الثلج ، موسم الأنسجة الدافئة
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 04-01-2010
 
   
وئام ملا سلمان
كي تبدأ العام بعيش لذيذ
أبعد جديد العمر من نحسه
وأفرغ قديم الأمس في أمسه
واملأ كؤوساً من عتيق النبيذ

*

من ألفِ ليلةِ عشق إلى ألف باء الوفاء
لحروف المدينة سرُ
ولنكهتها في الفم سحرُ ،
وطعم لسكرتها
لن يكون إلا بها
بغداد ما اكترثت لعصيف الرياح
وهي مافتئت واقفة،
تسخر من جبروت الجراح
تغازلها الشمس عند الصباح
ودجلة تطبع قبلتها على الشفة النازفة
بغداد أم رءوم و قلب رحوم
بغداد أمي
أنا مثلها وهي مثلي
ما لبست ثوب ذل
وما انكسرت رغم عتو الطغاة
و عبور الغزاة
بغداد وثابة وتحب الحياة
بغداد يا قامة من ما حنيت ظهرها
بغداد يا أملي ويا غاية المشتهى
عوسجة ببغداد توازي لدي جميع الجِنان وصولا إلى سدرة المنتهى

**

قد ينتهي وقتنا
بل سينتهي من دون قد
ولكنه يتجدد مع آخرين
لسنا نهاية العالم
ولسنا بدايته
والحياة تقلم اظافرها دائما
كي تبدوا أناملها أكثر سحرا
كيف نتصور أننا قلاماتها!!
مصانع الساعات تعمل نماذج أجمل
طالما هناك وقت يمضي وزبائن مهووسة بالشراء
صار لزاماً أن نقبض على اللحظة التي نعيش
وأول العيش رقص
حتى مع الخوف ، أرقصُ
أمام أعينهم او بعيداً عنها
أخلع ساعتي من يدي
وأترك عقربيها في مطاردة داخل حدودها
غير مكترثة للزمن
الحمقى لا يعرفون ما للرقص من خواص
والمؤمنون مخافة الله ، يحرمونه
لا يدركون نشوته
الرقص معك ، أنت
أيها الناصع البياض
افتقدتك ، ولكنك جئت
أشكرك أيها الثلج المهذب
يا لون قلوبنا قبل مخاضها
تحفّوا أيها السائرين على دروبه
وقد دنست الكراهية أرواحكم
لا تدنسوا هذا النقاء بأوساخ أحذيتكم
كي يبقى صديقي الثلج ، الأوحد في صفاء السريرة .

***

لماذا يراد بها أن تُدلـّس
هي إمرأة واضحة
إمرأة لا تحب الخفاء
ومن يرغم الزهر أن يكتم الرائحة ؟
هي إمرأة لا تريد جناحاً من الذل كيما تحلق صوب الأعالي
وهل حملت نسمة إجنحة
هي إمرأة تزهو بخطوتها حين تمشي
ما اكترثت لسيل من الفكر الكابحة
هي إمرأه لا تروم الشفاعات من سيدٍ
وإن كان من موكب الأنبياء، ولن تقصد الأضرحة

****

الموت
يفتح أبواب قصره المنيف
ويشعل الحرس فوانيس أسوار المقبرة
الرجل ، يركن منشاره جانبا
قد إنتهى من نحت التوابيت
السماء منجّد لم يبرح قوسه
والثلج يتطاير ويهبط بصمت ليغطي مفاتن الارض
ويلامس خدها الصابر على الأذى
نسيجٌ أبيضٌ ، لمن سيكون؟
السيدة من شباك الحافلة تنظر.....
تفصّل بافكارها أكفاناً لأشجار المدينة
للشجرة والمرأة نهاية مدورة
تجمعهن وشيجة السر
شجرة في كنف فأس طوعت كمدَها إلى رضاً أبله
شجرة عانس ، ما أنصفتها الريح ولو بحبٍ عابر
شجرة تحررت بعد فوات الزمن
شجرة أرملة
شجرة ساذجة، تنتظر نصيبها مؤمنة بالصبر
شجرة تهرب من شيخوختها أمام مطاردة الزمن
إلتقيها وأرافقها الفكرة
وحينما يتجمد وجه البحيرة
تجلس السيدة عند حافتها
كمن يجلس على تخوم عمره
نغني بفرح ، أنا والشجرة العجوز
ونتوسل بالثلج أن لا ينهي إقامته ،
كي لا نرى تقاسيم وجهينا بالمرآة ثانية.

*****

مغمضة ،
أتلمس تقاطيع وجهه ،
أصابعي تشعر بدفء روحه
وتتكهن ألوانه
هكذا هو الحب
صدى روح يرن من عمق قامة
رائحة كلمة تلبس أردية وردة مسافرة
تخلع عن كتفيها أوراقها بالتتابع
وأغنية انتظار في فم كفيف
يبصر ضالته على سلالم المحطة بعيني الهيام
هو عندي ، لن يأخذه مني أحد
على كرسيه لم يزل جالساً
سيدخن آخر سيكارة وينهض قاطعا تأمله
سقطت الأوراق على جثة الخريف ، والأغصان لم تمت
أي درب يوصلني والدالة ضاعت ؟
لا من رمل لأقتفي وقع خطواته!
لا نجوم لأحدد مساراتها
ولا نهر أتبع ضفافه
التلال غرقى بالثلج
وأنا مقيمة في صندوق
ينتظر ، متى يبلغ مدارك إقامته .

******

إرمِ التقويم
لن تترك الأيام خلفها غير بصمات الدم
في بغداد موت
وفي الغربة أغنية لا تنتهي
(أنا في إحتضار دائم لا أدري كيف الموت يأتي بغتة للآخرين؟!)
قال : إنسَ الأمس
ولا تثقل الجدار بأوراق تحمل الزمن على وجهها
التقويم فوهة تؤدي بك إلى منجم أحزان
مروراً بدهاليز الذكريات
عارية الجدران
لا تحضرها أرواح الميتين والراحلين بحثاً عن صورهم
رأسي معرض السنة القادمة
ألصق عليه صوراً لم تُرسم بعد
واقدم لزائريه أقداح الـعزاء

*******

في المقهى باغتني
كان على رأسي
وأنا استطلع مسحة وجه الرب العلوي
ورشفة شاي ملء فمي
مستغرقة
أبصر لون سماء غطتني بالثلج
صرختُ،
لا تطلق سهمك صوبي
كيوبيد ، تنح َبقوسك عني
أنا بنت القوس ،
إبنتك المجبولة من صلصال يتفتت لو غادر قلب النار
مذ لفظتني فاطمة للنور بساقين كسيحين
وأبي الأرضي ،
في شهوة شيخ يقرع باب السبعين
ألقاني ثم مضى،
وأنا أبحث عنه واسحب احمال الخمسين
وما بعد الخمسين من العمر

********

لكي أقتل الوقت
وأدفن ساعاتهِ
أمارس طقس التسكع بين المقابر
أو في طرقات المدينة
لوحدي ، أغني
أردد شعر المعري
فأسير الهوينا
أحكي وأبكي
وأنسى وصايا المعري ، أركض حينا
أسمع صوتاً عميقاً ينادي
رويدك
أوجعتني يا وئام .

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced