هيومن رايتس ووتش: إخفاقات المالكي المتكررة ساعدت على تصعيد العنف
نشر بواسطة: Adminstrator
الأربعاء 24-04-2013
 
   
ايلاف/د أسامة مهدي
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن على السلطات العراقية أن تضمن للتحقيق الذي وعدت به في الهجوم المميت الذي وقع أمس الثلاثاء في قضاء الحويجة، بالقرب من كركوك، وأن تفحص المزاعم التي تفيد باستخدام قوات الأمن للقوة المفرطة والمميتة، حيث قالت تصريحات الحكومة إن بعض المسلحين في اعتصام احتجاجي أطلقوا النار على قوات الأمن فقتلوا ثلاثة جنود، إلا أن المصادر المحلية والتقارير الإعلامية قالت إن قوات الأمن هاجمت المتظاهرين بغير استفزاز منهم، فقتلت العشرات قدرت الحكومة الحصيلة بمقتل 27 شخصا.

وأضافت المنظمة في تقرير اليوم حصلت "ايلاف" على نصه أن رئيس الوزراء نوري المالكي أعلن عن تشكيل لجنة وزارية خاصة للتحقيق في وقائع القتل بعد ان كانت الحكومة قد أعلنت من قبل عن التحقيق في مقتل متظاهرين على أيدي قوات الأمن في الفلوجة والموصل في كانون الثاني (يناير) وآذار (مارس) الماضيين إلا أنها لم تنشر أية نتائج حتى الآن ولم يخضع أي شخص لمحاسبة علنية.

ومن جهتها قالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش "لا ينبغي للسلطات العراقية أن تستجيب لوقائع القتل في الحويجة بتكرار إخفاقها في تحميل قوات الأمن مسؤولية قتل المتظاهرين دون وجه حق حيث ساعد إغضاء الطرف عن الانتهاكات السابقة على خلق المناخ العنيف الذي يهدد اليوم بالتصاعد في أرجاء العراق".

واشارت هيومن رايتس ووتش إلى انها علمت أن الاعتصام كان يتكون من نحو ألف شخص من الحويجة، يحتجون على ما وصفوه بأنه معاملة الحكومة غير العادلة للطائفة السنية. بدأ الاحتجاج، في ساحة "الغيرة والشرف" منذ أكثر من ثلاثة شهور ولم تكن هناك تقارير عن وقائع عنف سابقة بين المتظاهرين وقوات الأمن، التي أحاطت بالساحة منذ الجمعة 19 من الشهر الحالي عقب الاعتداء على نقطة تفتيش حكومية.

وقالت انه لم يكن الشيخ سعدون الفندي العبيدي، أحد منظمي الاعتصام، في الساحة أثناء الهجوم، لكنه أخبر هيومن رايتس ووتش بأنه تحدث مع العديد من المتظاهرين الذين كانوا حاضرين وقالوا له إن قوات الأمن الخاصة بالتدخل السريع، والتابعة للمالكي مباشرة، أحاطت بالمعتصمين في فجر امس الثلاثاء وقالوا إن القوات هاجمت الحشود في الخامسة صباحاً .. بينما قال تصريح صادر عن وزارة الدفاع العراقية إن الجيش كان يرد على النيران الحية وأعقب هذا هجوم قتل فيه 27 شخصاً منهم 3 جنود و"خليط من المعتصمين والمتشددين".

وابلغ العبيدي هيومن رايتس ووتش "أخبرني المعتصمون بأن قوات التدخل السريع بدأت برش المحتشدين بالماء الساخن، ثم شرعت تطلق النيران مباشرة على الناس الذين كانوا مسلحين بالعصي لا غير" حيث كانت قوات الأمن "تعرف أن المتظاهرين لا يحملون السلاح" على حد قوله. ونقل المعتصمون إلى العبيدي أن 50 معتصماً لقوا حتفهم وأصيب 120 في الاشتباكات واوضح إنه بينما كان المعتصمون يحاولون الفرار من الساحة لتجنب الرصاص، قامت قوات الأمن أيضاً باعتقال "أعداد كبيرة" من الأشخاص. اعترفت وزارة الدفاع باحتجاز 75 شخصاً.

