يوم حقوق الإنسان، الموافق 10 كانون الأول/ديسمبر، هو تذكير مهم بأهمية المساواة والعدالة والكرامة لجميع الناس في كل أنحاء العالم. يُحتفل باليوم هذا العام تحت شعار: "حقوقنا، مستقبلنا، الآن" لتسليط الضوء على أهمية الحقوق في التصدي للتحديات الدولية.
مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يهدف هذا العام إلى زيادة الوعي بحقوق الإنسان وحشد العمل في هذا المجال.
نستعرض في هذا المقال خمسة أمور أساسية يجب أن يعرفها الجميع عن حقوق الإنسان.
1 حقوق الإنسان عالمية وغير قابلة للتصرف
حقوق الإنسان ليست منحة من الدول، ولكنها ملك لجميع الناس في كل مكان. تتجاوز هذه الحقوق العرق أو النوع الاجتماعي والجنسية أو المعتقد، وتضمن المساواة المتأصلة والكرامة للجميع. وتشمل حقوقا متأصلة مثل الحق في الحياة الذي تنص عليه المادة الثالثة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والحقوق المتعلقة بالتعليم والصحة.
حقوق الإنسان غير قابلة للتصرف، بمعنى أنه لا يمكن سلبها إلا في ظروف قانونية محددة مثل السجن بعد اتباع الإجراءات القانونية الواجبة.
2 حقوق الإنسان متساوية ومترابطة وغير قابلة للتجزئة
كفالة أحد الحقوق تعتمد في كثير من الأحيان على الحقوق الأخرى. على سبيل المثال الحق في التعليم يعد أساسيا لممارسة الحقوق السياسية مثل التصويت في الانتخابات. والحق في الصحة والحصول على المياه النظيفة حيوي للحق في الحياة والكرامة.
إدراك هذا الترابط، أمر أساسي لمعالجة القضايا الدولية المعقدة. والتعامل مع أحد هذه المجالات قد يؤدي إلى تحقيق تقدم في المجالات الأخرى، مثلما هو الحال مع المساواة الجنسانية والحد من الفقر. وبالمثل فإن تجاهل أحد الحقوق قد يؤدي إلى آثار تراكمية تضر بالأفراد والمجتمعات بأشكال عديدة.
3 الإعلان العالمي لحقوق الإنسان نقطة تحول
حقوق الإنسان ليست مجرد أفكار مجردة، بل أصبحت معايير قابلة للتنفيذ عبر إعلانات ومواثيق وقوانين. وُلد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بعد فظائع الحرب العالمية الثانية واُعتمد عام 1948 ليصبح أول بيان شامل بشأن حقوق الإنسان العالمية.
المواد الثلاثون للإعلان – التي تمثل أساس قانون حقوق الإنسان الدولي – تحدد الحريات الرئيسية من المساواة والحرية إلى الحماية من التعذيب. وقد ألهمت اعتماد أكثر من 80 اتفاقية دولية. وبالإضافة إلى العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، يشكل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ميثاق حقوق الإنسان الدولي.
4 التزامات على الدول، ودعم للأفراد
جميع الدول صادقت على واحدة على الأقل من اتفاقيات حقوق الإنسان الأساسية التسع، بالإضافة إلى أحد البروتوكولات الاختيارية التسعة. يعني ذلك أن على الدول التزامات وواجبات بموجب القانون الدولي، لاحترام وحماية وإعمال حقوق الإنسان.
وفي نفس الوقت تقدم معاهدات حقوق الإنسان إطار عمل للأفراد والمجتمعات للمطالبة بكفالة حقوقهم والمطالبة بإحداث التغيير. وتظهر الحركات الشعبية مثل "أيام الجمعة من أجل المستقبل" التي يقودها الشباب، كيفية تعزيز حقوق الإنسان للدعوة لتحقيق العدالة المناخية.
5 يوم حقوق الإنسان: منصة للعمل
يوم حقوق الإنسان في العاشر من كانون الأول/ديسمبر من كل عام، يحيي ذكرى اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ويعد منصة للتفكر في الإنجازات والكفاح المستمر في هذا المجال.
في رسالة بالفيديو قال فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: "إن حقوق الإنسان تتعلق بالناس. إنها تتعلق بكم وبحياتكم: باحتياجاتكم ومتطلباتكم ومخاوفكم، وآمالكم للحاضر والمستقبل".
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حذر في رسالته بمناسبة يوم حقوق الإنسان، من الواقع الأليم الذي يواجهه العالم إذ تتعرض حقوق الإنسان للهجوم. وقال: "إن أوجه انعدام المساواة تستشري على الصعيد العالمي، والنزاعات تزداد حدة، والقانون الدولي يتم تجاهله عن عمد، والاستبداد السلطوي يمضي قدما بخطى حثيثة بينما يتقلص الحيز المدني".
وتركز الذكرى السادسة والسبعون لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على قوة هذه الحقوق في الوقاية والحماية والتغيير وخاصة أثناء الأزمات.