عدّ خبراء دوليون، اليوم الاثنين، أن إعلان (داعش) الخلافة يشكل تهديداً عالمياً مثلما ينذر بحرب ضد تنظيم القاعدة لأنه قد يعني "نهاية عهد اسطورة بن لادن"، في حين بينوا أن ذلك سيثير الجماعات السنية المعارضة التي تحارب الحكومة العراقية، ويحفزها على محاربة (داعش)، ما سيؤدي إلى بروز "جبهة ثالثة" في الحرب الدائرة بالعراق حالياً، مؤكدين أن  أسباباً كثيرة تحول دون تحقيق ذلك التنظيم هدفه كونه "محاطاً بالأعداء من الجهات كلها".

وقالت صحيفة الغارديان The Guardian البريطانية، في تقرير لها، اليوم، اطلعت عليه (المدى برس)، إن "تنظيم داعش أعلن عن تأسيس ما يسمى بخلافة إسلامية جديدة، داعياً بقية الفصائل المسلحة في العالم لمبايعة زعيمه أبو بكر البغدادي"، مشيرة إلى أن "داعش ذكرت في بيانها أنها من الآن فصاعداً ستعرف باسم الدولة الإسلامية، وأن زعيمها أبو بكر البغدادي، سيعرف باسم الخليفة إبراهيم".

ونقلت الغارديان، عن البروفيسور بيتر نيومان، من المركز الدولي لدراسة المجاميع المتطرفة، في كلية كنغز كوليدج، في لندن، إن ذلك "يشكل إعلان حرب ليس ضد الغرب فقط، بل ضد تنظيم القاعدة أيضاً"، مشيراً إلى أن "إعلان الخلافة في فكر الجهاديين، يمثل أقصى ما يتمنوه، وأن تنظيم داعش وجد نفسه قد وصل لهذه المرحلة أكثر من أي تنظيم آخر قبله".

وأضاف نيومان، أنه "وفقاً لتلك القاعدة فإن زعماء داعش يعتقدون أنهم يستحقون أن يدين الآخرون لهم بالولاء"، عاداً أن هذا قد "يعني من جانب آخر نهاية مرحلة تنظيم القاعدة".

وأوضح الخبير بدراسة المجاميع المتطرفة، أن ذلك "سيعتمد على طبيعة هذا الرد، إذ ما لم يهب تنظيم القاعدة لمحاربة ذلك الإعلان فهذا قد يكون مؤشراً على نهاية عهد اسطورة أسامة بن لادن".

من جانبه رأى الخبير في معهد بروكنغنز للدراسات في واشنطن، جارلز ليستر، بحسب الغارديان، أن ذلك الإعلان "يحمل تهديدات للدول الغربية والعالم"، عاداً أنه "ينطوي على أبعاد دولية حيث أن بقية الفصائل من تنظيم القاعدة، إما ستساند هذه الدولة الجديدة وتنظم إليها أم أن تعارضها، وعليه ستعد أيّة جهة لا تبدي الولاء لها على أنها عدوة للإسلام".

وتابع ليستر، أن "إعلان أبو بكر البغدادي الحرب على القاعدة، سيحفز عناصر ذلك التنظيم وكبار المؤيدين له على شجب البغدادي وإعلانه"، مستطرداً أن ذلك "الإعلان قد تكون له تأثيرات مهمة طويلة الأمد على النطاق العالمي، حيث أن الجيل الصغير من الجهاديين بدأ يصبح أكثر تأييداً لداعش بعد أحداث الموصل وسيطرته على الأرض، ما عزز من إمكانيات التجنيد".

وخلص الخبير في معهد بروكنغنز للدراسات في واشنطن إلى أن ذلك "الإعلان سيثير الجماعات السنية المعارضة التي تحارب الحكومة العراقية، ويحفزها على توجيه سلاحها ضد تنظيم داعش، وعندها ستظهر جبهة ثالثة في الحرب الدائرة في العراق حالياً".

وواصلت الصحيفة البريطانية، أن "الحكومة العراقية تعد إعلان تنظيم داعش الخلافة على أنه دليل مضاف يعزز مناشدتها للحصول على دعم دولي لحربها ضد داعش".  

ونقلت وكالة رويترز عن الناطق باسم القوات المسلحة العراقية، قاسم عطا، قوله إن "تنظيم داعش بدأ يشكل تهديداً لدول العالم كافة"، مشيراً إلى أن "إعلان داعش للخلافة يشكل رسالة مفادها أن هذه الدولة الإسلامية لا تشمل العراق وسوريا حسب، بل المنطقة كلها والعالم".

وأعرب عطا عن اعتقاده، أن ذلك الإعلان "سيجعل الدول تغيّر من موقفها لأن داعش تأمر الدول الاخرى بإعلان الولاء لها".

على صعيد متصل قال الباحث في معهد العلاقات الدولية في جامعة هارفارد، شانشانك جوشي، بحسب ما أوردت The Guardian، إن هناك "أسباباً كثيرة تحول دون تحقيق تنظيم داعش لهدفه حيث أنه محاط بالأعداء من مختلف الجهات وسيواجه مقاومة من فصائل العشائر المعارضة له في سوريا من الجهة الغربية والكرد من الجهة الشمالية فضلاً عن هجوم القوات الحكومية جنوباً"، لافتاً إلى أن "الدول المجاورة للعراق، المتمثلة بتركيا وإيران ستقاتلان ذلك التنظيم أيضاً".