افتتحت، مساء الأربعاء، على خشبة "مسرح الرشيد" وسْط بغداد، عروض الدورة الخامسة من "مهرجان بغداد الدولي للمسرح"، والتي انطلقت فعالياتها أوّل أمس بأوبريت من تأليف وإخراج ضياء الدين سامي حملت عنوان "دجلة والفرات"، وتستمرّ حتى الثامن عشر من كانون الأوّل/ ديسمبر الجاري، بمشاركة 16 عرضاً من العراق وخارجه.
تُقام العروض في ثلاث قاعات؛ هي: "مسرح الرشيد" و"مسرح المنصور" و"المسرح الوطني"، وتتوزّع ضمن مسابقتَين: "المسابقة الدولية" التي تضمّ ثمانية عروض؛ هي: "الجدار" لسنان العزاوي و"سيرك" لجواد الأسدي" من العراق، و"صمت" لسليمان البسام من الكويت، و"عطيل وبعد" لحمادي الوهايبي من تونس، و"يا طالعين الجبل" لعبد السلام قبيلات من الأردن، و"آح وبردات" لمحمد الشاهدي من المغرب، و"حصان القتلة" لسيد محمد من إيران، و"أوتيليا" لـ والتر ماتيني من إيطاليا.
وضمن "مسابقة المسرح العراقي"، تُقدَّم ستّة عروض؛ هي: "Grave" لمحمد كاظم، و"لعنة بيضاء" لمحمد حسين حبيب، و"لير يُحاكم القدر" لمنير راضي، و"تحوّلات الأشياء والأحياء" لمنعم سعيد، و"قطار البصرة لندن" لمناضل داود، و"عزرائيل" لأسامة سلطان. كما يُقدّم عرضٌ شرفي لمسرحية "آخر البحر" للتونسي الفاضل الجعايبي وتُعرَض مسرحية "وين رايحين" للعراقي حيدر منعثر خارج المنافسة.
تُقام الدورة الجديدة من المهرجان، الذي تُنظّمه "نقابة الفنّانين العراقيّين" و"دائرة السينما والمسرح" في وزارة الثقافة، تحت شعار "المسرح يضيء الحياة"، وتحمل اسمَ الكاتب والأكاديمي العراقي شفيق المهدي (1956 - 2021)، الذي ألّف، إلى جانب مجالات أُخرى مثل أدب الطفل، العديد من الدراسات في المسرح؛ من بينها: "أزمنة المسرح" و"الشفرة والصورة في مسرح الطفل" و"الموجز في تاريخ المسرح العراقي" و"الموجز في تاريخ المسرح الفرنسي الحديث"، إضافةً إلى عددٍ من النصوص التي قُدّمت على خشبة المسرح.
ويُمثّل تكريم المهدي إعادة اعتبار رسمية له بعد قرابة ثلاث سنوات من رحيله متأثّراً بإصابته بفيروس كورونا؛ ففي 2013 أعفته وزارة الثقافة من منصبه مديراً لـ"دائرة السينما والمسرح"، بسبب برمجته عرضاً مسرحياً بعنوان "الإنسان نموذج واحد" للمُخرج الألماني ميتاكو سكي، قُدّم ضمن فعاليات "مهرجان المنتدى الدولي السابع عشر"، واعتبرت الوزارةُ أنّه "يتجاوز ويخرق منظومة القيم الوطنية والأخلاقية والثقافية"؛ وهو القرار الذي أثار، حينها، تضامناً واسعاً مع المسرحي العراقي.
وإلى جانب المهدي، تكرّم الدورةُ الفنّان التشكيلي والمسرحي العراقي البارز صلاح القصب (1945)، الذي تمتدّ تجربته مع الفنّ الرابع لقرابة نصف قرن، والذي عاد إلى العمل المسرحي خلال العام الجاري، بعد انقطاع استمرّ 15 عاماً، بمسرحية تحمل عنوان "ريتشارد الثالث" من إنتاج "دائرة السينما والمسرح".
وتحت عنوان "مهاجرون ينتظرهم موج البحر"، يُقام على هامش "مهرجان بغداد الدولي للمسرح" معرضٌ تشكيلي في باحة "نقابة الفنّانين"، يضمّ أعمالاً فنّية وقّعها صلاح القصب بعنوان "رأيتكما تمشيان على الماء"، وأهداها إلى روحَي الفنّانَين العراقيَّين الراحلَين كاظم حيدر واتحاد كريم.
يُذكَر أنّ الدورة الخامسة من المهرجان كانت مقرّرة إقامتها في تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي، لكنّها تأجّلت بسبب ما وصفه مدير التظاهرة جبار جودي، خلال حفل الافتتاح، بـ"الظروف المحيطة والصعبة"، لافتاً إلى "سبعة عروض مسرحية من أوروبا اعتذرت عن عدم المشاركة تخوّفاً من المجيء إلى بغداد، بسبب الصورة التي تروّجها وسائل الإعلام عن العراق".