مظفر النواب، كم هو عذب هذا الشجن المغنى بالشعر، كم هو غني هذا الفقدان المصحوب بالحضور الدائم، الشاعر الوحيد الذي وحد الشعر حياته وموته،
لن تكون الكتابة عن حياة ملأ صاحبها دنيانا ، في الغربة والهجرة بمثل ما ملأها بصوته وحضوره في مدن العراق وسجونه واهواره ونوادية واجتماعاته. مفيدة لنا. فأنت سجل ومدونة لم تغلق صفحاتها. في الشام حيث اتيح لي الألتقاء به مرات عديدة، مع صحبة عراقية مهاجرة، كان الغناء والقصيدة والذكريات تؤلف صوره عنا نحن المهاجرين، وعن أولئك المناضلين،وعن من هم أحياء او شهداء،يعجز احدنا الكتابة عنك لانك فيض من فيوض الحياة اليومية ودليلنا ان شعرك يتغنى به حتى اعداءك، ويصبح امثولات لحسم مواقف متأرجحة. كم كنت قريبا من الشعب يا أبا عادل، كم كنت في صلب معاناته ومشاغله؟ كم كنت عراقيا حمل جسدك تراب السجون والمنافي والغربة والمقبرة. آه يا ابا عادل لا تكفي بضع دمعات لتغسيلك، فلقد جفت دموعنا كما جفت
أنهارنا، سنحتفظ بذكرياتنا عنك شفاهيا ونرددها كاغانيك على ابواب أزمنتنا ولا نكتبها لتموت في االكلمات، فمهما نقول، ومهما نكتب فانت الشاعر الذي جعل انتماءه الحزبي انتماء لمن يتغنى بشعرية وطن عصي على الموت