تعزيز جانب حقوق المرأة ضد العنف الأسري
تناول تقرير لمعهد الأمم المتحدة، يونيتار Unitar، للتدريب والبحوث إطلاق برنامج تمكين المرأة العراقية في مجال القطاع الصحي العراقي من خلال تطوير مهارات القيادة والتواصل وزيادة التوعية المتعلقة بمشاكل المرأة عبر مراكز الرعاية الصحية الأولية في العراق، وتعزيز جانب حقوق الانسان في قضايا العنف الأسري الذي تتعرض له المرأة في المجتمع.
وأشار التقرير الى ان قسم التطوير في معهد يونيتار أطلق المرحلة الرابعة لبرنامج تمكين المرأة لعام 2024 لتدريب المشاركين على مهارات القيادة والتواصل مع أفراد المجتمع وتعزيز دورهم في مراكز الرعاية الصحية العراقية من خلال توفير الخدمة الصحية المجتمعية.
عالية عباس، مديرة قسم التنمية المجتمعية في وزارة الصحة العراقية، قالت إن اهتمامها الأولى عبر هذا البرنامج ينصب في جعل المرأة العراقية سعيدة. وكونها عملت في القطاع الصحي على مدى 31 عاما، فإنها قد كرست نفسها لتحقيق هذا الهدف. وكسبت عالية من خلال برنامج معهد يونيتار لتمكين المرأة ودعم حقوقها، المهارة في كيفية إدارة فريقها على نحو فعال والذي يثمر بدوره في تعزيز مستوى مهارة الكادر الذي تديره.
وتعمل مسؤولة قسم التنمية المجتمعية على نحو متواصل، كما يشير التقرير، لتعزيز وزيادة وعي مراكز الرعاية الصحية العراقية الأولية بخصوص مشاكل المرأة. وتوفر مراكز الرعاية الصحية الأولية خدمات مجانية لشرائح مختلفة من الشعب العراقي، حتى ان هذه الخدمات تصل لاهالي يسكنون في قرى نائية. ويقوم القسم الذي تشرف عليه، عالية، بتدريب الكوادر في هذه المراكز على قضايا حقوق الإنسان وقضايا العنف الأسري ضد المرأة.
ويذكر التقرير ان تعهدها هذا هو أكثر شيء مطلوب الان في وقت تواجه فيه المرأة العراقية الكثير من التحديات في حياتها الشخصية والمهنية. وان ورود تقارير عن حدوث حالات عنف ضد المرأة ما تزال تعتبر من الامور الحساسة في العراق ويتم التعتيم عليها. واستنادا لمسح أجراه صندوق الأمم المتحدة للسكان عام 2022 المتعلق بحقوق الانسان، فقد ظهر ان 52% من النساء في العراق يفضلن البقاء صامتات إزاء العنف الأسري الذي يتعرضن له ولا يبحن به لأي شخص آخر.
لهذا السبب، يذكر التقرير، بان ضمان تدريب وتوعية كوادر مراكز الرعاية الصحية على نحو صحيح وفعال يعتبر أمرا ضروريا وجوهريا. وتقوم مراكز الرعاية الصحية بتوفير حزمة كاملة من الدعم والخدمة للناجين من العنف الأسري تشتمل على الرعاية والمعالجة والدعم النفسي فضلا عن الخدمات اللوجستية. بالإضافة الى ذلك تم انشاء منظومة ارشاد خارجية يتم بموجبها توجيه النساء بالذهاب لمستشفيات او منظمات غير حكومية او الى الشرطة.
ويذكر التقرير انه بسبب سنوات حروب طويلة مر بها العراق، فان مؤسسات البلد قد تعرضت للضعف، وان كثيرا من منظمات غير حكومية نشطت في ملء الفراغ. مع ذلك فان المسؤولة الصحية، عالية، لم تكن واثقة من ان الاعتماد على منظمات غير حكومية سيفضي لحلول طويلة الاجل، حيث ان مثل هكذا منظمات قد تغادر بسهولة في حال تغير الوضع في البلد. ولهذا تعتقد، عالية، بان التعاون والتنسيق بين المؤسسات الحكومية في البلد يعدان أمرا جوهريا في معالجة وتناول قضايا العنف الأسري ضد المرأة. وقد شهدت المسؤولة بعض التحسينات. وضمن قسمها الخاص المتعلق بمهام التنمية المجتمعية أفردت مجالات مهمة مثل رعاية الام والطفل والتلقيح وبرامج العمل، على انها مجالات مهمة لتعزيز قدرات تمكين المرأة في المستقبل.
وفي العام 2023، التحقت عالية في برنامج يونيتار لتمكين المرأة برفقة 35 مشاركة أخرى من الأردن ولبنان والعراق، اللائي يعتبرن مسؤولات في بلدانهم. ويهدف البرنامج الى بناء وتعزيز مهارات القيادة لدى المشاركات، وكذلك تمكين قدراتهن في الدفاع عن الحقوق وقدرات التواصل ليتمكن من إرساء قواعد المساواة وتعزيز حقوق المرأة بشكل أفضل ضمن عملهن.
واسس المشاركون شبكات تواصل فيما بينهم واجراء جلسات حوارات مع خبراء ومختصين لتبادل الآراء، وبخصوص العمل ضمن فرق البلاد تم وضع مبادرة خطة عمل راسخة تعنى برعاية حقوق المرأة في البلد. وعبر التدريب في برامج المعهد الدولي كسبت، عالية، فهما وإدراكا أفضل حول جوانب الضعف والقوة في برنامجها الخاص. وبعد الانتهاء من اجتياز برنامج معهد يونيتار، شاركت عالية مدراء اقسامها ما توصلت اليه، والذي يشتمل على معلومات مفصلة عن تطويرات مستقبلية. ودربت عالية بدورها الكادر الذي تشرف عليه، وهم يستطيعون الان توفير خدمات أفضل لأفراد مجتمعهم.
وسلطت المسؤولة الصحية الضوء على ان هناك الكثير من الوسائل المختلفة التي يمكن فيها تعزيز تمكين المرأة. ويمكن تحقيق ذلك من خلال الرعاية الصحية وتوفير الأمور السوقية والتمويل ودعم ورش عمل المرأة. المهم بالنسبة لعالية البدء حتى ولو بخطوات صغيرة.
والرسالة التي تدعو لها هي بسيطة: "لا للعنف تحت أي مبرر".
عن Unitar