ليوم العالمي للنساء الريفيات تزايد الهجرة بسبب التغيّر المناخي
نشر بواسطة: mod1
الجمعة 18-10-2024
 
   
نورس حسن - طريق الشعب

أغلقت أم حسين باب منزلها في الناصرية، مغادرة مدينتها بسبب أزمة الجفاف التي أثرت على مناطق الأهوار، وانتقلت إلى محافظة المثنى بحثًا عن فرصة عمل جديدة، حالها كحال العديد من الفلاحين الذين يعانون من تأثيرات التغير المناخي وانخفاض الإطلاقات المائية من دول الجوار.

تعاني من البطالة

أم حسين، الأرملة التي لها سبعة أبناء، كانت تعتمد على صيد الأسماك لكسب قوت يومها، لكنها تعاني الآن من البطالة بعد نفوق الأسماك والحيوانات بسبب الجفاف. لقد شكّل التغير المناخي في السنوات الأخيرة، وخاصة في المناطق الجنوبية، أكبر مشكلة للمزارعين ومربي الجاموس والصيادين، وأفقد مئات العوائل مصدر رزقها وأجبرها على النزوح.  وتشير الباحثة والكاتبة نوال جويد إلى أن “الكثير من نساء المحافظات الجنوبية يُساهمن في إعانة عوائلهن اقتصاديًا من خلال العمل في الزراعة أو تربية المواشي، وبالتالي فإن التغير المناخي قد زاد من مستوى الفقر في هذه المحافظات”.

الحرمان من التعليم

وتؤكد جويد لـ “طريق الشعب” أن “أزمة الجفاف أجبرت العديد من الفلاحات على تقليص خططهن الزراعية أو الهجرة مع عوائلهن إلى محافظات أخرى بحثًا عن فرص عمل جديدة”.

وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة الريفية، تشير جويد إلى أن “معاناة النساء في المناطق الريفية لا تقتصر فقط على تداعيات التغير المناخي، بل تشتد أيضًا بسبب العادات المجتمعية التي حرمت العديد منهن من التعليم، بالإضافة إلى قلة المدارس وبعدها عن مناطق سكنهن”. وفي هذا السياق، تؤكد وزيرة شؤون المرأة السابقة، أزهار الشيخلي، أن “المرأة الريفية تعد عنصرًا أساسيًا في العملية الزراعية، حيث تساهم في جميع مراحل الزراعة.  لكن، للأسف، لا تنال ثمار جهدها، وغالبًا ما تتعرض للاستغلال. كما يؤدي ضعف قطاع التعليم وقلة المدارس القريبة من منازلهن، إلى حرمانهن من فرص التعليم”.

غياب الخدمات الصحية

وفي المجال الصحي، توضح الشيخلي لـ “طريق الشعب” أن “النساء بحاجة إلى خدمات صحية مثل المستوصفات المتنقلة وحملات التوعية بشأن تنظيم الأسرة والوقاية من الأمراض”. وتلفت الانتباه إلى أن “التغيرات المناخية زادت من حالات الإصابة بأمراض السرطان وبالإجهاضات المتكررة”. وتعتبر الشيخلي أن القطاع الزراعي يعاني من تحديات كبيرة بسبب الباب المشرع للاستيراد بلا حدود، مما يؤثر سلبًا على إنتاجية المزارعين، وخاصة النساء. وتتمنى أن تحظى المرأة الريفية بالاهتمام من الجهات المعنية، خاصة من وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني، ولتسليط الضوء على واقعها ومطالبها.

ظلم مزدوج

وتؤكد المديرة التنفيذية في شبكة النساء العراقيات، أمل كباشي لـ “طريق الشعب”، أن “المرأة الريفية تواجه أوضاعًا صعبة للغاية، حيث تعاني من ظلم مزدوج نتيجة لتقييد حقوقها وصعوبة الوصول إلى التعليم والعمل”. وتضيف أن “دورها في بناء المجتمع غالبًا ما يُعتبر غير مرئي”. وتشير كباشي إلى أن “المرأة الريفية لا تزال تعمل دون أجر، وتفتقر إلى أدوات الزراعة، مما يزيد من صعوبة وضعها في ظل تفاقم الأزمة المناخية”، مضيفة بأن “واقع حال النساء في المناطق الريفية يحتاج إلى رؤية حكومية شاملة لمعالجة تحدياتها، فالمبادرات الحكومية ما زالت خجولة ولم ترتقِ إلى مستوى الفعالية المطلوبة”.

أما بشأن التغيرات المناخية، فتؤكد كباشي أنها أثرت بشكل كبير على مصادر الرزق، حيث أدت إلى انخفاض مناسيب المياه ومنع الزراعة، مما زاد من مساحة الأراضي غير المزروعة. لقد فقدت النساء في الأهوار، واللاتي يعتمدن على صيد الأسماك وتربية المواشي، القدرة على كسب عيشهن بسبب الجفاف، مما يزيد من معاناتهن وصعوبة تحقيق مستوى معيشي كريم.

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced