نساء يحاربن العنوسة بالطقوس والسحر
نشر بواسطة: Adminstrator
الجمعة 06-01-2012
 
   
تأخر زواج الفتاة ، وشبح العنوسة أكثر ما يقلق العوائل التي  تعاني نسائها من انعدام حظوظ الحصول على عريس ، مما يدفع البعض منهن الى اللجوء لممارسة تقاليد شعبية ودينية من شانها حسب اعتقادهن ان تسهل الحصول على شريك الحياة.
تقول م . ن: سرت منذ الصباح الباكر وبمعدة خاوية إلى مرقد الإمام موسى الكاظم، طلبا لحلّ مشكلتي التي تعقدت بسبب تجاوزي سن الثلاثين دون ان يطرق بابي عريس.
م.ن  واحدة من مئات الفتيات اللواتي يتوجهن إلى مرقد الإمام الكاظم سابع الائمة عند الشيعة الاثني عشرية، أملا بتحقيق حلمهن بالزواج بعد سبع زيارات، لما تعارف عليه عند النساء بـزيارة "السبع سبوتة".
تتلخص الطريقة التي تطبقها النساء في بغداد خصوصا منذ عشرات السنين ، بـالتوجه الى مرقد الامام الكاظم في وقت مبكر، كما تقول نضال، ويفضل ان تكون الفتاة "حافية وجائعة، لأداء مراسم الزيارة"، التي تستمر لسبعة أيام سبت متتالية ولا يشترط أن تكون حافيا إلا للحالات الحرجة.
وعلى الفتاة في الزيارة السابعة والأخيرة، أن "تقدم نذرا يناسب إمكاناتها، كالصيام أو توزيع الطعام على الفقراء".
ويختلف عمر العزوبية أو "العنوسة" كما تسميها نضال من منطقة إلى أخرى في العراق، فتتزوج الفتيات بعمر 14 و16 في المناطق الريفية أو المحافظة دينيا، فيما تتزوج أخريات في منتصف العشرين من عمرهن في الأوساط المدينية والمتعلمة. لكن العوائل "تبدأ بالقلق ما أن تتخطى المرأة عمر الخامسة والعشرين دون أن تحظى بزوج".
وتتعدد الأساليب والطرق التي تتبعها العازبات، وتتفنن فيها أمهاتهن طلبا للزواج. ومع بلوغ عدد النساء بالمجتمع العراقي لـ60% بموجب إحصاءات تقديرية غير رسمية، تصبح المنافسة حادة، والنذور بدأت ترتفع.
بعض تلك النذور، كما تقول الخطّابة ومسهّلة أمور "القسمة والنصيب" أم سجاد، لا تضطر فيها الفتاة للخروج من البيت، مثل قراءة سورة ياسين أكثر من مرة لأربعين صلاة فجر متتالية، أو قراءة سور قرآنية على 12 تمرة لكل عام من عمر الفتاة وتوزيعها على الفقراء، وهو أمر علقت عليه إحدى الفتيات المتجمعات عندها بالقول أنها ستزرع في بيتها نخلة.
وهناك طرق أخرى "تتطلب نوعا من السحر" وهو ما ترفضه أم سجاد، لأنها تفضل "الطرق الربانية".
أم حامد تعودت أن تعطي لفتيات منطقتها الشعبية ، تعليمات للقضاء على معرقلات النصيب إن وجدت، والتي تتركز بحالات ثلاث وهي "العقدة" التي تعتبر الأسهل من "الجبسة" و"التابعة".
وتشرح أم حامد  أن "العقدة هي عمل غير متعمد يقوم به أحد أنواع الجن، والتابعة نوع من الجن يتبع المرأة بشكل متعمد فيمنع زواجها وإن تزوجت يمنع إنجابها، أما الجبسة، فهي أن يتم عمل سحر للشخص من قبل شخص آخر يريد له السوء لمنعه من الزواج".
وفيما تؤكد ام حامد على أن "السبع سبوتة" مجربة وحاسمة للعزوبية، تقول إحدى الحاضرات في مجلسها إنها جربتها 65 مرة دون فائدة، لتعلق الأولى بالتذمر من قلة إيمان العازبة، التي بدورها اكتفت بهز يدها دون أن تعلق.  واعتبرت اغلب النساء اللواتي التقيتهن أن "عرس القاسم"، وهو مناسبة لا تتكرر إلا مرة واحدة في السنة، "الحل الحاسم للقضاء على العزوبية".
