من يعيد إلى السينما العراقية بهاءها
نشر بواسطة: Adminstrator
الثلاثاء 22-12-2009
 
   
ستار الناصر فن السينما فن حديث بالنسبة لبقية الفنون، كالرسم والموسيقى والمسرح والباليه وغيرها. ففن السينما ظهر إبان تطور تكنولوجيا الصورة. وهل فينا من لا يذكر أفلام الراحل الكبير شارلي شابلن، تلك الأفلام الرائعة التي حملت عبر حديثها الصوري الصامت مواضيع إنسانية كبيرة. هذه الأفلام الصامتة كنّا وما زلنا – نحن عشاق السينما – نعتبرها متعة كبيرة. ونشتاق لمشاهدتها كما نشتاق لإعادة قراءة رواية أعجبتنا، أو ديوان شعر، أو مسرحية. لكن حين نطقت أفلام السينما اتسعت رقعة انتشارها. وكثر عشاق هذا الفن الجميل. في مصر لم يتأخر فن السينما بالظهور كثيراً، بل سرعان ما تجمع البعض من عشاق فن السينما – واغلبهم من العاملين في المسرح – وشكلوا وحدة إنتاج قدمت أول فلم عربي ناجح. ثم تشكلت العديد من شركات الإنتاج وتنامت دور العرض، وانتشرت في البلدان العربية، وتيسرت للناس على اختلاف شرائحهم فرصة المشاهدة ثم زاد عدد الفرص حين ظهر التلفزيون ودخل كل دار. في العراق تعثرت مسيرة السينما لأسباب عديدة أولها غياب الجهات المنتجة، وتعاقب الأنظمة الشمولية التي حجمت مسيرة هذا الفن الخلاق بخطابها التعبوي المقيت، لذلك لم نجد في المنتوج السينمي غير عدد قليل لا يتجاوز المائة فلم إلاّ بقليل. في فترة الأربعينيات والخمسينيات وحتى بعض سنين الستينيات ظهرت أفلام روائية ملتزمة بخط إنساني واضح، شكلت أساساً متيناً لبناء سينما عراقية متقدمة.  لكن حين بدأت رحلة الخطاب الشمولي التعبوي تعثرت مسيرة السينما وانحرف خط سيرها فجاءت أفلام لم ترق بمسيرة السينما إلى مستويات أعلى ولم تؤسس تواصلاَ مصنعاً لتلك البداية التأسيسية القوية التي اشرنا إليها. بعد اندحار سلطة الطغيان وبزوغ عصر الحرية وزوال الخطاب الشمولي المقيت استطاع بعض المبدعين بجهود فردية أن يصنعوا أفلاماً جيدة حاز الكثير منها جوائز عدة في المهرجانات العالمية والعربية.  اغلب هذه الأفلام قصيرة تسلط الضوء على عراق ما بعد 2003 والأحداث المرة التي رافقت ذلك، وتحمل مخرجوها جهد كتابة السيناريو والتصوير والإنتاج بالإضافة إلى الإخراج وعناء السفر والمشاركة في تلك المهرجانات. اللافت للنظر في المشهد السينمي اليوم هو غياب دور العرض ليس في العاصمة بغداد فحسب بل في جميع المحافظات أيضاً. لذلك صارت العروض السينمائية مقتصرة على نخبة المثقفين. لأن العروض – على قلتها- تقدم في المحافل الثقافية كالمهرجانات، أو المنتديات الثقافية وبات جمهورها المشاهد:- الصحفي، الأديب، والمثقف، وليس كالسابق عامة الناس. وهذا يعني تراجعاً كبيراً في مسيرة السينما العراقية. فلم تكن السينما منذ نشوئها ذات طابع نخبوي بل هي فن شعبي ما زال يحتفظ بشعبيته في جميع أنحاء العالم. إن الحياة لن تدب في جسد السينما العراقية ما لم يعاد إليها عشاقها بإعادة دور العرض السينمائية، وشركات الإنتاج سواء الحكومية أو غير الحكومية وتقديم العون لها. فالسينما باعتبارها رافداً ثقافياً جماهيرياً كبيراً ما زالت مطلوبة بإلحاح سيما ونحن نعيش ظروفاً مأساوية يتحمل المواطن العراقي جراءها الكثير من المعاناة.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced