أفاد شهود عيان من داخل قضاء غماس بمحافظة الديوانية، باستمرار المحتجين بالاعتصام، فيما لا يزال الطريق الذي يربط القضاء بالمحافظات الأخرى ومركز الديوانية مقطوعا.

وقال علي عبد الرضا من أهالي غماس لشبكة رووداو الإعلامية، السبت (13 تموز 2024)، إن "المحتجين لا يزالون معتصمين قرب القائممقامية وسط القضاء، من جهة، وعلى طريق النجف - ديوانية".

ويرفض المحتجون العودة إلى منازلهم رفضا قاطعا من دون تحقيق مطالبهم، مؤكدين أن "القضاء يعاني من وضع مأساوي لا يحتمل المحاباة والوعود الكاذبة"، بحسب عبد الرضا.

وأكد حسن المياحي بدوره، وهو أيضا شاهد عيان على ما يحدث في المدينة، أن الأهالي يرفضون الانسحاب من الشارع ما لم يتم إيجاد حل جذري لمشاكلهم"، مبينا أنهم يطالبون "بتحسين واقع الكهرباء وزيادة الإطلاقات المائية، والنظر بالواقع الصحي في المحافظة".

وبين في حديثه لرووداو، أن "المدينة تضم 130 ألف نسمة، فيما لا تتوفر فيها مستشفى تستوعب متطلباتهم كما أن المستشفى الحالية متهالكة"، لافتا إلى أن "المتظاهرين لا يزالون يغلقون الطريق الرئيسي في القضاء ما يجله الحركة فيه مقطوعة بالكامل".

وتابع المياحي، أن "طريق القضاء الرئيسي بما يعرف النجف - الديوانية هو الذي يربط قضاء غماس بالمحافظات الأخرى، بالتالي أن عملية قطعه تعني قطع الحركة في القضاء بالكامل".

ولفت، إلى أن "الشرطة اعتقلت 24 شخصا خلال محاول فض التظاهرات، وتم إطلاق سراحهم بتدخل من قبل الوجهاء"، وهذا ما أكده مراسل رووداو في الديوانية زياد إٍسماعيل، بأنه "تم إطلاق سراح المعتقلين".

بدوره، أشار عبد الرضا، إلى "تعرض 4 أشخاص إلى إصابات بسبب استخدام القوات الأمنية للعنف خلال فض التظاهرات".

ولم يتسنى لشبكة رووداو التأكد من دقة الأرقام، ذلك لعدم استجابة كل من مديريتي الشرطة والصحة في محافظة الديوانية، لاتصالاتها.

ومنذ مساء الجمعة، انطلقت تظاهرات من قبل أهالي قضاء غماس احتجاجا على سوء الخدمات، ونقص ساعات تجهيز الكهرباء.

و السبت، تجمع المئات من الأهالي قرب دائرة القائممقامية وسط القضاء، كما أغلقوا طريق القضاء الرئيسي الرابط بين محافظتي النجف - الديوانية بالإطارات المشتعلة.

وواجهت القوات الأمنية المحتجين بالرصاص الحي، وقنابل الغاز والدخان، واعتقال عددا من الشباب، في محاولة لتفريقهم، وفقا لمحتجين تحدثوا لرووداو.

وأظهرت مقاطع فيديو وصور انتشرت على نطاق واسع، تعرض عدد من المتظاهرين إلى الاختناق بالغاز المسيل للدموع، في وقت دعا فيه المحتجون -الذين يعتمد جزءا كبيرا منهم على الزراعة- شيوخ العشائر والمواكب الحسينية إلى دعمهم ومساندة مطالبهم.

وبينما يحتج الأهالي بسبب تردي الكهرباء ونقص الخدمات، قال عضو مجلس محافظة الديوانية طارق البرقعاوي لرووداو، اليوم السبت، إن "الديوانية تحتاج إلى 1450 ميكاواط من الكهرباء، لكن ما تحصل عليه حاليا من بغداد دون الـ500 ميكاواط، مما تسبب بانهيار تام في المنظومة الوطنية".

وأشار، إلى أنه سبق وقامت الإدارة المحلية بدورها بشأن إيجاد حل لهذا الملف، "والتقينا بوزير الكهرباء ووعدنا بزيادة حصة الديوانية إلى 850-900 ميكاواط، أي تكون ساعات تجهيز المواطنين بالكهرباء بحدود 16 ساعة مقابل 8 ساعات إطفاء، لكنه لم يتم تطبق أي من ذلك".

وكانت حصة كهرباء الديوانية الواصلة من قبل الشبكة الوطنية سابقا 750 ميكاواط، وبعد أن طالب أعضاء مجلس المحافظة الجهات المسؤولة في بغداد بزيادتها، انعكس الأمر وتراجع تجهيز الكهرباء إلى ساعة تشغيل واحدة مقابل 4 ساعات إطفاء، وفق عضو مجلس المحافظة.