إغلاق ما تبقى من معاهد النساء للطب في أفغانستان
نشر بواسطة: mod1
الجمعة 20-12-2024
 
   
العربي الجديد

أصيبت طالبات أفغانيات بخيبة كبيرة من قرار حكومة حركة طالبان منع معاهد طبية لا تزال تواصل التدريس. وهن لن يتأثرن وحدهن بالقرار بل كل المجتمع وحتى أنصار طالبان أنفسهم سيكون ضحيته

طلبت حكومة حركة "طالبان"، في مرسوم أصدرته في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، من مسؤولي المعاهد الطبية الخاصة بالنساء التي تعلّم التمريض وطب الأسنان والصيدلة وتقنيات الطب، أن تغلق أبوابها في وجه الطالبات. وبعدما عارض أصحاب المعاهد والمسؤولون القرار، وطلبوا إجراء محادثات، سمحت لهم في اليوم التالي بمزاولة العمل لمدة 20 يوماً بهدف إجراء الامتحانات النهائية وجمع الرسوم. وينتظر المسؤولون حالياً إصدار طالبان المرسوم الثاني الخاص بسماح الحكومة لهم بمواصلة العمل أو عدمها. وبحسب مسؤولين في هذه المعاهد لا بوادر حتى الآن في شأن تغيير طالبان قرارها، ما يعني أن المعاهد النسائية الطبية ستغلق أبوابها في وجه البنات بعد 24 ديسمبر الجاري.

تقول فرشته محمدي، وهي طالبة في معهد للنساء بالعاصمة كابول، لـ"العربي الجديد": "قرار حركة طالبان قاتل للنساء وينسف باقي الآمال القليلة لديهن. كنا نتوقع أن تسمح طالبان للجامعات العلمية بأن تفتح أبوابها للبنات فجاء القرار عكس ذلك، وزاد تضييق الخناق علينا. وفعلياً لا ندري بأي منطق تتحدث طالبان إلى فئات الشعب، ويبدو جلياً أنها تتعمّد دفع مستقبل أفغانستان إلى الهاوية بدلاً من أن تقوده إلى الأمام في ظل أوضاع اقتصادية صعبة وشح هائل في الإمكانات المطلوبة التي تسمح ببناء دولة وتطويرها، ودعم مسيرتها في مواجهة التحديات الكثيرة".

واللافت أن فرشته لم تُمنع للمرة الأولى من دراسة الطب، فهي كانت في الأصل طالبة في كلية الطب بجامعة جلال آباد، وكان حلمها أن تصبح طبيبة أطفال تحديداً حين كانت تتابع سنتها الثانية من كلية الطب، ثم قررت طالبان إغلاق الجامعات في وجه البنات. بعدها انتظرت فترة من الزمن كي تغيّر طالبان قرارها وتسمح للبنات بالحصول على تعليم جامعي، لكن ذلك لم يحصل فقررت دراسة التمريض الذي سمحت به حكومة طالبان للنساء، وتابعت الدروس العام الماضي بفرح كبير إذ ساعدها ما تعلمته في كلية الطب قبل أن تغلق أبوابها.

وتقول أيضاً: "ما يحدث مع الشعب الأفغاني عموماً والنساء خصوصاً مؤسف ومقلق، وهو ظلم بكل معنى الكلمة لأن القرارات لا تدمر فقط مستقبلنا، بل أيضاً مستقبل أفغانستان. يعمل أبي في بقالة صغيرة يملكها، وكان يصرف على تعليمي في كلية الطب بجزء مما يكسبه، وتطلعت إلى أن أصبح طبيبة وأساعده في المستقبل، ثم انهار الحلم. وبعدما أغلقت طالبان الجامعات والمدارس في وجه البنات خاب أملي مثل طالبات أخريات. انتظرت فترة وطلبت من أبي مرة أخرى أن يساعدني كي أصبح ممرضة، وهو ما فعلته وتابعت الدروس بجدية، ثم قررت طالبان مرة أخرى إغلاق باقي معاهد الطب".

أيضاً تقول صائمة يوسفي، وهي طالبة تمريض في معهد بالعاصمة كابول، لـ"العربي الجديد": "لا معنى للحياة بعد قرار طالبان الأخير. حين أبلغ مدير المعهد الطالبات بخبر القرار بكيت الطالبات ليس فقط على مستقبلهن بل أيضاً على ما صرفن من مال ووقت، كما بكى مدير المعهد نفسه وقال للطالبات لا يمكن أن نفعل شيئاً. أدرك حجم الألم لكن قرار طالبان سيُطبق في نهاية المطاف".

لكن صائمة تتمسك ببعض الأمل، وتقول: "سنجري الامتحانات النهائية في وقت يبحث مدراء المعاهد والمسؤولون قرار الإغلاق مع مسؤولين في حكومة طالبان. ولعل زعيم الحركة وصناع القرار فيها يغيّرون قرارهم لأنه ليس مجرد خيبة أمل للطالبات، بل أيضا للمجتمع الأفغاني كله. كيف يمكن أن يتصرف المجتمع مع شح الكادر الطبي النسائي في المستقبل، في ظل منع الفتيات من التعلم وإغلاق المعاهد الأخيرة التي كانت تساعد النساء في الحصول على تأهيل طبي؟".

وتقول الناشطة صفية وزيري لـ"العربي الجديد": "يفكر أي شخص حين يعلم بقرارات طالبان أنهم لم يأتوا كي يحكموا أفغانستان فترة طويلة، فطريقتهم في التعامل مع الشعب تمنعهم من المضي إلى الأمام وتلبية تطلعات كل فئات المجتمع. نواجه حالياً شحاً كبيراً في الكادر الطبي النسائي خصوصاً في المناطق النائية والقرى والأرياف، وهو ما تؤكده حكومة طالبان ووزارة الصحة التابعة لها، لكنها تقرر إغلاق باقي معاهد الطب المخصصة للنساء والتي تشكل جزءاً يسيراً جداً من العملية التعليمية في أفغانستان. هذا أمر مؤسف".

وتذكر أن "حكومة طالبان تخلق مشاكل جديدة لنفسها عبر ضرب حاضنتها الشعبية. ونرى الآن أن مؤيدين كثيرين لطالبان باتوا  يعارضونها، حتى أن قيادات في صفو

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced