كاتب بريطاني: وداعا ايها العراق وحظا سعيدا
نشر بواسطة: Adminstrator
الجمعة 09-07-2010
 
   
بغداد/ اصوات العراق
قال كاتب بريطاني في مقال نشرته صحيفة حريت ديلي نيوز التركية، الخميس، بعنوان “وداعا ايها العراق وحظا سعيدا” إن حرب العراق انتهت وإنه لن يسقط ما دام فيه مال كثير، مشيرا إلى أن النخبة السياسية تحصل حاليا على ثلثي عائدات العراق.
وقال الكاتب غوين داير في مقاله “بينما تسرع الولايات المتحدة من انسحابها، فإن حجم القوات الامريكية في العراق تصبح اقل بكثير مما في افغانستان، للمرة الاولى منذ العام 2003. وبنهاية اب اغسطس لن تكون هناك قوات قتالية في العراق، على الرغم من بقاء بضع عشرات الآلاف من قوات الدعم حتى العام القادم. ولم تشكل حتى الآن حكومة جديدة في العراق”.
وبين أن “نائب الرئيس الامريكي، جو بايدن، كان في بغداد في نهاية الاسبوع من اجل حث السياسيين العراقيين على انهاء الجمود السياسي، لكن التأثير الامريكي في الاحداث في العراق هبط بسرعة هبوط اعداد القوات العسكرية. وفي نهاية المطاف، فإن التحالف الواسع المتكون من الشيعة العرب والاكراد، الذي ادار البلد قبلا، يحتمل أن يحكم مرة اخرى، مستبعدا السنة العرب. لكن من غير الواضح من الذي سيقود الائتلاف”.
ورأى الكاتب أن “الانتخابات الاخيرة جعلت الخصومات الطائفية والاثنية اكثر حدة”، مضيفا “لا يزال عشرات الناس يقتلون بهجمات انتحارية كل اسبوع. لكن البلد لا يمكن أن يسقط في الحقيقة، فقط لأن فيه نفط كثير”.
وأوضح أنه “بعد ثلاثة عقود من الحروب الخارجية وعقوبات الامم المتحدة والاحتلال الامريكي، تدنت صادرات العراق النفطية إلى 1.8 مليون برميل يوميا في العام 2008، لكنها عادت وارتفعت إلى 2.5 مليون برميل يوميا ـ وتخطط بغداد انتاج 9.9 مليون برميل يوميا في غضون 10 سنوات ابتداء من الآن. وهذا من شأنه أن يجعل العراق اول او ثاني او ثالث اكبر منتج نفطي في العالم (تبعا لما سيحدث مع انتاج السعودية وروسيا)، ويغرق البلد في امواج كبيرة من النقد”.
واعتبر الكاتب أن “هذا الهدف معقول، لأن هذا ليس تكهنات عن انتاج من حقول جديدة؛ بل هو مجرد تحسين انتاج حقول قائمة. إذ أن عقود انشاء بنية تحتية لضخ كميات اضافية من النفط قد ابرمت مع اربع وعشرين شركة اجنبية. وما دامت تلك الشركات تحصل على رسوم على البرميل الواحد فقط، فان العراق سيحصل على معظم الارباح”.
وعلى افتراض معقول، كما يرى الكاتب، أن “سعر النفط لن ينخفض إلى ادنى من 50 دولارا للبرميل في العقد القادم، فهذا يعني أن الحكومة العراقية ستحصل على ورادات نفطية لا تقل عن 150 مليار دولار سنويا في العام 2020. وبما أن ثلثي واردات الحكومة العراقية الحالية […] (تأخذه) النخبة السياسية وليس هناك سببا يدعو إلى الاعتقاد أن هذا الحال سيتغير، لكن ذلك سيتيح حوالي 50 مليار دولار سنويا تذهب لخدمة حاجات العراقيين العاديين”.
ويعتقد الكاتب أن هذا “يحتمل أن يكون كافيا لشراء ولاء الشيعة العرب للدولة العراقية. اما الكرد فوضعهم مختلف، لاسيما أن عداء جيرانهم كلهم لاستقلال الكرد التام قد يقنعهم بالابقاء على علاقتهم الراهنة شبه المنفصلة مع بغداد. اما الاقلية السنية فإما تُشرى او تُكبت”.
ويعتقد الكاتب ايضا أنه “لو كان هذا الوضع في الايام السالفة، لعمت ثورة شعبية للتخلص من نخبة المهاجرين الذين عادوا من الولايات المتحدة واوربا وايران للاعتياش على الشعب العراقي الذي طالت معاناته، لكن تلك الايام ولت. فبعد عبد الكريم قاسم، والبعثيين، وصدام، والامريكيين ـ اي خمسون سنة من خيبة الامل ـ لم يعد العراقيون يؤمنون بوجود منقذ ابدا. ويمكن أن يكون نشيدهم الوطني اياك أن تخدع مرة ثانية”.
ويتساءل الكاتب قائلا “ما سيحدث في الشهور القليلة المقبلة؟”، ليجيب بأن “التحالف الذي عقد في الشهر الماضي بين كتلة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، تحالف دولة القانون العلمانية ذات الغالبية الشيعية، والحزبين الشيعيين الدينيين في الائتلاف الوطني العراقي، يوجد كتلة قاب قوسين او ادنى من تحقيق الاغالبية البرلمانية”.
ويضيف أن “اعادة تشكيل تحالف المالكي السابق مع الكرد في التحالف الماضي قد انجزت صفقته”، مستدركا أن “التحالف لم ينجز حتى الآن لأن المالكي ربما لن يكون رئيس الوزراء فيه”.
ويرى الكاتب أن امل المالكي الوحيد يكمن في “ابرام صفقة مع اياد علاوي زعيم القائمة العراقية، التي حصلت على اغلبية اصوات السنة في عموم مناطق غرب العراق وشماله، كما حصل على دعم كبير من علمانيين شيعة في بغداد وما حولها”.
ويرجح أن “لا ينضم الكرد إلى تحالف كهذا، لأن العراقية قدمت برنامجا انتخابيا مناهضا للكرد في مناطق شمال العراق ـ وإلى جانب ذلك، لا يطيق علاوي والمالكي احدهما الآخر” على حد تعبير الكاتب.
وفي نهاية المقال يقول الكاتب إنه “في هذه الاثناء، يغادر الامريكيون بهدوء قدر الامكان. هكذا بهدوء ما دمت تستطيع نقل 1.900 دبابة ثقيلة وعربات قتالية، و43.000 شاحنة، و600 طائرة مروحية، و34.000 طن من الذخيرة. وبعضا من هذه المواد ستذهب مباشرة إلى الولايات المتحدة، لكن الكثير منها سيعاد اصلاحه في الكويت ومن ثم يرسل إلى افغانستان. اذن الحرب الغبية، كما وصفها الرئيس اوباما، انتهت. لكن اكثر حرب غباء لا زالت متواصلة”.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced