علاقتنا مع هذه الدول ، وفي علاقاتنا الدولية ، في اساليب استخدام المياه ، نحن يجب ان نتعلم من الاردن ، فهو لديه اقل من مليار لتر مكعب ويورد من منتجاته الزراعية ، المفروض ان نعتبر الماء مادة ثمينة ، وسوف يأتي اليوم الذي سيكون كأس الماء غاليا.

واختتم حديثه بالقول: يجب ان ننظر الى كل الاتفاقيات التي نعقدها كدولة المفروض ان نعتبر الماء جزء اساسيا من اي اتفاقية سواء كانت تجارية او صناعية او عسكرية وغير ذلك ، ولكن للاسف مثلا ان الكثير من وفودنا تذهب للتفاوض مع تركيا وسورية وايران وتنسى جانب الماء ، وان حدث اهتمام معين في المدة الأخيرة.

اما الدكتور متعب مناف فقال : اولا يجب ان نبدل ثقافتنا فتنتقل هذه الثقافة من الثقافة الرطبة الى الثقافة الجافة اليابسة ، فهل نستطيع ان نقوم بهذا العمل فعلا ؟ وهل نستطيع ان نخلق وعيا بالشحة ووعيا بالندرة ، فالعراق لديه دائما بركة وخير ، والعراق بلد تجري من تحته الانهار ، ولكن الان ليست هنالك انهار ، يقال ان نهر الفرات اصبح قناة ، وانا كنت في سورية وكنت اقرأ عن (بردى): (بردى المدل بعزه) واذا بردى مجرد مجرى ثانوي ، الفرد العراقي يجب ان يدرك الواقع ويعيش فيه ، الفرات قناة فعلا ، وان نسبة  الملوحة 1250 في حصيبة ، وهي في المدخل ، فكيف تكون في الوسط وفي الجنوب ، من هذا استنتج ان مسألة التصحر يجب ان نستوعبها ثقافيا ، اي اننا يجب ان نوطن انفسنا ان المستقبل جاف ان لم يكن مستقبل لامياه فيه.

واضاف : العراق جنة تجري من تحتها الانهار ، ومن الممكن ان اذهب الى القرآن الكريم والى سورة (محمد) التي فيها ان الجنة فيها انهار من ماء غير اسن ، ومن لبن لم يتغير طعمه ، ومن خمر لذة للشاربين ، ومن عسل مصفى ، اذن الماء الاسن سيقضي على اللبن والخمر والعسل والمسألة سوف تنتقل من مسألة (جناتية) الى مسألة (جهنمية) ، وعلينا اذن ان نعي ان لدينا الان سنتين : سنة رطبة وسنة جافة.

وتابع : الغلط الذي عملناه هو اننا حصرنا الماء في وسط العراق بين سدة الكوت وسدة الهاشمية، في سبيل توطين القبائل الرحل، وهذا ادى الى ان ملوحة الخليج تزداد عندنا ـ،فبالجزر تصل الى منطقة المعقل ويمكن ان يتجاوزها وتدخل الى البصرة ، هذا قديما ، كيف اذن في الوقت الحاضر والسدود التي تبنى مع المشاكل وخصوصا السدود التركية ، وتركيا تقول ان نهري دجلة والفرات نهران داخليان ، والقانون الدولي لا يطالهما ، اذن ما يصل من ماء حلو الى الخليج في سبيل تقليل الملوحة او ابقاء الوضع الحياتي للمخلوقات المائية.

وفي الاخير قال : مشكلتنا اليوم هي ان عندنا ماء قليل ونفط كثير ، في تقديرات هذه السنة ان انتاج النفط سيرتفع يوميا الى 3 مليون برميل، إذن يجب اللعب على مسألة قلة الماء وكثرة النفط وان نعمل على فرضية جديدة ، مشكلة النفط انه سائل لايشرب ، فأذن كيف نستطيع ان نشرب النفط حتى نتخلص من المشكلة ، الجواب نستطيع ذلك ان نستفيد منه ، وعلينا ان نرتب اوضاعنا من اجل ذلك ، وليست المسألة صعبة.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced