من يصادر دور المرأة العراقية؟-الأخبار

من يصادر دور المرأة العراقية؟

	نشر بواسطة: Adminstrator
	الأحد 24-05-2009

بغداد ـ زينة كاظم
«الأسبوعية» تطرح السؤال:
إنهم يغتالون جمالها تحت نقاب طارئ في فهم خاطئ للاسلام، ويغتالون حقوقها السياسية خلافاً للدستور، وهي لا تحظى بفرص الرجال رغم انها اكثر كفاءة منهم احياناً، وفي المشهد الاقتصادي لم تلعب بعد الدور الذي تستحقه او الذي ينسجم مع طموحاتها الكبيرة. انها المرأة العراقية مشروع المعاناة الدائمة التي تم التغرير بها في المرحلة الأخيرة فتحولت الى انتحارية «تحت الطلب» خلافاً لارادتها وارادة كل نساء العراق. «الأسبوعية» تفتح الملف لتطرح سؤالاً كبيراً: من يصادر دور المرأة العراقية؟

أصوات خافتة في البرلمان
النساء في البرلمان يشكلن ما نسبته 25 في المئة من مجموع اعضاء مجلس النواب، لكنهن يطالبن بفرص اكبر لاداء الدور الذي يطمحن اليه بغية المشاركة بشكل فاعل في تصديق مشاريع القوانين والقرارات السياسية التي تعبر عن تطلعاتهن لمستقبل العراق.
ورغم تفوق نساء البرلمان على الاعضاء الذكور من حيث الالتزام بالحضور والتقيد بالمهام التي توكل اليهن من قبل مقرري اللجان اللواتي يرتبطن بها، فضلا عن مثابرتهن على تقديم طروحات تتناغم والمشهد العراقي باختلاف توجهاته، بشهادة اعضاء البرلمان انفسهم، فإنهن متهمات بانخفاض الصوت مقارنة بأصوات الرجال.
وتحمل البرلمانيات بعض اعضاء البرلمان، خصوصا رؤساء الكتل السياسية، مسؤولية الحيف الذي يقع عليهن من خلال تحجيم دورهن بطرق شتى ومنعهن من الادلاء بآرائهن في ما يتعلق بالقضايا العامة.
النائبة عن القائمة العراقية ازهار الشيخلي تقول: ان رؤساء الكتل يصرون على منع نائبات كتلتهم من المناقشة او ابداء الرأي في بعض المسائل المهمة، وتناط المهمة برئيس الكتلة او الحزب ليوضح او يطرح ما أرادت زميلته الاشارة اليه او بيان الرأي فيه، علماً ان الكثير من التيارات والاحزاب السياسية تطرح قضية المرأة في برامجها الانتخابية والسياسية الا انها وللأسف لا تلتزم بذلك.
وتلفت الشيخلي الى ان ما يحصل في البرلمان هو ان بعض النساء اثبتن حضورهن الفاعل ودخلن في نقاشات وسجالات طويلة من اجل بعض القضايا، الا انهن حتى الآن، وبعد مضي اربع سنوات على مشاركتهن في العملية السياسية وفق استحقاقات فرضت من الخارج (في اشارة الى مطالب الادارة الاميركية في تحديد كوتا للنساء) لم ينجحن في تحقيق انجازات مهمة في ما يخص قضايا النساء الارامل والمطلقات وغيرها من الملفات الاجتماعية العالقة. وتطمح البرلمانيات الى رفع حصة النساء من مقاعد البرلمان الى جانب المقاعد الحكومية، ومنحهن الفرصة الحقيقية لاداء الادوار التي تناط بهن من دون ضغوط او محاولات لتحجيم ادوارهن في المشهد السياسي. ويصر بعضهن على ان خشية اعضاء البرلمان من تفوق المرأة في العمل التشريعي دفع بهم (الاعضاء) الى تحجيم دور النساء مستغلين جهل اصول العمل السياسي.
وتؤكد النائبة منى الزلزلة عن المجلس الاسلامي الاعلى ان المرأة اثبتت نجاحاً في العمل السياسي بحيث انها تمكنت من تصديق بعض مشاريع القوانين التي اوكلت دراستها الى بعض اللجان التي ترأستها نائبات، بسبب غياب رؤساء تلك اللجان لأسباب خاصة، كما هو الحال في مشروع قانون اعادة المفصولين السياسيين الى العمل.
وتطالب الزلزلة بمنح المرأة دوراً قيادياً في البرلمان كأن تترأس كتلة او لجنة وفي هذا تقول: نطمح الى دور اكبر في الدورة النيابية المستقبلية، لأن المرأة عنصر أثبت فاعليته ونجاحه في تنفيذ المهام التي تناط اليه.
الناشطة هناء ادور رئيسة منظمة «الأمل» الانسانية ترى ان البرلمان بصورة عامة لم ينفذ الالتزامات التي قطعها على نفسه امام العراقيين. وتؤكد ادور ان انخراط المرأة في العمل السياسي ما زال في بداياته، ومن الطبيعي ان تفسر عنه بعض الاخفاقات التي يسجلها المراقبون، من بينها عجز المرأة عن القيام بدورها التمثيلي المطلوب في البرلمان بسبب تسلط رئاسة البرلمان وتركيزها على حصر المناقشات بالاعضاء من الرجال فقط.
وتشير ادور الى تجاهل المرأة، من قبل رؤساء الكتل والنواب على خلفية خشيتهم من المنافسة الحقيقية للنساء، وتضيف ان النساء في البرلمان يعشن حالة من الصراع داخل قبة البرلمان ما يؤثر سلبا على طروحاتهن وهو ما يطيب للكثير من اعضاء البرلمان.
وتكشف نائبة رفضت الاشارة الى هويتها الى ان النقاشات والطروحات التي تدلي بها البرلمانيات خلال المناقشات الجانبية من خارج مقاعد الجلسة يتم طرحها في اطار جديد خلال الجلسة من قبل بعض الزملاء الرجال بمعنى ان طروحات النساء ومطالباتهن يتم تمريرها لحساب البرلمانيين، بمعنى ان للنساء صوتاً عالياً تحت قبة البرلمان رغم المصاعب التي تعترضهن عندما تشتد المناقشة في القاعة سيما وان ادارة الجلسات تتعامل بنفس ذكوري مع الملفات المطروحة.