البصرة تسجل سابقة بأول قائمة نسوية في الانتخابات.. والصدر يطعم لائحته بالصابئة
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 11-03-2013
 
   
المدى - بغداد/ وائل نعمة

يواجه المرشحون لانتخابات الحكومة المحلية في محافظة البصرة، تحديات غير اعتيادية، بسعة وخطورة المدينة وإطلالتها الإستراتيجية على شط العرب والخليج، وتعتبر زيادة ملوحة الماء الذي تشربه البصرة بعد انخفاض مناسيب دجلة والفرات منذ 4 اعوام، اكبر ما يطالب الاهالي بإصلاحه، فمركز الصناعة النفطية والتجارة البحرية تظل الميناء الوحيد في العالم الذي لا يمتلك محطة تحلية للمياه المالحة، حسب تعبير اهل البصرة.

ويمتلك المسيحيون في مجلس المحافظة الحالي مقعدا واحدا، كما ان للحزب الاسلامي مقعداً، وللمجلس الاعلى وحلفائه 5، ولكل من تيار الاحرار والوفاق الوطني مقعدان، بينما حظي المالكي بنحو 20 مقعدا، الى جانب مقعدين لحزب الفضيلة.

ولا تختلف البصرة عن باقي المحافظات في خلو القوائم المرشحة لدخول انتخابات مجلس المحافظة الجديد، من اشارة الى برنامجها الانتخابي، فيما يقول اهالي المدينة ان كل المرشحين ينفقون ملايين الدنانير على حملاتهم الانتخابية، بينما يتمنى رجلان مسنان اثناء جلوسهما عند مقهى في العشار، لو ان هذه الاموال تتحول لصالح بناء مستشفى او محطة لتحلية المياه.

والبصرة تعد عاصمة العراق الاقتصادية وميناءه الوحيد المطل على البحر، وبعدد سكان يفوق الثلاث ملايين نسمة وتركيبة دينية متنوعة رغم غالبيتها الشيعية، الى جانب حدود دولية مع كل من السعودية والكويت وإيران، يشتكي سكانها من سوء الاوضاع الخدمية، ويقول المراقبون ان الكثير من الاهالي هناك يرفض الذهاب الى صناديق الاقتراع في الانتخابات القادمة بعد فشل مجلس المحافظة في تخطي مشاكل المدنية، خاصة وان الحكومة المحلية اضطرت لاعادة نحو 700 مليون دولار من مخصصاتها الى خزائن العاصمة بعد ان فشلت في اقناع بغداد بإنفاقها في مشاريع مجدية.

انتخابيا يتنافس 25 كيانا سياسيا و356 مرشحاً هناك، على 35 مقعدا مخصصة للمحافظة، وتضم بعض القوائم الكبيرة اكثر من 68 مرشحا فيما ضمت قوائم اخرى أعدادا اقل، وابرز القوى المتنافسة: ائتلاف دولة القانون وكتلة الأحرار والمواطن فضلا عن تحالف العراقية الموحد، بالإضافة عن لوائح أخرى مثل ائتلاف البصرة المستقل وتحالف البصرة المدني، وحركة إرادة العراق.

وفي سابقة على مستوى البلاد تخوض المستشارة القانونية سناء الأسدي، الاقتراع المقبل بقائمة مكونة من النساء فقط، وتطمح الى اقناع النساء المناصرات للحركة النسوية بالتصويت لصالح مرشحاتها.

ويؤكد مراقبون للشأن السياسي في المدينة ان اللوحات الترويجية لمرشحي الانتخابات في البصرة نظامية وملتزمة بإرشادات المفوضية المستقلة للانتخابات ولا توجد "ملصقات" وانما اقتصرت على "الفلكسات الكبيرة" التي يصل البعض منها الى اكثر من 12 مترا مربعا.

ولكن الاهالي يبدون استغرابهم من المبالغة بإعداد اللوحات الدعائية ويطالبون بتحويلها الى مشاريع خدمية بدل اتلافها بعد انتهاء الانتخابات، في المقابل اكتفى بعض المرشحين بـ"الكارتات" الشخصية ودعم العشائر، في حين قام بعض المرشحين بتنظيم "ولائم" برعاية العشائر للتعريف خلالها بقائمته التي يمثلها، والاغرب ان احد المرشحين من التيارات غير الاسلامية استثمر مناسبة عيد الحب لاقامة حفلة دعائية بشكل غير مباشر قبل موعد انطلاق الحملات الإعلانية للمرشحين.