فقبل أقل من عام كانت الأختان سبأ ونبأ في طابور الآنسات، وما أن بدأ قلب والدتهن بالخفقان خوفا على مستقبل بناتها، حتى سارعت باستشارة القريبات لينصحنها باللجوء إلى المناسبة القريبة للحصول على نذر القاسم.
والقاسم هو ابن الحسن ثاني الأئمة المعصومين عند الشيعة الاثني عشرية، والذي تتحدث الروايات عن عقد قرانه على ابنة عمه الحسين في اليوم التاسع من محرم، قبل مأساة كربلاء التي قتل فيها الحسين حفيد رسول المسلمين (ص) بيوم واحد.
طقوس ذلك اليوم تبدأ عصرا عندما تدور القارئة أو "الملاية" في البيوت، ويتم تحديد الفتيات الراغبات بالزواج أو المتأخرات عنه، كما تقول القارئة أم حسن.
في ذلك اليوم يتم تحضير صينية توضع فيها الشموع والبخور وقطع الحلوى والحناء، ثم توضع طرحة بيضاء على رأس الفتاة، وتبدأ القراءة بما تقتضيه المناسبة من فرح يليه حزن وبكاء، ثم يتم ختم اليوم بالقراءة والأدعية بوضع اليد على رأس الفتاة المستهدفة، ثم وضع الحناء في يدها.
وتعتقد الأختان س و ا . أنهما تزوجتا قبل اشهر معدودة، بسب لجوءهما إلى جارتهما التي قرأت عليهما في عرس القاسم.
أما ص، التي تسكن إحدى المناطق الشعبية وسط بغداد، فأخذت بتوجيهات إحدى صديقاتها التي زوجت ابنتها بعد طقوس مرقد عبد القادر الكيلاني، وقررت أن توقف زحف شبح العزوبية عن ابنتها ذات الـ25 عاما.
تقول أم عبير أنها لم تكن تؤمن بالطقوس التي تساعد على تزويج الفتيات، لكنها اضطرت بعد مراقبتها لكل صديقات ابنتها وهن يتزوجن فيما بقيت ابنتها تغرد خارج السرب.
توجب الطقوس البدء بالتحضيرات في أي يوم خميس، وذلك بشراء قفل صغير وإغلاقه بطرف شال البنت، على أن يبيت تحت وسادتها تلك الليلة.
في اليوم التالي وقبل صلاة الجمعة تتوجه البنت أو أمها، إلى مرقد الكيلاني، وتأخذ قطعا من الحلوى في يد، والقفل المغلق على الشال باليد الأخرى.
بعد أن تؤدي مراسيم الزيارة، تجلس المرأة بالمرقد وتستهدف أي طفل صغير، تنادي عليه وتقول له إنه إذا فتح القفل يحصل على الحلوى من اليد الأخرى.
أم حامد التي تروي مغامرتها الصغيرة حيث قالت إنها كانت متحيرة كيف تقوم بالطقس، خوفا من "الفهم الخاطئ" من العوائل المتواجدة بالمرقد.
وبينما كانت تبحث عن طفل مناسب، كما تروي، "ركض إلي أحد الأطفال الذين كانوا برفقة أمهاتهم، سائلا إذا ما كنت أريده أن يفتح لي القفل، وسط ذهولي التام، وعندما قلت نعم، مد يده ناحية القفل وفتحه وقال لي: احذري أن يغلق وإلا فان ابنتك لن تتزوج أبدا".
قالت المرأة إن الطفل فتح القفل بنفس الطريقة التي أشارت بها صديقتها. في تلك اللحظة تجمع الأطفال وكل واحد يصيح "أنا افتح القفل.. أنا أفتح القفل"، سعيا للحصول على الحلوى. عندها ضحكت إحدى الزائرات وقال لها "لا تستغربي كل أطفال المنطقة يأتون هنا سعيا وراء حلوى العازبات".
بغداد – المدى

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced