الانتحاريات
نشر بواسطة: Adminstrator
الأحد 24-05-2009
 
   
نجلاء قادر - الاسبوعية
نساء عند خط اللاعودة
يسهل اخفاء المتفجرات تحت ملابسهن السوداء الفضفاضة، والاعراف العربية تمنع الحراس الرجال من تفتيش النساء تفتيشا دقيقا. لهذه الاسباب ولأسباب اخرى كثيرة، تم اختيار النساء لاكمال ما بدأه رجال تنظيم «القاعدة» في العراق، من خلال تحويلهن الى قنابل موقوتة. كيف ينظر الشارع العراقي والمتخصصون الى هذه الظاهرة؟

احصاءات عراقية تقول ان اول عملية انتحارية نفذتها امرأة تابعة لتنظيم «القاعدة» وقعت في بلدة القائم في العام 2004 واستهدفت تجمعا لمتطوعي الاجهزة الامنية. توالت بعدها العمليات ليصل عدد النساء الانتحاريات الى اكثر من 50 تتراوح اعمارهن ما بين 15 و35 عاما. اكثر من 32 منهن تفجرن في العام 2008 وحده، معظمهن في مدينة بعقوبة، ولم تقتصر عمليات (نساء القاعدة) على تجمعات الجيش الأميركي والقوات العراقية وقوات مجالس الاسناد والصحوة، بل استهدفت ايضا تجمعات المدنيين.
الناطق العسكري العراقي اللواء قاسم عطا يقول عن هذه الظاهرة: ان استخدام النساء في التفجيرات الانتحارية دليل فشل وانهزام للتنظيم بدليل أنه استغل النساء المتخلفات عقليا او المصابات بحالات نفسية صعبة في تنفيذ عمليات ارهابية. لكن هذا الرأي لا يتفق معه الاستاذ المتخصص في علم الاجتماع نزار القصاب الذي يشير الى لجوء الانتحاريات الى المناورة والهرب في حالة اكتشافهن ما يعني تمتعهن بارادة كاملة واقتناعهن بما أقدمن عليه. ويعزو القصاب في المقابل سبب موافقة الانتحاريات على تفجير انفسهن إلى تعرضهن للتغرير اعتمادا على ولائهن الشديد لرجالهن من ابناء التنظيم، فضلا عن اختراق النساء الصغيرات والبسيطات والأميات في المناطق النائية والفقيرة، عبر اتباع اساليب غسل الادمغة وسياسة الترهيب والتهديد وإشاعة افكار تحريضية منها أن المرأة في العراق لم تحظ باهتمام الحكومة وما زالت تعيش أوضاعا مزرية. ويشير القصاب الى وجود معلومات تكشف عن قيام التنظيم باختطاف آباء وازواج واطفال بعض النساء لاجبارهن على تنفيذ هذه الاعمال مقابل اطلاق سراحهم، او استغلال النساء اللواتي قتل ابناؤهن وازواجهن والاستعانة بهن في تنفيذ عمليات انتحارية من خلال تحريضهن على الانتقام.
من جانبها تسخر الناشطة النسوية ليلى عزيز من «رابطة المرأة العراقية» من فتوى تنظيم القاعدة التي تمنح النساء حق المساواة في الموت بينما تحرمهن منها في الحياة وتحرمهن من الحياة نفسها ! لكنها تؤكد أيضا على الدور الخطير الذي يلعبه اهمال المرأة العراقية من قبل الحكومة، ما دفع القاعدة الى استغلال اوضاع النساء البسيطات وتثقيفهن على أنهن عناصر غير نافعة في المجتمع وعليهن التقرب من الله من خلال تفجير انفسهن وتدعو عزيز الحكومة الى الاهتمام بالمرأة محذرة من ان اهمال القطاع النسائي سيؤدي الى اتساع ظاهرة الانتحاريات واتخاذها ابعادا أشد خطورة.

تحت الطلب
اشقاء بدور التحقوا بتنظيم القاعدة وصار من الطبيعي ان يزوجوها لأحد رفاقهم المسلحين. وبعد اشهر من زواجها، تحولت بدور الى واحدة من نساء القاعدة مغسولات الدماغ، وصار في وسع زوجها الذي يقوم بتجنيد وتدريب النساء على تنفيذ عمليات انتحارية، ان يؤهلها لارتداء حزام ناسف.
وتفسر الاستاذة المتخصصة في كلية القانون فاتن الشاوي استسلام النساء لمثل هذه الممارسات بمعاناتهن من ضغوط الأهل المرتبطين بالتنظيم أو معاناتهن من الغبن والاضطهاد او الزوج الى درجة ان تضيق بهن الدنيا، وهنا يلجأن الى التخلص من الحياة بعد استغلال حالة اليأس هذه من قبل ابناء التنظيم واقناعهن بأن الجنة بانتظارهن.
وتشير الشاوي الى مسألة انعدام القانون الذي يحمي حقوق المرأة المعنفة والارملة فضلا عن حالة الفقر التي ترغم النساء احيانا على فقدان الأمل في الحياة. وهناك أسباب أخرى يلخصها الباحث الاجتماعي محمد الخليلي باستخدام المفهوم الثأري كوسيلة لاقناع النساء بالتحول الى انتحاريات، أي ان تثأر المرأة لوفاة الزوج او أحد افراد العائلة، حيث تنعدم في مجتمعات معينة روح المسامحة وحب الحياة والناس، وتسود مشاعر العنف والاعتداء على الآخرين إضافة الى تدني مستوى التعليم في العراق بالنسبة الى النساء وسهولة استخدامهن.
والنقطة الاخيرة كانت منطلقا للجوء القوات العراقية الى تجنيد عدد من النساء العراقيات للعمل في الاجهزة الامنية داخل الشرطة لغرض تفتيش النساء.
ويقترح الخليلي حلولا للحد من هذه الظاهرة إضافة الى تفتيش النساء، منها التوعية الدينية في الخطب بتوضيح دور الاسلام في رفض قتل النفس والابرياء، والتركيز على دور منظمات المجتمع المدني في دعم المرأة ماديا ومعنويا لتجد منفذا جديداً للأمل في الحياة من دون خوف من المجهول، اضافة الى مساهمة وسائل الاعلام بشكل فاعل في التوعية.
من جهته يرى استاذ الاعلام في جامعة بغداد كاظم المقدادي أن من الصعوبة بمكان السيطرة على ظاهرة النساء الانتحاريات لأن الغالبية العظمى من النساء العراقيات يرتدين العباءة، كما ان قوات الجيش والشرطة لا تقوم بتفتيش النساء بسبب تقاليد اجتماعية في البلاد، فضلا عن وجود اماكن عديدة لا تخضع فيها المرأة للتفتيش، ما جعل الجماعات المسلحة تستغل هذه الحالة لتنفيذ اعمالها الاجرامية.
من هنا يصبح من الضروري برأي المقدادي توسيع برنامج «بنات العراق» الذي يهدف الى تدريب النساء العراقيات للتفتيش عن الانتحاريات، فضلا عن سعي الحكومة وبالتعاون مع منظمات المجتمع المدني الى توعية وتثقيف النساء واعادة تأهيل المرأة العراقية إلى جانب سن انظمة وتشريعات وقوانين تنظم حياة هؤلاء النسوة وتؤمن لهن مستقبلا افضل.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced