بكين تكمل فرحة العراقيين بالعيد.. وتؤمن كامل احتياجاتهم
نشر بواسطة: Adminstrator
الخميس 17-09-2009
 
   
بغداد: «الشرق الأوسط»
«حار ومجسب ورخيص»، مثل عراقي قديم يقال لمن يبحث عن الخبز كامل المواصفات، وقلما تنتج أفران العراق خبزا بهذه المواصفات للعراقيين، لكن الصين نزلت عند رغبات الشعب العراقي وجهزتهم بكامل احتياجاتهم وبأسعار تكاد تكون الأقل عالميا، لكن التجهيز لم يكن خبزا هذه المرة، بل بضائع مختلفة وبأسعار متدنية جدا وبشكل ساهم على رفع الروح المعنوية لمحدودي الدخل الذي يتمنون شراء كسوة لأطفالهم للعيد من غير محال بيع الملابس القديمة أو (البالات)، وذات الشيء لبضائع غير الملابس كالحلويات والأطعمة والعصائر والأجهزة والسيارات، وساعدت الصين بجزء من التجهيز دول الخليج، وخصوصا الأطعمة واللحوم والمعلبات.
أهم فقرة من فقرات العيد في العراق هذا العام أن الحكومة العراقية قررت تسليم الموظفين مرتباتهم قبل العيد وقبل موعدها بأسبوعين، وهذا ساهم في إبعاد كابوس كبير عن معيلي الأسر وخصوصا الكبيرة، فقد شهدت أغلب دوائر العراق حالة من العمل الدؤوب لضمان استلام التخصيصات من وزارة المالية وتوزيعها على الموظفين، بحسب أبو ليث مدير حسابات إحدى الوزارات، موضحا أنه «أفضل قرار، وسد جزءا من الحاجة الفعلية لاحتياجات العائلة، فسبحان الله، جاء العيد متزامنا مع بداية العام الدراسي، وهذا يعني أن من لديه خمسة أولاد بينهم اثنان في الجامعة فإنه يحتاج إلى أكثر من 700 دولار على أقل تقدير للملابس فقط، ناهيك عن الاحتياجات الأخرى».
إيمان محسن الموظفة في وزارة التربية قالت لـ«الشرق الأوسط»: «لا نعلم ماذا يحصل في الدنيا، زيادة رواتب وفي نفس الوقت غلاء فاحش! ونستلم مرتباتنا باليد اليمنى وتصرف خلال أيام من اليد اليسرى! كل شيء باهظ الثمن، تأمين الطعام، الملبس، الإجارات. يجب وضع حد لهذا الأمر، نأمل أن تسد دخولنا احتياجاتنا وندخر شيئا للزمن، نحسن وضعنا المعيشي، نشتري سيارة، بيتا، أرضا سكنية. بدأنا نشعر بيأس من تحقق هذه الأمور، بل على العكس، بدأنا نرى مستقبلا أتعس من الحالي».
«الشرق الأوسط» تجولت أمس في أسواق الشورجة وسط بغداد، التي تعد مركز العراق التجاري من شماله إلى جنوبه، فهذه السوق الشعبية القديمة التي أنشأها بضع تجار من يهود العراق، استمرت كمركز لتجار العراق المختصين باستيراد كل ما يتعلق بسلة المستهلك العراقي، وكان التاجر فيما مضى يعتمد على مصادر متعددة لتأمين تجارته، أما اليوم وبحسب كلام محمد هادي الساعدي فأغلب التجار يسافرون، بل ويعيشون ولديهم مكاتب في بكين وبقية مدن العراق، وأصبح يغادر بغداد إلى الصين أكثر من وجوده في مدن العراق الأخرى، ولم تعد اللعبة تقتصر على التجار الرئيسيين، بل تعدتهم لصغار التجار الذين وجدوا من يسهل الأمر عليهم ويقدم لهم تنازلات كبيرة في ذلك البلد، مثل إعطائه بضاعة دون مال، أو كما يقال وفق مبدأ (التصريف)، أي خذ بضاعتي بعها واجلب لي ثمنها فيما بعد. وعن أسباب إغراق السوق بالبضاعة الصينية أضاف الحاج الساعدي أنه لا يسميه إغراقا، «فلم يأتِ الصينيون ببضاعتهم إلينا، بل نحن ذهبنا وجلبناها، والتاجر العراقي هو من أغرق سوقه المحلية ببضائع رخيصة مقلدة وهمّه الربح».
العوائل محدودة الدخل التي تكدست في السوق، وتحديدا عند تجار الحلويات والملابس بالمفرد، أجمعوا على أنهم ملوا شراء ملابس مستعمله من سوق البالات، وبيّن أحمد عباس قائلا: «نريد رؤية أطفالنا بملابس جديدة، رغم علمنا أنها بمواصفات رديئة وستبلى بعد مدة قصيرة، لكن نحن راضون، فلا نملك المال لشراء ملابس بالدولار، ولا لدينا استعداد للتوجه إلى محال الماركات العالمية. وأنأ جهزت ثلاثة من أطفالي بمبلغ 30 ألف دينار ولأكثر من كسوة لكل واحد فيهم، أعتقد أنها رحمة من الله أن نجد ملابس بأسعار زهيدة».
معتمد، صاحب بسطية صغيرة، كان يصيح بصوت عالٍ وبلهجة عراقية (فرح حمودي وعلاوي بهدية رخيصة)، وكان يعرض ملابس أطفال سعر القطعة 2000 دينار، أي دولار ونصف تقريبا. وجد لنفسه على رصيف شارع الجمهوري، وتحديدا عند سياج جامع الخلفاء، مكانا جيدا لربح سريع يعينه خلال موسم الدراسة، وقال إنها ليست مهنة دائمة، «بل أنا تعودت على استغلال الأيام التي تسبق العيد لبيع أي بضاعة رائجة، وكانت ملابس الأطفال الرخيصة مصدر رزقي هذا العام».

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced