نزوح جماعي من سليمان بيك وقلق كبير وأزمة وقود ومؤن في الطوز وقوة مضاعفة للمسلحين
نشر بواسطة: Adminstrator
الخميس 25-04-2013
 
   
المدى برس/ صلاح الدين
دعت القوى السياسية في قضاء طوزخورماتو، (90 كلم شرق تكريت)، اليوم الخميس، إلى ضبط النفس في خضم التداعيات المتلاحقة لاقتحام ساحة اعتصام الحويجة وفقدان سيطرة الدولة على ناحية سليمان بيك، واتساع ترك عناصر القوات الأمنية في المنطقة لمواقعهم، ونزوح غالبية الأهالي، في حين اعتبر محلل سياسي أن رئيس الحكومة نوري المالكي لجأ إلى "إعدام" العملية السياسية للتغطية على "خسارته" الانتخابات المحلية، مرجحاً أن يسعى لخلق أزمات أخرى لحين ترتيب أوضاعه.
القوى السياسية بالطوز تدعو لضبط النفس
ويقول قائمقام طوزخورماتو، شلال عبدول، في حديث إلى (المدى برس)، إن "القوى السياسية في القضاء اجتمعت اليوم وبحثت الأوضاع الراهنة في ناحية سليمان بيك ودعت إلى ضبط النفس والسيطرة على الأمور لمنع اتساع انتشار الجماعات المسلحة".
ويضيف عبدول، أن "ناحية سليمان بيك خالية حالياً من أي وجود حكومي بعد انسحاب القوات الامنية من الجيش والشرطة"، مشدداً على أن "الأوضاع في الناحية لا تسر كونها تخضع حاليا للمسلحين بشكل كامل ولا تتوافر معلومات عن الخسائر البشرية".
ويلفت قائممقام  طوز خورماتو إلى أن "الوضع  الأمني متوتر بالقضاء لكن ما يزال تحت السيطرة على الرغم من سقوط ناحية سليمان بيك".
وسليمان بيك هي ناحية تابعة لقضاء طوز خورماتو (90 كلم شرق تكريت) وتقع بين جبل حميرن ومدينة الطوز وتضم 28 قرية ويقطنها  أكثر من 35 ألف نسمة بينما يتركز فيها 10 الاف نسمة، وهي خليط لعشائر (البيات) العربية والتركمانية وتعد معقلا  لمؤدي  القائمة العراقية بالانتخابات السابق وحزب البعث السابق، كما تعد اليوم أول مدينة تسقط بين المسلحين منذ أن كان تنظيم القاعدة يسيطر على بعض المناطق في العراق أبان الفترة الممتدة من 2004 حتى 2007 .
مكونات خائفة وأزمة وقود وأسعار تتضاعف
ولا يبدو وحده القائمقام غير مسرور إذ يبدو أهالي الطوز خائفين جدا من الأحداث التي تجري على  تبعد نحو  10 كللم إلى الجنوب من مدينتهم، في حين تخشى مكونات المدينة على وجودها في ظل اشتداد سيطرة جماعات مسلحة من لون واحد.
ويقول نائب رئيس الجبهة علي هاشم مختار اوغلو إن "الوضع  لا يخلو من التوتر فالطوز اساسا تشهد استهدافا كبيرا  يستهدفها خصوصا ضد المكون التركماني"، موضحا أنه "في بقاء سيطرت تلك الجماعات المسلحة على المناطق المحيطة سيزيد من احتمال الاعتداءات على المكونات في الطوز".
من جانبه، يقول حسن باقر  عبد الله وهو صاحب مقهى بالطوز  ان القضاء مليء بالمشاكل اصلا واليوم اضيفت مشكلة اكبر له وقطع الطريق الدولي بين بغداد والمناطق الشمالية مما أصاب مدينتنا بالشلل اقتصاديا كونها موقعا تجاريا مليئا بالتجار والمسافرين والمطاعم".
ويلفت عبدالله في حديث إلى (المدى برس)  إلى أن أزمة وقود أضيفت إلى تلك الأزمات بسبب قطع الطرق بين كركوك وقضاء بيجي مرورا بالحويجة بسبب الاحداث هناك وحظر التجوال"، مؤكدا أن "المواطنين بدأوا يتمونون تحسبا من تدهور الأوضاع أكثر مما ضاعف أسعرا المواد الغذائية والوقود".
الشرطة: عشرة قتلى و20 جريحاً
من جانبه، يقول مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين، في حديث إلى (المدى برس)، إن "حصيلة أحداث سليمان بيك منذ صباح امس الأربعاء وحتى المساء عند سقوطها تماما بيد المسلحين بلغت عشرة قتلى وهم سبعة مدنيين وجنديان وشرطي، في حين أصيب أكثر من 20 شخصاً بجروح متفاوتة بينهم نساء وأطفال".
ويؤكد المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "الضحايا سقطوا من جراء تبادل إطلاق النار بين المسلحين والقوات الأمنية أو نتيجة القصف الجوي ورشاشات المروحيات"، مبيناً أن هذه "الحصيلة اعتمدت على تقارير طبية بالرغم وجود خسائر بشرية لا يمكن حصرها حالياً بسبب سيطرة الجماعات المسلحة على المنطقة".
ويوضح المصدر، أن "ما تبقى من مظاهر الحكومة في سليمان بيك يتمثل بأربع طائرات تحلق في الجو وتقوم بعمليات تمشيط ورشقات رشاشة".
الجيش: اتساع ظاهرة ترك الضباط والجنود لمواضعهم
من جانبه، يقول مصدر عسكري في الفرقة الرابعة للجيش العراقي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "ضابطاً برتبة نقيب و20 جندياً من الفوج الثاني التابع للواء الـ17 بالفرقة تركوا مواضعهم وأسلحتهم وامتنعوا عن تنفيذ الأوامر التي صدرت لهم بمواجهة العشائر الثائرة".
ويذكر المصدر، الذي طلب هو الآخر عدم الكشف عن اسمه أن "قيادة شرطة محافظة صلاح الدين قررت محاسبة مدير مركز شرطة منطقة ينكجة في قضاء طوز خورماتو، العقيد حسين البياتي، بسبب عدم اشتباكه مع المسلحين الذين تجاوز عددهم الـ60، ليلاً عندما طوقوا المركز وطلبوا منه وأفراد الشرطة البالغ عددهم عشرة عناصر ترك العمل وتسليم السلاح مقابل أرواحهم".
مواطن: فرار جماعي للأهالي
على صعيد متصل، يفيد محمد عبد العليم (48سنة)، من أهالي سليمان بيك، في حديث إلى (المدى برس)، إن "أكثر من 90 بالمئة من أهالي سليمان بيك فروا إلى عدة جهات آمنة منها كركوك بعد انسحاب القوات الأمنية وتزايد سيطرة المسلحين"، مضيفاً "تركت منزلي وأخذت عائلتي المكونة من خمسة أطفال مع زوجتي لحمايتهم من الاشتباكات برغم القلق الذي يساورنا على ممتلكاتنا".
محلل: المالكي يحاول التغطية على خسارة الانتخابات المحلية
بالمقابل يرى محلل سياسي أن "رئيس الحكومة نوري المالكي فتح جبهة الحويجة للتغطية على خسارته الانتخابات المحلية"، متوقعاً أن "يحصد نتائجها السلبية"، مؤكدا أن خطر الجماعات المسلحة هذه المرة مضاعف عشرات المرات لكونها مدعومة عشائريا.
ويقول جمعة محمد عبد الله، في حديث إلى (المدى برس)، إن "المتغيرات السريعة بعد اقتحام ميدان معتصمي الحويجة وسقوط العشرات من المدنيين بين قتيل وجريح اعقبه سيطرة جماعات مسلحة على ناحية سليمان بيك وبعض الطرق المؤدية إلى كركوك"، معتبراً أن "الخطر من وراء ذلك يكمن في أن هذا النشاط مدعوم عشائرياً".
ويعتبر عبد الله، أن "المالكي أعدم العملية السياسية بيده رداً على خسارته في الانتخابات المحلية كونه استقطب حوله العديد من الفاسدين في المرحلة السابقة على وفق مبدأ فاسد موالي خير من نزيه معارض"، لافتاً إلى أنه "ربما يحاول الانتقام بالسعي لخلق أزمات أخرى لحين ترتيب أوضاعه خصوصا أنه مقبل على خسارة أكبر في الانتخابات البرلمانية المقبلة".
كان مصدر أمني في محافظة صلاح الدين أكد في حديث إلى ( المدى برس)، امس الأربعاء،( 24 نيسان 2013)، أن مسلحين مجهولين سيطروا بشكل شبه كامل على ناحية سليمان بيك، شرق تكريت، بعد اشتباكات دارت منذ عصر الثلاثاء  وأشار إلى أن قوات أمنية اشتبكت مع المسلحين بمساندة طائرات مروحية في محاولة لاستعادة الناحية، وفيما لفت إلى أن 12 مدنيا سقطوا بين قتيل وجريح بنيران المروحيات، نزحت العديد من الأسر خارج الناحية بسبب حدة الاشتباكات.
وشهدت محافظة صلاح الدين، أمس الأول الثلاثاء ايضا، مقتل وإصابة 16 من عناصر الجيش العراقي بهجوم مسلح نفذه مجهولين بأسلحة رشاشة وقنابل يدوية قوة عسكرية تابعة للجيش العراقي قادمة من مطار المثنى في العاصمة بغداد، لدى مرورها في فلكة ناحية العلم،(10كم شرقي تكريت)، فيما أضرم المسلحون النار بسبع آليات عسكرية، فيما قطع المئات من أبناء العشائر في ناحية العلم، اليوم الاربعاء،( 24 نيسان 2013)، الطريق العام الرابط بين تكريت وقضاء الحويجة للحيلولة دون عبور الارتال العسكرية القادمة من بغداد، بعد مهاجمة مسلحين مجهولين دورية للجيش العراقي كانت تقوم بمهام أمنية في السوق الشعبية وسط قضاء بيجي (40 كم شمالي تكريت)، اقتصرت اضرارها على الماديات.
وتشهد الباد منذ حادثة الحويجة هجمات مسلحة على نطاق واسع طالت مناطق متفرقة من جنوب وجنوب غربي كركوك وجنوب الموصل ومناطق مختلفة من صلاح الدين والفلوجة والرمادي وأدى تلك الهجمات إلى مقتل وإصابة العديد من قوات الجيش والشرطة والمسلحين ايضا واحتراق العشرات من المركبات العسكرية المختلفة.
كما كانت مصادر أمنية في محافظتي كركوك وصلاح الدين أكدت، الثلاثاء، ( 23 نيسان 2013)، أن ما لا يقل عن 13 مسلحا قتلوا في سلسلة هجمات تعرضت لها قوات الجيش العراقي في مناطق جنوب وجنوب غربي كركوك وشمال صلاح الدين وتكريت، وذلك بعد ساعات من عملية اقتحام الجيش العراقي لساحة الاعتصام في الحويجة.
كما قام معتصمو الرمادي، امس الثلاثاء، بإحراق آلية تستخدم لنقل الدبابات والمدافع وعربة هامر، وفضلا عن السيطرة على سيارة من نوع ( بيك اب) تابعة للشرطة ومركب عليها سلاح مقاوم للطائرات وذلك على مقربة من ساحة الاعتصام.
وجاءت تلك الأحداث كرد فعل على حادثة اقتحام ساحة الاعتصام في الحويجة، أمس الثلاثاء الـ23 من نيسان 2013،  والتي اسفرت عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن نحو 163 من المعتصمين وفقدان واعتقال مئات آخرين، في حين أعلنت وزارة الدفاع العراقية، أمس الثلاثاء، انها هاجمت ساحة الاعتصام بعدما رفض المعتصمون الانصياع لأمر مغادرة الساحة وتعرضها لإطلاق نار من المعتصمين، وأكدت أنها تكبدت ثلاثة قتلى وتسعة جرحى من قواتها التي نفذت عملية اقتحام ساحة اعتصام الحويجة، وأكدت أن العملية أسفرت عن مقتل 20 من "الإرهابيين" الذين كانوا يتحصنون في ساحة الاعتصام واعتقال 75 آخرين، مبينة أنها عثرت على 45 قطعة سلاح وقنابل وآلات حادة داخل الساحة.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced