1904-1973
ريكاردو أليسير نيفتالي رييس باسولاتو المعروف ببابلو نيرودا، شاعر تشيلي الجنسية، ويعتبر من أشهر الشعراء وأكثرهم تأثيراً في عصره.
ولد في تشيلي، بقرية "بارال" بوسط تشيلي في 12 تموز عام 1904. ووفقا للكاتب الروائي غابرييل غارثيا ماركيز: "إن بابلو نيرودا من أفضل شعراء القرن العشرين في جميع لغات العالم".
انخرط في صفوف الحزب الشيوعي التشيلي، وانتخب عضواً في لجنته المركزية. كما انتخب عضواً في مجلس الشيوخ التشيلي وترشح لمنصب رئاسة الجمهورية التشيلية. نال العديد من الجوائز التقديرية، من أبرزها جائزة نوبل للآداب عام 1971. وقد حصل على هذه الجائزة طبقاً لموقع جائزة نوبل الرسمي:" لأشعاره الممزوجة بالنزعة الوطنية، تستحضر أحلام ومصائر حية". وحصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة أوكسفورد. وكتب عنه الناقد الأدبي (هارولد بلووم): "لا يمكن مقارنة أي من شعراء الغرب بهذا الشاعر الذي سبق عصره". توفي نيرودا في 23 أيلول عام 1973.
توفيت والدته "روسا باسولاتو" بعد شهر من ولادته نتيجة إصابتها بمرض التدرن. أما والده، خوسيه ديل كارمن رييس، فقد ترك الريف ليعمل عاملاً في ميناء تلكوانو، حتى استطاع الحصول على عمل في السكة الحديد في تيموكو. دخل نيرودا المدرسة الخاصة بالصبية، حيث تابع دراسته حتى أنهى الصف السادس في دراسة العلوم الإنسانية عام 1920. هام نيرودا بحب الطبيعة منذ الصغر خلال رحلاته بالقطار بين الأشجار الخضراء إلى بوروا. كانت هذه المنطقة في الماضي ساحة للمعارك بين المستعمرين الاسبان والاروكانوس الذين وبمرور الوقت جُردوا من أراضيهم ودمرت في وقت لاحق من قبل الزعماء المستوطنين (منطقة الاروكانا).
بدأت إبداعاته الشعرية بالظهور قبل أن يكمل بابلو عامه الخامس عشر وتحديداً عام 1917، وفي عام 1920 اختار لنفسه اسما جديداً هو بابلو نيرودا. وفي آذار عام 1921 قرر السفر إلى سانتياغو حيث استقر هناك في بيت الطلبة لإستكمال دراسته في اللغة الفرنسية التي كان يجيدها مثل مواطنيها. واشترك في العام نفسه في التظاهرات الوطنية التي اندلعت في البلاد آنذاك. وفي عام 1924 هجر نيرودا دراسة الفرنسية وتخصص في الأدب. وكتب ثلاثة أعمال تجريبية، وذلك قبل أن يبدأ رحلة بتعيينه سفيراً في العديد من البلدان وانتهت بسفارة تشيلي في الأرجنتين عام 1933، أي بعد زواجه من الهولندية الجميلة ’ماريكا’ بثلاث سنوات والتي انتهى زواجه منها بإنجاب طفلته مارفا مارينا التي ولدت في مدريد في الرابع من تشرين الأول عام 1934. وفي نفس العام وتحديداً بعد شهرين تزوج نيرودا من زوجته الثانية ديليا ديل كاريل الأرجنتينية الشيوعية. ورغم كونه عمل سفيراً في العديد من الدول الأوروبية، إلا أن ذلك لم يزده إلا إصراراً على أن الشيوعية -التي اندلعت شرارتها في روسيا- ليست سوى المنقذ الحقيقي والحل السحري لكل المشكلات. ورغم المتاعب التي سببها له هذا الخيار السياسي، إلا أنه ظل متمسكاً به إلى حد استقالته من عمله الدبلوماسي. في عام 1968، حيث مرض الشاعر بمرض يقعده عن الحركة، وفي 21 تشرين الأول 1971 يفوز نيرودا بجائزة نوبل في الأدب. وعندما عاد إلى تشيلي استقبله الجميع باحتفال هائل في استاد سانتياغو، وكان على رأس الاحتفال الرئيس سلفادور أليندي الذي لقي مصرعه بعد ذلك خلال الانقلاب الذي قاده بينوشيه في عام 1973. وعندما قتل الانقلابيون الرئيس أليندي، جاء جنود بينوشيه إلى بيت بابلو نيرودا وعندما سألهم الشاعر ماذا يريدون قالوا له: جئنا نبحث عن السلاح في بيتك. فرد الشاعر قائلا: "إن الشعر هو سلاحي الوحيد". وبعدها بأيام توفي نيرودا في 23 أيلول 1973 متأثراً بمرضه وبإحباطه من الانقلابيين، حتى أن آخر الجمل ولعلها آخر جملة في كتاب سيرته الذاتية: "أعترف أنني قد عشت .... لقد عادوا ليخونوا تشيلي مرة أخرى".
كتب بابلو نيرودا قصائده عندما كان في العشرين من العمر. وقُدر لها أن تُنتشر أولاً في أنحاء تشيلي ولتنتقل بعدها إلى كافة أرجاء العالم، لتجعل منه الشاعر الأكثر شهرة في القرن العشرين من أمريكا اللاتينية. من أشهر دواوينه "عشرون قصيدة حب وأغنية يائسة" التي ترجمت أكثر من مرة إلى اللغة العربية. " في هذه الليلة، أنا قادر على كتابة أكثر القصائد حزناً:" أشهد أنني قد عشت" ترجمت إلى العربية منذ سبعينيات القرن الماضي.