55 % منهم انتقلوا من الريف إلى المدينة

تناولت منظمة الهجرة الدولية IOM جانب تأثير عوامل التغير المناخي في 12 محافظة عراقية في وسط وجنوبي البلد على خيار الهجرة بالنسبة لعوائل متضررة للبحث عن فرص تحسين المعيشة وإيجاد مصدر دخل، مشيرة الى انه اعتبارا من آذار 2024 تم تسجيل نزوح 23 ألف و364 عائلة وان 55% منهم انتقلوا من مناطق ريفية الى مناطق مدنية.

ويشير التقرير الى ان تبعات التغير المناخي وتدهور الوضع البيئي لمناطق كثيرة في البلد هي شاخصة للعيان أصلا متمثلة بارتفاع درجات الحرارة وتغير مواسم سقوط الامطار مع معدلات جفاف عالية أدت الى تأثير على كمية المياه ونوعيتها واحتمالية حدوث مشاكل بيئية مثل عواصف ترابية ورملية وفيضانات.

نتيجة للجفاف وندرة المياه وسوء نوعيتها في وسط وجنوبي العراق، فان عوائل تبذل جهدا من اجل الحفاظ على بقاء مصادر معيشتها المتعلقة بالبيئة مثل الزراعة وتربية المواشي وصيد الأسماك. وفي الوقت الذي تكون هناك بعض العوائل قادرة على التأقلم في المكان ، فان صيغ متعددة من الهجرة بضمنها تنقلات موسمية او مؤقتة او انتقال احد افراد العائلة لمكان آخر انما تمثل إجراءات رئيسية يتم اتباعها.

وتذكر المنظمة ان تدهور الأوضاع البيئية في مناطق ريفية حفزت حركة عوائل بأكملها سعيا للهروب من مصاعب مالية وديون ، مشيرة الى ان مؤشر حركة النزوح سجل في آذار عام 2024 هجرة 23,364 الف عائلة ( بقرابة 140 ألف و184 شخص) وذلك عبر 12 محافظة في البلد. اغلب العوائل وتبلغ نسبتهم 81% انتقلوا الى مناطق أخرى ضمنهم محافظاتهم، وان 55% منهم انتقلوا من مناطق ريفية الى مناطق مدنية. وان نسبة اقل منهم تقدر بحدود 19% انتقلوا الى محافظات أخرى مثل النجف وكربلاء.

ويشير تقرير المنظمة الدولية الى ان اكثر محافظات العراق تضررا بتبعات التغير المناخي هي في وسط وجنوبي البلد وبالأخص المناطق الريفية في محافظات كربلاء وميسان والمثنى والنجف وصلاح الدين وذي قار ونينوى وواسط والبصرة.

ويذكر التقرير ان قرابة ثلثي المهاجرين هم من الرجال وان 70% منهم تتراوح أعمارهم بين 18 و 34 عام وان خمسهم نساء 19% منهم بأعمار ما بين 18 الى 34 عام . بخصوص جانب الأيدي العاملة منهم فان 34% منهم يعملون في أجور عمل يومي ، وان ثلاثة من بين كل عشرة حاصل على عمل والبقية في حالة بحث عن عمل.

ومن بين 149 منطقة في المحافظات الاثني عشرة فان 38% منها مصنفة على انها مناطق متضررة من الناحية المناخية وتتمركز في محافظات كربلاء وميسان والمثنى والنجف وصلاح الدين وذي قار ، مناطق في محافظات أخرى حظيت بنسبة تضرر اكثر من تبعات التغير المناخي بضمنها ديالى والبصرة ونينوى وواسط.

ويشير التقرير الى ان التغير المناخي والتدهور البيئي تنكشف تبعاته إزاء تحديات مزمنة يواجهها البلد على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني والتي تنعكس في أسباب متعددة تدفع بعوائل واشخاص التفكير في النزوح او الهجرة من البلد بحثا عن ظروف معيشية افضل او الحصول على فرصة عمل او فرصة تعليم. وان محافظات في وسط وجنوبي العراق تخللتها مناطق هي الاكثر تضررا من تبعات التغير المناخي.

ويذكر تقرير المنظمة الدولية ان كثيرا من العوائل الريفية الذين تركوا مناطقهم بسبب عوامل بيئية انتقلوا الى مراكز مدنية ليعيشوا في مناطق نزوح غير رسمية مثل مناطق زراعي ة سابقة في ضواحي المدينة او في مناطق وابنية متروكة تكون فيها الخدمات معدومة وظروف المعيشة فيها صعبة، مشيرة الى ان عوائل نازحة تواجه في البصرة مشاكل الحصول على تجهيزات ماء وكهرباء. وان 43% من العوائل الريفية النازحة تعيش في بيوت بدائية و 11% منهم يعيشون في مناطق نزوح متدنية.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، الفاو، قد كشفت خلال استطلاع أجرته في نيسان الماضي شمل 1 ألف و 448 عائلة فلاحية في مناطق مختلفة من محافظات العراق للاطلاع على جانب توفر الامن الغذائي والمصدر المعيشي ان 84% منها عبرت عن حاجتها لمساعدة وتوفير بنى تحتية يساعدهم على الإنتاج الزراعي وتحسين وضعهم المعيشي.

وأشارت المنظمة الى ان الجانب الأكثر صعوبة الذي تواجهها العوائل الفلاحية وخصوصا من المناطق الجنوبية هو عدم توفر كميات كافية من المياه للري وادى ذلك الى قلة المحاصيل الزراعية وتراجع معدلات مصادر الدخل لهم مما يدفعهم الى التفكير بالهجرة والانتقال الى مناطق أخرى يجدون فيها فرصة عمل ومصدر دخل لهم.

عن موقع ريليف ويب الدولي