في غضون ذلك "يقاتل" ائتلاف رئيس الحكومة نوري المالكي من اجل الحفاظ على مكسبه الكبير، بعد نجاحه في اعقاب عمليات صولة الفرسان الامنية التي أدت لاستتباب ملحوظ في البصرة، بالحصول على اغلبية كاسحة في الاقتراع السابق الذي جرى عام 2009.

ولكن دولة القانون يعاني هذه المرة من فشل كبير في الأداء السياسي والخدمي قد يعرضه لخسارة رهيبة، وهو الذي خسر محافظه الاول شلتاغ عبود بعد تظاهرات احتجاجية كبيرة عام 2010 وعرفت بانتفاضة الكهرباء، واحتجاجات اخرى عام 2011 تزامناً مع الربيع العربي.

في هذه الاثناء فإن الانتخابات في البصرة المعقدة سياسيا وطائفيا واجتماعيا، شجعت التيار الصدري على اعادة اختبار شعبيته بعد ان مني بخسارة كبيرة في الانتخابات الماضية بسبب تطرف أتباعه وتدخلهم في ملف الحريات في هذا المرفأ البحري المعروف بانفتاحه، وقرر الصدريون خوض الانتخابات منفردين وقاموا بتطعيم قائمتهم بمرشحين صابئة من اهل البصرة وشخصيات بعيدة عن التطرف اتساقا مع إعلان التيار انه دخل مرحلة جديدة من العمل السياسي البعيد عن العنف.

وتشهد خارطة التحالفات الانتخابية في المدينة تغيرا ملحوظا، فقوائم التيار الصدري والمجلس الاعلى الاسلامي لم يدخلا تحت خيمة التحالف الوطني، وتخوض قائمة اياد علاوي انتخاباتها بشكل منفرد عن القائمة العراقية.

وقررت قائمة دولة القانون التي يتزعمها رئيس الحكومة نوري المالكي وهي صاحبة العشرين مقعدا في الانتخابات السابقة، ان تتحالف في الانتخابات المحلية مع 25 كيانا، من ضمنهم حزب الفضيلة وحزب الدعوة تنظيم العراق، والجهاد والبناء والتي تضم حزب الله وبعض الكيانات الاخرى بزعامة بزعامة حسن الساري وداغر الموسوي، فيما فضلّت منظمة بدر المرتبطة تاريخيا بالمجلس الاعلى الاسلامي التحالف مع دولة القانون.

وقرر المجلس الإسلامي الأعلى بزعامة عمار الحكيم دخول انتخابات مجالس المحافظات في البصرة بشكل منفرد ولم تتحالف مع اي مكون، فيما ضم التيار الصدري مجموعة من الشخصيات من المكونات الدينية الأخرى من الصابئة ولكنه سيخوض الانتخابات ايضا بمعزل عن التحالف الوطني. وهناك ثلاث قوائم منفصلة تمثل المسيحيين.

من جهتها تستعد القوى المدنية والتيارات العلمانية في المدينة لخوض واحدة من "اكثر حملاتها الانتخابية تفاؤلا"، مراهنة على 10 اعوام من فشل الاحزاب الدينية في تحسين حال الناس، ما قد يدفع شرائح واسعة في البصرة الى تجربة الاحزاب المدنية.

ويتفاءل العلمانيون بحظوظهم في الاقتراع المقبل تحت قائمة "تحالف البصرة المدني" وهي ضمن التيار الديمقراطي ويضم الحزب الشيوعي وحركة العدالة والتنمية ومجموعة من القوى والشخصيات المدنية.

وتشير الأجواء الى ان تحالف البصرة المدني يعول عليه الكثير من اهالي البصرة في "كسر الاحتكار الديني لمجلس المحافظة"، على رغم صعوبة التكهن بخيارات اهالي البصرة، وتسجّل قراءات الناخب البصري بشكل خاص والناخب العراقي بشكل عام حول ادائه الانتخابي ان الاحزاب الاسلامية الحاكمة محظوظة بالناخب العراقي الذي انتقد هذه الاحزاب خلال العمليات الانتخابية السابقة لكنه في النهاية يعود لانتخابهم.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced