البطالة وظاهرة الانتحاريات شجعت على زيادة اعداد نساء الأمن-الأخبار

البطالة وظاهرة الانتحاريات شجعت على زيادة اعداد نساء الأمن

	نشر بواسطة: Adminstrator
	السبت 23-05-2009

بغداد/ مطاع هاشم
الملف برس
لم تكن فكرة وجود الشرطيات والحارسات الأمنية مألوفة في المجتمع العراقي حتى وقت قريب، فهي كما يعتقد البعض مخالفة للعادات والتقاليد السائدة في البلاد حيث كان اغلب الأهالي لا يسمحون لبناتهم بالانضمام في صفوف الجيش أو الشرطة بسبب النظرة الدونية الى المرأة التي تمارس هذه المهنة، ولكن الذي حصل في المدة الأخيرة أن الناس بدأوا يشعرون بأهمية دخول المرأة في المجال الأمني ، حيث حصلت المرأة التي تعمل بهذا المجال على احترام وتقدير الأهالي وغالبية المواطنين ، ويقتصر عمل الشرطيات أو الحارسات على تفتيش النساء في الوقت الحالي فالرجل يقوم بتفتيش الرجال والمرأة تقوم بتفتيش النساء وبذلك أصبح عمل المرأة لا يقل أهمية عن عمل الرجل حتى في المجال الأمني. فضلا عن إن الأوضاع المعيشية الصعبة التي تعانيها الكثير من العائلات العراقية علاوة على سيادة البطالة وانعدام فرص العمل والتعيين جعلت الكثير من الفتيات العراقيات يقدمن على الانخراط في صفوف الشرطة أوحراسات fbs .
من جهة اخرى، أصبحت الحاجة إلى وجود نساء أمن ضرورة ماسة ولاسيما بعدما قامت بعض العناصر النسوية بعمليات انتحارية في عدد من المحافظات أدت إلى استشهاد العديد من المواطنين الأبرياء وبما إن التقاليد والأعراف والشريعة لا تجيز للرجل أن يفتش المرأة لذلك كان لابد من وجود امرأة تقوم بعمليات تفتيش النساء فضلا عن الأعمال الاستخباراتية الأخرى .
وكان وزير الداخلية جواد البولاني قد رعى حفلا أقامته وزارته، في كانون الثاني الماضي ، لتخريج 490 شرطية يمثلن الدفعة الأولى من المجندات في جهاز الشرطة العراقي وتلقت الخريجات الجدد اللواتي تم اختيارهن من جميع المحافظات، على مدى أشهر تدريبات على استخدام الأسلحة والرماية وعمليات التفتيش ومبادئ حقوق الإنسان وغيرها وتم تنسيبهن بعد التخرج للعمل في كافة مفاصل وتشكيلات الوزارة ومنها مديريات المرور والجنسية والدفاع المدني والشؤون الرقابية والاستخبارات وغيرها من الوظائف الأخرى ، وجاءت هذه الدفعة لتعزز عمل القوات الأمنية في العراق، التي كانت تفتقر نوعا ما للعنصر النسوي في ظل تدهور الوضع الأمني .
تقول س،م - إحدى المنخرطات في سلك الشرطة - " لقد حاول والداي منعي من الانخراط في هذا العمل، ولكنني أصررت عليه لأنني أردت أن أساعدهم في توفير لقمة العيش فوالدي حاله الصحية متردية ولا يستطيع العمل وليس لدينا معيل غيره حيث عانينا من ضنك العيش علاوة على إن التعيينات في الدوائر الحكومية الأخرى صعبة جدا وتحتاج إلى واسطة ودعم مادي"رشوة" لا استطيع توفيره لذلك لم يبق أمامي خيار سوى الانضمام لسلك الشرطة ." وأضافت أنا فخورة جدا بهذا العمل العظيم الذي منحني شرف خدمة الوطن وأبناء الوطن ، مؤكدة إن عملهن هذا لا يختلف عن عمل الموظفات الأخريات في الدوائر الحكومية، إذ لا يقتصر على تفتيش النساء وإنما يشمل العمل الإداري أيضا" .

وبينت سهى قاسم - حارسة أمنية في fbs – انها "واجهت بعض الانتقادات من قبل أقربائها وجيرانها في بداية تعيينها وكانوا يحثونها على ترك عملها الذي عدوه مخالفا للعادات والتقاليد السائدة في مجتمعنا ، لكن هذه النظرة السيئة بدأت بالتراجع شيئا فشيئا حتى اعتاد عليها الناس فأصبحت في الوقت الحالي تنال رضا واحترام الجميع . وعزت سبب التراجع والتغيير إلى شعور المواطنين بأهمية الدور الذي تلعبه المرأة في تحقيق الأمن والاستقرار" . وقالت قاسم : "أنها عملت بهذا المجال مدة تجاوزت الخمس سنوات وهي ما تزال تحب وظيفتها" .
هذا وقد أعلنت وزارة الداخلية مسبقا عن قبول 55 طالبة في المعهد العالي للتطوير الأمني والإداري التابع للوزارة نفسها ليصبحن بذلك أول دفعة من الضابطات العراقيات اللاتي سيتم تخريجهن برتبة ملازم بعد إكمال المدة التدريبية التي تبلغ 9 أشهر . حيث تخضع الطالبات حاليا لدورات تدريبية ويتلقين محاضرات في مختلف التخصصات على يد مختصين في هذا المعهد لتشكيل نواة أول جهاز شرطة نسوي في العراق. وأشار بيان لوزارة الداخلية إلى أن الطالبات عند تخرجهن سيتمتعن بالحقوق والمميزات نفسها التي يحظى بها أقرانهن من الرجال ، وبذلك تكون المرأة العراقية قد أعادت لنا صورة الخنساء في عزتها وشموخها بعد أن دخلت كل الميادين .