واوضحت المنظمة أنه استنادا إلى تقارير فإن قوات الأمن استخدمت المروحيات والغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية في الهجوم اضافة إلى وقوع عدة هجمات انتقامية في توقيت لاحق من اليوم نفسه ضد قوات الأمن في الحويجة على يد جماعات مجهولة حيث سيطرت بعض الجماعات المسلحة على نقاط تفتيش حكومية.

واضافت هيومان رايتس ووتش أن الهجوم على الاعتصام جاء في أعقاب هجوم قام به مسلحون الجمعة الماضي على نقطة تفتيش مشتركة بين الجيش والشرطة في الحويجة حيث قتل المهاجمون جندياً وجرح ثلاثة آخرين، واستولوا على أسلحتهم، بحسب تصريح صادر من وزارة الدفاع امس الثلاثاء والتي اوضحت ايضا أن مهاجمي نقطة التفتيش "اخترقوا" الاعتصام بعد ذلك "واختفوا وسط المتظاهرين" مما دفع قوات الأمن إلى الهجوم. كما شارت وزارتا الدفاع والداخلية العراقيتين إلى إن قوات الأمن منحت المتظاهرين "مهلة" لتسليم أعضاء جماعة مسلحة يُزعم أنهم اخترقوا الاعتصام، وإن قوات الأمن واجهت "نيران كثيفة" من أناس داخل الاعتصام، مما نتج عنه مقتل ثلاثة جنود. واضافتا ان
27 شخصاً قتلوا، بمن فيهم أحد ضباط الجيش وجنديين و20 "متشدداً ممن كانوا يحتمون بالمظاهرة"، وإن قوات الأمن احتجزت 75 شخصاً .. واكدت الوزارتان ان المتشددين هم من أعضاء القاعدة وحزب البعث وإن قوات الأمن صادرت أسلحة عديدة.

واشارت إلى ان رواية العبيدي تختلف عما قالته وزارتا الدفاع والداخلية حيث اكد ان عناصر الشرطة والجيش احاطوا بالساحة التي كانت تشهد الاعتصام بعد قليل من هجوم الجمعة 19 من الشهر الحالي على نقطة التفتيش ورفضت السماح للمتظاهرين بالانصراف. وفي الأيام التالية حاول وفد برلماني من بغداد نزع فتيل الموقف بإجراء مفاوضات مع المتظاهرين والجيش. قال بعض أعضاء الوفد لوسائل الإعلام العراقية إن قوات الأمن منعتهم من دخول الساحة في مساء 21 نيسان، ثم أعلنت انهيار المفاوضات في مساء 22 نيسان وبعد نحو 12 ساعة شنت قوات الأمن هجومها على الساحة. 

ودعت هيومن رايتس ووتش قوات الأمن العراقية إلى التقيد بالتزامها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان بألا تستخدم القوة المميتة إلا حيثما كانت ضرورية ومتناسبة لحماية الأرواح.. وشددت على انه يجب على القادة المحليين عدم تصعيد العنف. كما طالبت السلطات العراقية الايفاء بوعدها بإجراء تحقيق فوري وشفاف ومستقل في قيام الشرطة والجيش بإطلاق النيران المميتة على المتظاهرين المعارضين للحكومة امس الثلاثاء ونشر نتائج أية تحقيقات تمت في حوادث إطلاق النار التي وقعت في 8  آذار و25  كانون الثاني حيث تسببت تلك الحوادث الأسبق في قتل ما يقدر بتسعة متظاهرين.. وقالت ان على السلطات أيضاً أن تضمن تقديم المسؤولين عن وقائع القتل غير المشروع أو استخدام القوة المفرطة إلى العدالة.

وقالت سارة ليا ويتسن "هذه هي اللحظة المناسبة للسلطات العراقية كي تظهر قدرتها على التحقيق بمصداقية مع قوات الأمن المتهمة بجرائم خطيرة حيث عمل إخفاق حكومة المالكي المتكرر في تقديم أي شخص إلى العدالة على تغذية العنف وخذل عائلات القتلى".

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced