قد تعتقد للوهلة الأولى، أنه نظرا لارتفاع معدل الوفيات في بغداد خلال الأعوام الخمسة الماضية، والذي سجل الأرقام الأعلى عالميا، أن يكون من البديهي سمير عزيز، المتخصص في بيع شواهد القبور بالعراق ، من بين الأغنياء.
ولكن الحقيقة هي على عكس ذلك تماما، فهو لا يزال من بين ملايين الفقراء بالعراق، رغم التحسن الطفيف الذي طرأ مؤخرا.
ويقول سمير في هذا المجال: "بدأ العراقيون بشراء الشواهد لزوجاتهم وأطفالهم، وهو أمر لم يتمكنوا من فعله سابقا."
ولكن التحسن الطفيف بشكل عام في العراق، إلا أن الأمر لا يخلو من المخاطر، كباقي سبل الحياة في البلاد: فيقول سمير: "الوضع رهيب جدا، فهناك قتل وسرقة وتفريق عنصري من قبل العصابات والمليشيات."
وعلى بعد أميال معدودة، نجد مقبرة الشيخ معروف، التي عملت عائلة سيد رسول الحسيني، لسنوات عدة في مجال دفن الموتى.
ويقول الحانوتي سيد رسول الحسيني: "خلال أسوأ أوقات العنف، لم يكن بإمكان الكثير من الناس المشاركة في الجنازات، لعدم إمتلاكهم للمال الكافي، مما دفعنا لمساعدتهم."
ونظرا لسوء الأحوال وصعوبتها، لا نجد سيد رسول يركزعلى البعد الروحي لمهنة دفن الموتى، بقدر السعي لتأمين الطعام والشراب لعائلته، إذ أن كل ما يجول في خاطره الآن، هو حالة عدم الاستقرار في بغداد. فليس بمقدور أحد أن يعرف ما يمكن أن يجلبه الغد.. السلام والأمل، أم المزيد من العنف؟
مرات القراءة: 2995 - التعليقات: 0
نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ،
يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث
المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