وثق الباحث بالشأن البيئي سمير عبود، اليوم الثلاثاء، مضار دخان المولدات الكهربائية التي تنتشر في البلاد، فيما أكد ان التهاون الحكومي وغياب القوانين جعل من المواطنين يستمرون بارتكاب المخالفات البيئية بجميع أنواعها.
وقال عبود، ان "موضوع المولدات الكهربائية المنتشرة في أغلب المناطق السكنية والتجارية والصناعية من الأمور التي أصبحت مكررة وغير ذات جدوى، صحيح أن لها دورا لا يمكن إغفاله في تعويض جزء من نقص الطاقة الكهربائي، ولكن للأسف فهي لا تمثل الحل الأمثل والمطلوب لما لها من أضرار بيئية وصحية واقتصادية بالغة". مشير إلى، ان "انتشار العوادم والضوضاء والاهتزازات وفوضى الأسلاك المواصلة والمخلفات السائلة كلها عوامل ملوثة للبيئة وبدرجات تصبح خطيرة، إضافة إلى العبء الاقتصادي الذي تتحمله العوائل نتيجة دفع الاشتراكات الشهرية".
وأضاف عبود لـ (المدى)، ان "انتشار المولدات بهذه الأعداد الهائلة يجعلها مصدر أساسي لتلوث الهواء، وتكمن الخطورة في أنه ستكون سببا للأضرار الصحية، لكون ان الانتشار متركز في المناطق السكنية، والهواء الملوث بالعوادم على ارتفاعات منخفضة، مما يلحق الضرر بالمواطنين بسهولة".
وأشار، إلى ان "أغلب مسببات تلوث الهواء من مخلفات المنشئات الصناعية والخدمية وصولا لعوادم السيارات غير خاضعة للرقابة البيئية والسيطرة النوعية، إضافة إلى ضعف تطبيق القوانين التي تراعي ذلك". منوها على، ان "هذا الأمر يعود لضعف وتهاون الدور الحكومي بكل تفصيلاته، وأدى بدوره إلى إهمال المواطن وتهاونه في التعامل مع تفصيلات البيئة المحيطة، وعدم اكتراثه في ارتكاب المخالفات البيئية بكل أنواعها" .
وتابع، ان "عدم وجود سياسة بيئية واقعية بما فيها وجود خطط تنفيذية خاصة بمعالجة مصادر التلوث البيئي، فعلى سبيل المثال لو كان هناك اهتمام حكومي ليتم تشجيع الاستثمار في مجال استخدام الطاقة الشمسية كمصدر للطاقة الكهربائية على مستوى السكن بدلا من المولدات، مما سيكون عاملا مهما في الحفاظ على السلامة البيئية والصحية، إضافة إلى التقليل من الهدر الاقتصادي المستمر نتيجة نفقات الوقود والصيانة للمولدات الكهربائية".
الجدير بالذكر ان أغلب أصحاب المولدات الكهربائية الأهلية، يضطرون إلى نزع الهيكل الماص للصوت والضوضاء الذي يغلف محرك المولدة، بسبب درجات الحرارة المرتفعة في العراق حيث ان جعل المولدة مكشوفة يتيح لمحركها التهوية والتبريد الكافيين، مما يزيد من الضوضاء الصادرة عنها، ويسرب كميات كبيرة من الحرارة والدخان إلى الجو.